الصف الأول في (القوائم) والثاني في بحري والثالث في الخرطوم وأم درمان للتحالفات الملاحظ في توزيعات المرشحين في المؤتمر الوطني قد اخذت شكلا قد لا يكون منظورا لعدد من المراقبين او المهتمين بالشأن في الحركة الاسلامية السودانية و(المؤتمر الوطني) أحد تطوراتها كما قال د.حسن الترابي ان الحركة الاسلامية لم تحصر نفسها داخل (اسم واحد) ولكنها تطورت واتخذت عدة (أشكال) وليس كالحرباء كما وصف أبو كلابيش الاخ حاج ماجد سوار قبل (المصالحة) حينما تبادلا الملاسنات. واتخذت الحركة الاسلامية اسماء حسب تطورها السياسي من (اخوان مسلمين) الى (جبهة الميثاق) ثم (الجبهة الاسلامية القومية) واخيرا المؤتمر الوطني. فالناظر الى التسميات في الدوائر الجغرافية في العاصمة القومية تسمت بطريقة فانها ايضا راعت تطور الاشخاص او (الافراد) داخل التنظيم فاذا ااخذنا مثلا دوائر الخرطوم بحري فنجد ان المؤتمر الوطني رشحت بعض قياداته لهذه الدوائر مثل الدكتور غازي صلاح الدين، والدكتور عوض احمد الجاز والبروفيسور ابراهيم غندور والنقابي المخضرم عباس الخضر. فاذا نظرنا الى دوائر الخرطوم بحري فهي تمثل الصف الثاني في الحركة الاسلامية السودانية بالرغم من أن د.غازي يتفوق على زملائه الثلاثة انه شارك في عمليات (6791م) وساهم في احتلال دار الهاتف، وهاجر الى ليبيا مع قيادات الجبهة الوطنية اذن بحري تمثل الصف الثاني في الحركة الاسلامية. واذا نظرنا الى المرشحين في دوائر الخرطوم فنجد انها تمثل الصف الثالث او الرابع من الحركة الاسلامية فنجد الدكتور محمد مندور المهدي في الخرطوم شمال ونجد الدكتور كمال عبيد والذي يشغل وزير الدولة بوزارة الاعلام والاتصالات مترشحا في دائرة اركويت والفردوس ونجد الدكتور عيسى بشرى في دائرة الازهري والسلمة والمهندس الحاج عطا المنان في دائرة الكلاكلة. ونجد هؤلاء الاربعة من الكوادر الوسيطة وان كان ثلاثة منهم عملوا في الولايات حيث عمل الحاج عطا المنان في جنوب دارفور وعيسى بشرى في جنوب كردفان وعمل مندور وزيرا للصحة في كل من ولايات غرب بحر الغزال وسنار. وأما الدكتور كمال عبيد فتحرك في مساحات قصيرة جدا من (جامعة افريقيا) في نهاية (شارع عبيد ختم) الى المركز العام للمؤتمر الوطني في عدة امانات في (شارع افريقيا) ثم اتجه الى شارع الجامعة وزير دولة للاعلام وربما حملته النتيجة في الانتخابات القادمة الى (شارع الموردة). وقد تكون هناك عدة اسباب جعلت لجنة الترشيحات في المؤتمر الوطني تدفع بهؤلاء الشباب وهم يمثلون الصف الثالث في الحركة الاسلامية ولكن هناك شخص رابع وهو ليس عضوا بالحركة الاسلامية ولكن بالمؤتمر الوطني وهو القمص (قبريال روريج) في دائرة حي النصر وهو شغل من قبل وزير دولة بوزارة الخارجية. أما الصف الاول في الحركة الاسلامية فيبدو انه اختار طريقا غير الدوائر الجغرافية للوصول الى قبة البرلمان فقد ذهب رجال الحركة الاسلامية في الصف الاول الى (القائمة النسبية) حيث اتجه اليها الاستاذ علي عثمان محمد طه، في المؤتمر الوطني وذهب اليها د.حسن الترابي في المؤتمر الشعبي وكذلك ذهبت البروفيسور سعاد الفاتح الى تلك القوائم قوائم الاحزاب او قوائم المرأة. أما دوائر مدينة ام درمان فجعلها المؤتمر الوطني غنيمة باردة للمتحالفين فقد جعلت الدائرة (2) لفتح الرحمن شيلا الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني القادم اليه من الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل ولم ينافس (شيلا) في الحلفايا حيث اهله وعشيرته ترك الحلفايا لغندور كما ترك غندور دائرة امبدة للفاتح عز الدين. اما الدائرة (31) ام درمان فقد تركها المؤتمر الوطني (خالية) لمستشار رئيس الجمهورية رئيس حزب الامة الوطني عبد الله علي مسار ولم يضايقه في هذه الدائرة الا احد الصحفيين وهو الهندي عز الدين. اما في التقسيم السياسي لقيادات المؤتمر الوطني فيجيء في الصف الاول علي عثمان نافع عوض الجاز. ويجيئ في الصف الثاني صلاح عبد الله قوش، علي كرتي، اسامة عبد الله، فمن هؤلاء ذهب د.نافع وعلي كرتي الى دائرة (6) والدائرة (7) في شندي وذهب صلاح قوش الى الدائرة (5) في مروي. ولكن سيلتقون كلهم في (قبة البرلمان) في مايو المقبل.