ابدت الحكومة عدم تفاؤلها بايفاء المجتمع الدولي بتعهداته المالية تجاه تنمية اقليم دارفور بيد انها اكدت ان الارادة السياسية لديها وحركة التحرير والعدالة ودولة قطر كافية للالتزام بدفع مستحقات السلام، وتوقعت استمرار الدول المعادية للسودان في دعم الحركات المسلحة التي رفضت الانخراط في العملية السلمية، بينما أشادت الولاياتالمتحدة باتفاق الدوحة، وتعهدت بالضغط على الرافضين للوثيقة، كما رحبت فرنسا بالاتفاق. وقال الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي لمفاوضات الدوحة عمر آدم رحمة خلال حديثه لبرنامج «مؤتمر اذاعي» الذي بثته الاذاعة السودانية امس ان المبالغ التي رصدت لصندوق التعويضات تقدر ب»300»مليون دولار، وزاد «ما فقد لا يمكن تعويضه لانها تقدر بالمليارات» واستدرك «لكن ما باليد حيلة». وكشف رحمة عن تخصيص مبلغ 200 مليون دولار لمشاريع التمويل الاصغر بضمانات ميسرة بينما التزمت دولة قطر بانشاء بنك لتمويل مشاريع البنية التحتية برأسمال ملياري دولار وتخصيص مبلغ 225 مليون دولار للتنمية الاجتماعية لاستهداف تنمية المرأة الدارفورية في المقام الاول. وقال رحمة انه غير متفائل بسداد المانحين للاموال التي التزموا بها لاقليم دارفور واضاف «المجتمع الدولي رصد ابان اتفاقية نيفاشا نحو اربعة مليارات دولار في مؤتمر اوسلو بالنرويج وما تم توفيره كان حوالي 600 مليون دولار فقط «. وقال ان توفر الارادة السياسية من جانب الحكومة الاتحادية وحركة التحرير والعدالة ودولة قطر كافية لتحمل استحقاقات السلام. ودافع رحمة عن وثيقة سلام دارفور وقال «هنالك خلاصات ومكاسب تضمنتها الوثيقة وكل هذه الحركات اتيحت لها الفرصة للانضمام اليها لكنها تعنتت لاسباب شخصية لان اختلافاتها ليست آيدلوجية» وذكر انه لا يستبعد دعم دول معادية للسودان، للحركات المسلحة الرافضة للانخراط في العملية السلمية. ونفى ايلولة منصب نائب الرئيس لزعيم حركة التحرير والعدالة التجاني السيسي واضاف «ليست هنالك التزامات مكتوبة في الوثيقة بشأن منصب نائب الرئيس» الا انه اكد تولي التحرير والعدالة رئاسة السلطة الانتقالية لدارفور بجانب منصب وزير اتحادي ووزيرين للدولة و6 وزراء في المستوى الولائي. من جانبها أشادت الولاياتالمتحدة الأميركية باتفاق سلام دارفور، الموقع بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة، ودعت الفصائل المسلحة الأخرى للانضمام إلى طاولة المفاوضات وتعهدت بالضغط على الرافضين للوثيقة. وأعربت واشنطن عن امتنانها لقطر التي لعبت دور الوسيط لتتوصل لاتفاق بين الرئيس عمر البشير وحركة التحرير والعدالة بوجود أربعة قادة أفارقة آخرين. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، في بيان أن «هذا الاتفاق هو خطوة إلى الأمام نحو حلٍّ دائم للأزمة في دارفور»، وأضاف «سنواصل ممارسة الضغط على الفصائل المسلحة الأخرى التي ترفض المشاركة في المفاوضات كي تلتزم كليا بعملية السلام». في السياق ذاته رحبت فرنسا امس باتفاق السلام بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان «الاتفاق جاء نتيجة لجهود ملحوظة من جانب الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وبدعم مستمر من السلطات القطرية». وقالت ان فرنسا تحيي العمل المستمر الذي قام به خصوصا الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي. واضافت ان فرنسا كانت دائما مع التوصل الى حل سياسي يوقف المعاناة الانسانية في اقليم دارفور ويوفر الامن اللازم لتنمية الاقليم. واوضح البيان ان فرنسا «تدعو جميع الحركات في اقليم دارفور للانضمام الى محادثات الدوحة بروح منفتحة وبناءة من اجل الاستفادة من الزخم والوصول الى اتفاق سلام مع الحكومة السودانية استنادا الى وثيقة الدوحة».