يشهد الرئيسان السوداني عمر البشير والإريتري اسياسي أفورقي وعدد من قيادات الدول العربية والقوى السياسية السودانية صباح يوم غد الثلاثاء افتتاح الطريق القاري الذي يربط بين الدولتين بطول 26 كيلو بتمويل من دولة قطر. ويعبر افتتاح هذا الطريق عن عمق العلاقة الأزلية والسياسية بين الشعبين وتجسير للعلاقة بين الشعبين للمضي بها إلى رحاب أوسع، ويعتبر كثيرون الطريق القاري دفعة للأمام سيكون لها ما بعدها على كافة الصعد، حيث أشار أمين التنظيم بمؤتمر البجا الدكتور محمد المعتصم أحمد موسى الى ارتباط السودان بدول الجوار الاقليمي اجتماعياً وثقافيا واقتصاديا في تاريخه الحديث حيث كانت اريتريا بحكم ما لها من خصوصية عززتها الطبيعة والجغرافيا والثقافات المشتركة حتى صارت الأمثل، خاصة فيما يربط الشعب الإريتري وشعوب الشرق من صلات الدم والرحم، وقال أن افتتاح الطريق في هذه الأيام يجعل العلاقة الممتدة من قبل بين الشعبين اكثر رسوخا، ويعزز الرفاهية والنهضة الاقتصادية، وأبان بأن هذا الطريق يحقق تطلعات الشعبين بعدما دعت له القيادات الرسمية في البلدين بقيادة الرئيس اسياسي والمشير البشير الذين هيأوا الأجواء السياسية التي توجت باتفاق سلام الشرق في العام 2006م وأشار المعتصم إلى أن افتتاح الطريق جاء بعد حقبة متطاولة من حالة عدم الاستقرار السياسي الذي شهدته ذات المنطقة جراء الحروب الأهلية والأنظمة العسكرية سواء كان ذلك بسبب انجاز الاستقلال من جانب اريتريا او الصراع السياسي داخل السودان بعد أن شكلت أراضي شرق السودان وغرب اريتريا ملجأ للساسة الفارين من هنا وهناك حتى بلغوا مداهم في السودان بالتواضع على نظام للحكم الديمقراطي الليبرالى الراشد وفي اريتريا التي شهدت الاستقلال والتحرر من التبعية بالسير على درب متواصل للتنمية المستدامة. رئيس حزب الشرق للعدالة عبد القادر إبراهيم قال ان الطريق القاري له موقع استراتيجي في القارة والقرن الأفريقي وجاء تتويجاً لهذه العلاقات وله آثار إيجابية واقتصادية ليظل حلقة وصل بين الدولتين في نقل البضائع وإحداث الحراك التجاري الواسع والشامل، وقال إن العلاقات الاجتماعية والأواصر القبلية الممتدة بين الدولتين في الحدود يربطها هذا الطريق ويؤكد الاستقرار الأمني خاصة في ظل التفاهمات السياسية والتنفيذية بين الحكومتين والحزبين الحاكمين في اريتريا والسودان مشيرا الى ان الطريق سيزيل التهميش ويسهم في الحد من الفقر ويقلل من التفلتات الأمنية وطالب السلطات القيام بمشاريع وقرارات مصاحبة للتشجيع على التجارة وتسهيل حركتها وبسط الإجراءات الجمركية خاصة في منطقتي تسني وكسلا وطالب ايضا بتطوير العمل الاقتصادي والتجاري بين الدولتين وتفعيل التجارة البينية التي هي المحرك والمورد الرئيس بين كسلا وتسني عبر المنافع المتبادلة بين السلع، وأشار عبد القادر إلى أن الإرادة السياسية بين الدولتين والعمل على تنمية مناطق التهميش التي شهدت المعارك العسكرية والعمل السياسي قبل اتفاق الشرق قد تؤدي إلى الحد من النعرات القبلية التي تدعو للتمرد وحمل السلاح وطالب رئاسة الدولتين تمتين العلاقات للحد من حمل السلاح وإتخاذ اريتريا ملجأ للأجندة السياسية والحوارات