الفن الغنائى ظل من اهم العوامل التى تربط الشمال بالجنوب والعكس للتعرف على مستقبل تلك العلاقات الفنية والموسيقية التى تشكلت فى الشمال باصوات وانامل مطربين وموسيقين جنوبيين وشماليين خلال الفترة التى اعقبت استقلال السودان وقبلها، تحدثنا الى نائب الامين العام لاتحاد المهن الموسيقية الفنان سيف الجامعة، وخرجنا منه بهذه الافادات القصيرة ... كيف تنظر الى شكل العلاقة بين الشمال والجنوب فى اطار الدولتين ؟ انا شخصيا بعيد عن الموقف السياسى وكفنان عاشق لشكل خريطة السودان التي ورثناها عن اجدادنا واعبر عن حزني العميق وأنا مع الوحدة و لابد ان تستمر الاواصر الفنية والثقافية التى تجمع الفنانين الشماليين والجنوبيين لانها انزرعت في جذور الارض غير ان الانفصال سياسي وصعب جدا يكون انفصال علي مستوي التواصل الفني والروحي، وانا واحد من الفنانين اقاطع اي احتفال بالانفصال سواء بالجنوب او الشمال. من تذكر من المطربين الجنوبيين فى سفر الاغنية السودانية ؟ اسماء كثيرة منها على سبيل المثال كمال كيلا وصلاح براون وزقل والراحل أحمد مرجان وهؤلاء كان لهم دور فى اثراء ساحة الاغنية السودانية فى مجالات مختلفة. علاقة اتحاد المهن الموسيقية ونظيره الجنوبى ؟ سوف يظل الارتباط الوجدانى مستمرا حتى بعد انفصال الجنوب وسوف نغنى من حلفا الى نمولى تلك العبارة الشهيرة، والفن عنصر مهم للسلام وليس له ارتباط بحدود الجغرافيا التى اختارها السياسيون، ويجب ان تتم مراجعة شاملة خلال المرحلة القادمة على مستوى كل المؤسسات الثقافية والفنية ،وكل شخص لابد ان يعود الى الصواب وفكرة الوطن الواحد من حلفا الى نمولى علينا ان نعمل بجد لاصلاح العلاقات، وفى الاتحاد لدينا الكثير من الاعضاء الذين تختلط فى شرايينهم دماء شمالية جنوبية تغذى الوحدة، والاتحاد منذ تأسيسه فى الخمسينات لم يفرق بين مبدع شمالى او جنوبى . ماهو إحساسك تجاه انفصال الجنوب؟ اشعر بحزن بليغ وهذا يوم مؤسف فى تاريخ السودان منذ الازل ثمة مشاعر حارقة تمور فى دواخلى والوطن الذى كان واحدا ينشطر، لكم ان تتخيلوا عملية فصل توأم ملتصق بالرأس هل سوف تنجح العملية ؟ متى كان ظهور الفرق الجنوبية فى الشمال ؟ يعود الى عقد التسعينات التى ظهرت خلالها الكثير من الفرق التى اهتمت بعكس التراث الثقافى الجنوبى ثم جاءت كوتو وورباب والبالمبو التى تهتم بكل فنون السودان ،طبيعة الفن الجنوبى قائمة على الجماعية وهناك تأثير وتأثر تم بين المطربين الشماليين والجنوبيين طوال العقود الماضية والشاهد على ذلك وجود فنانة مثل لوشيا جبريل تغنى بالعربى ووجدانها الفنى سودانى ايضا هناك تريزا وففيان وهذا التلاقح لن يموت ولن تغتاله القرارات السياسية وهناك تقصير فى ابراز تلك الحقائق اعلاميا وفنيا . هل سوف يتلاشى صدى اغنيات الجنوب ؟ هناك الكثير من الاغنيات التى تغنى فيها مطربون شماليون للجنوب وتلك الاعمال سوف تظل باقية وتستمر ويسمعها الناس فى الشمال والجنوب لان الفن لا وطن له ولا حدود .