سكان قرية الحديبة جنوب العيلفون محلية شرق النيل يعانون من الأمراض المزمنة بسبب تلوث البيئة المحيطة بهم، امتدت المعاناة لفترة طويلة لم تنجح كل الشكاوى التي رفعت للمسؤولين عن ازالة الضرر الذي تمثل في مزرعة دواجن داخل حرم المنطقة علماً بأن جهات الاختصاص زارت الموقع وأكدت حجم الضرر الذي يعاني منه المواطن، وتمثل ذلك في تفشي الامراض الصدرية والوبائيات كالتايفويد واليرقان وكل التقارير الطبية اثبتت صلتها بالدواجن، السيد المعتمد هذه رسالة ارفعها اليك لمعالجة الامر قبل ان ينفلت العقد ويأتي بنتائج لا يحمد عقباها لكل الاطراف صاحبة المصلحة والمتضررة وعليك زيارة المنطقة للوقوف على مجريات الموضوع بنفسك واشهد الله انك سوف تسمع ما لا استطيع ذكره الامر جلل والمصيبة كبيرة وعلينا جميعاً ان نعمل لراحة المواطن، فالمسؤولية كبيرة علينا ان نتحملها بواقعية واسأل الله لك التوفيق وأن نضع امامنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم متأملين معناه إذ قال «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن فقالوا من يارسول الله؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه» وفى رواية أخرى «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه، فالبوائق الشرور وأي بوائق اكبر من الروائح النتنة التى تنبثق من رائحة الدواجن وتصيب أنفاس الجيران محدثة الامراض الربو والحساسية وغيرها من الامراض التي لازمت الكبار والصغار جعلت ليلهم جحيما ونهارهم مثله، هذه المزرعة داخل الحرم الصحي للقرية وقد زارها موظفو صحة البيئة ولاية الخرطوم واستنكروا ذلك ورغم تقريرهم اكمل صاحب المزرعة اجراءات التصديق وتجاهلت الجهة المانحة المواطن ومعاناته ورجحت كفة بيضة الدجاج على روح الا نسان والامر عجيب يحتاج منك لمعرفة المزيد من المعلومات السيد المعتمد، رفعت العديد من الشكاوى لجهات الاختصاص واقرت بعدالة القضية، محلية العيلفون واعنى الوحدة الادارية قامت بدورها كاملاً وتحملت مسؤوليتها ووجهت بإزالة الدواجن ولم يتم التنفيذ كذلك وزارة الزراعة وجه وزيرها بتكوين لجنة لدراسة الامر ورفعه له شخصياً كذلك رفعت شكوى لهيئة المواصفات وشكوى اخرى لوزارة الصحة الاتحادية وتعامل وكيل الوزارة بمهنية عالية وأحال الامر الى صحة ولاية الخرطوم التي تعاملت بجدية في ذات الموضوع وارسلت احد موظفيها الذي لم تأخذه لومة لائم في قول الحق. السيد المعتمد من خلال مجريات الموضوع ووفقاً للوائح وزارة الزراعة الحرم الصحي للمساكن يجب ان يبعد عن مزرعة الدواجن بين اثنين أو ثلاثة كيلومترات علماً بأن الوضع القائم للمزرعة الآن أقل من ستين متراً لاقرب منزل، السيد المعتمد رغم كل الشكاوى وآهات المرضى استطاع صاحب المزرعة مباشرة عمله غير آبه وكما يقول المثل اليد قوية لكن صاحب العزة أقوى، السيد المعتمد لا احتاج أن أذكرك بدواعي الظلم ومخاطره فأنت أدرى مني بذلك غير أنني أذكر نفسي بقليل من أقوال العدل والانصاف إذ يقول الفاروق رضى الله عنه «لن أقبل أن أجعل لأهل الظلم على أهل الضعف سبيلاً» كذلك ابن عبد العزيز العادل يقف يوماً متحدثاً قائلاً «والله لا أعلم ظالماً الا انصفتكم منه ولا يحول بيني وبين الظالم أحد حتى آخذ الحق منه ولو كان ابني» معذرة السيد المعتمد أنا أعلم أنك لا تحتاج لمثل ذلك من الحديث فأنت أعلم ببواطن الامور نقيها وغثها فالامر لك يحتاج منك لتحرك سريع وعاجل فالمنطقة تحت ادارتك وهم اهلك فأنت أولى بحمايتهم وأحق بتحقيق الامن والصحة لهم. لذلك أرى أن تزور المنطقة وتقف بنفسك على الامر لتكون شاهداًعلى القول فعلاً وعملاً ومن ثم تساهم في الحل، هم أناس طيبون لامانع لديهم أن يكون صاحب المزرعة معهم له الحق أن يزرع وان يقوم بأي عمل غير الدواجن لانها اضرت بهم صحياً وهذا بالطبع من حقهم خاصة وموسم الخريف على الابواب ورائحة الدعاش المصحوبة «بالبرم» تمثل طابع القرية لا نريدهم أن ينالوا غير ذلك. أسأل الله لك التوفيق والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.