واطار الصورة للموسيقار الراحل اسماعيل عبد المعين أول من عزف على العود بالإذاعة السودانية، حيث صاحب على العود الفنان محمد أحمد سرور عندما غني في افتتاح الإذاعة في عام 1940م أثناء غنائه لأول أغنية بالموسيقى. ودرس عبد المعين فى معهد فؤاد الاول بالقاهرة عام 1933م، وفي معهد ميلانو للصولفيج 1939م، ثم معهد هيلاسلاسي باسمرا، ثم عاد الى القاهرة ليغادرها مرة أخرى إلى فرنسا لنيل دبلوم الموسيقى الطبيعية من معهد باريس سنة 1955م. وكان صاحب باع طويل في البحث والتنقيب عن أصول وتراث الفن السوداني والإفريقي. ويعتبر علامة فارقة في تطوير الفن السوداني ببحثه وتنقيبه، ومن ثم تبنيه لفكرة تطوير الأغنية السودانية. ويعود إليه الفضل في تعريفنا بالكثير من الأغاني والأهازيج الشعبية لمناطق نائية من السودان، ومثال على ذلك الأغنية التي تغني بها خليل إسماعيل «يوم بيوم نبيع الكمبا والمهدي جا من دنقلا»، ومن دارفور «يا أم قرقدي جبدي .. كان يبقي زى حقي دي»، والكثير الذي جلبه من تجواله وبحوثه. ساهم عبد المعين مع آخرين في ظهور مدرسة نقدية جديدة في الفترة 1958-1979م. ولحن أغنية «صه يا كنار» في عام 1937 على إيقاع المارش، وهي من كلمات الصاغ محمود أبو بكر حسن أحمد، ومن قصائده الخالدة التي تغنى بها الفنان أحمد المصطفى «الزاهي في خدرو» و«بنت النيل» و« ما أحلى ساعات اللقاء» و «إيه يا مولاي» للفنان خضر بشير، الى جانب العديد من الاغنيات الاخرى، وارتحل عبد المعين عن عالمنا الفاني فى منتصف الثمانينيات.