الحزبية. وقال إن حزبه يشجع على هذه الخطوة في افتتاح الطريق مطالباً بقيام طريق بورتسودان قرورة لانعاش هذه المناطق. القيادي البارز بحزب المؤتمر الشعبي إبراهيم حمدنا الله قال إن قيام هذا الطريق يحقق الانتعاش في منطقة القرن الأفريقي ويدعم المصالح الاقتصادية والاجتماعية خصوصا وان مستقبل ولاية كسلا أصبح مرهونا بالنشاط التجاري مع اريتريا وطالب حمدنا الله بقيام مناطق حرة في ظل فقدان الولاية لإنتاج المحصول لعدم اهتمام الدولة بعد أن طال الاهمال قطاع الثروة الحيوانية، وقال إن الدور الذي لعبته الحكومة في اتفاق سلام الشرق أفلح في الحد من التفلتات الأمنية بعد احتضان اريتريا للحركات المسلحة في السابق بغرض الضغط على الخرطوم لوقف الدعم للحركات المسلحة المناوئة للنظام الاريتري وشدد على ضرورة التوافق السياسي لربط الدول الأفريقية اقتصادياً وتنموياً، وقال ان نجاح الدولة في اكمال هذا المشروع عبر الوسيط الاريتري بعد الزيارات المتبادلة رئاسياً بين الدولتين للحد من الانفلات السياسي والأمني. ويشير عضو المجلس الوطني ووزير المالية السابق بكسلا جعفر محمد علي الى أن قيام الطريق القاري يمثل شريانا للعلاقات المتصلة بين اريتريا والسودان في الفترة التي عم فيها السلام وانتهاء التوتر ما يؤكد معاني العلاقات بين الشعوب لجعل الحدود معبرا للأمان والسلام وانتعاشها سياسياً واجتماعيا واقتصاديا حتى يسود الاستقرار والأمن وتعميق اواصر السلام في المستقبل، وأشار علي إلى أن الطريق يمثل دعما لاقتصاد الدولتين وخدمة لريف ولاية كسلا والريف المقابل في اريتريا بعد امتداد العلاقات التاريخية بين الشعبين التي قادها دينياً الشيخ علي بيتاي وأبناؤه في اوائل القرن الماضي عبر انتشار القرآن الكريم وعلومه الإسلامية ما جعل احترام الدولتين لبعضهما متبادلاً في العلاقات السياسية والعمل الاجتماعي والاقتصادي، وأبان أن الطريق له ميزات وخاصيات مشتركة في السوق الأفريقية ودول القرن الأفريقي فضلاً عن تقوية العلاقات الثقافية والسياسية بعد قيام اريتريا بأدوار مقدرة في سلام شرق السودان. نائب والي ولاية كسلا علي العوض أشار إلى عمق وتواصل الشعبين والجهاز التنفيذي والسياسي بين ولاية كسلا وأقاليم اريتريا المجاورة بعد أن عملت حكومة ولاية كسلا على معالجة قضايا الحدود بين الدولتين وإعداد دراسات اقتصادية بإقامة مناطق لانعاش التجارة بين الدولتين في «عواض واللفة» بالتنسيق مع السلطات والعمل على تشجيع المواطنين والتقليل من الرسوم، اما استاذ الإحصاء بجامعة كسلا عمر عثمان إبراهيم فأشار إلى أن قيام هذا الطريق يسهم في إنعاش التجارة ورفع اقتصاد الولاية لأنها تعتمد بنسبة 85% على إيرادات المركز وطالب حكومة الولاية مراعاة الرسوم والجبايات المفروضة محلياً واتحاديا للحد من ظاهرة التهريب، وقال إن بعض الدول أصبحت تعتمد على التجارة الخارجية والمناطق الحرة مبينا بان العلاقة الأزلية بين اريتريا والسودان امتدت تاريخياً في منطقة القرن الأفريقي منذ الاستعمار الايطالي ساعد على ذلك القضايا المشتركة والتداخل اللغوي في السحنات والثقافات لأن بعض القبائل السودانية لها أصول في اريتريا والعكس ايضا صحيح.