ارتفعت نسبة الاصابة بامراض الكُلى وباتت الوحدات المتخصصة غير كافية لاستقبال مرضى الكلى بالرغم من اقامة العشرات من المراكز الجديدة ليس على مستوى العاصمة وحسب وانما على مستوى السودان قاطبة .. وبرغم التزام حكومة السودان الصريح بتوفير الادوية وعناصر غسيل الكلى فلا زال مرضى الكلى بالسودان وخاصة المصابين بالفشل الكلوي يشكون معاناتهم فكثيرا ما جاء الواحد منهم في اليوم المعين لعمل الغسيل يفاجا في المركز الذي يقوم فيه بالغسيل بتوقف الماكينات لعدم الدفع من قبل المالية وفي الفترة الاخيرة بات المرضى الذين يخضعون للغسيل ثلاث مرات في الاسبوع يخضعون للغسيل مرتين فقط ،وبات هؤلاء تحت رحمة السموم القاتلة . ومن منطلق هذه المعاناة التى تواجه مرض الفشل الكلوى قامت مجموعة من الخيرين بتأسيس المنظمة القومية لمرضى الكلى كعمل خيرى مستقل لرعاية مرضى الكلى وتحدث (للصحافه ) رئيس المنظمة القومية لمرضى الكلى الاستاذ محمد عثمان مالك قائلا :تبلورت فكرة تأسيس المنظمة القومية لمرضى الكلى كعمل خيرى لخدمة الانسان المعوذ المصاب وقال مع ان الخرطوم بحرى وشرق النيل هما النموذج التطبيقى الآن الا ان المنظمه تسعى لتشمل خدماتها كافة اهل السودان .كان التجهيز والتنظيم مع مركز بحرى لامراض وجراحة الكلى الذى يشرف ويؤازر كل اهداف المنظمة وقد تمت فى هذا المركز اول عملية استصفاء دموى فى الثامن عشر من مايو عام 2003م مبينا مالك اهداف المنظمة بانها تقوم بتوفير رعاية تشخيصية وعلاجية ومؤازرة نفسية وعونا ماديا لمقابلة مستلزمات الغسيل والفحوصات الطبية والمتابعة الدورية لمرضى الكلى وخلق الروابط وتوثيق العلاقة بين المراكز والمنظمات الطوعية المحلية والعالمية العاملة فى مجال امراض الكلى لتشجيع ورعاية الروابط الاجتماعية بين الاسر ومرضاهم وبين المرضى القائمين على رعاياتهم الطبية ورفع درجة الوعى الصحى لدى المرضى لتثقيفهم حول امراض الكلى من اجل تقليل احتمالات الاصابة وحث المصابين الالتزام بالارشادات والمتابعة الصحية، وذلك بالنشر الدورى والمنتديات العلمية والبث الاعلامى ومن خلال دور العلم ومناهجها التعليمية واستقطاب الدعم المادى والمعنوى بشتى صوره اضافة الى تشجيع البحث العلمى فى مجالات امراض الكلى ورصد آخر الابحاث ونتائجها ونشرها على اوسع نطاق مع مزيد من الاهتمام بتدريب الكوادر الطبية العاملة فى مجال امراض الكلى ورفع كفاءتها وقدراتها الفنية مؤكدا ان المنظمة فى ماليتها تعتمد على استقطاب الجهد الطوعى الانسانى فى شتى صوره ومن جميع المصادر وبما فى ذلك مؤسسات القطاع العام والخاص والهيئات والمنظمات الطوعية السودانية والعالمية والدول الصديقة ومنظمات الاممالمتحدة والمؤسسات التخصصية كما انها تقبل الهبات والدعم من ذوى الفضل والاحسان . من طموحات المنظمة القومية لمرضى الكلى توفير اسباب العلاج بتوفير مستلزماته سواء كانت اجهزة او محاليل او ادوية وعقاقير وكفاءة فنية وقال مالك ان التحدى بالنسبة للمنظمة يتمثل فى رفع عدد وحدات ادوية الغسيل لتقابل الاحتياجات اللامتناهية لمرضى الكلى مع مراعاة المواصفات الحديثة وكذلك تأمل المنظمة فى توفير وحدة تفتيت الحصاوى بالاشعة المرئية والموجات فوق الصوتية ووحدة لنقل زراعة الكلى ، اما فيما يتعلق بالجانب الاجتماعى والذى يشكل هاجسا للمرضى تسعى المنظمة لتذليل بعض المصاعب المتمثلة فى الاقامة للقادمين من مناطق بعيدة ويتحملون عبئا ماديا لايطاق ، مبينا مالك ان مركز بحرى لامراض الكلى قاعدة الانطلاق ومحور عمل المنظمة وقد كفل المركز المقر الذى مكن فيه المنظمة من مزاولة العمل والتنسيق وقد استطاعت المنظمة الحصول على قطعة ارض بمساحة 7680متر مربع بالصافية مربع 7وقامت ببناء المركز الحالى فى هذه الارض كمبانى مرحلة اولى مدعومة من وزارة الماليهة الاتحادية وبعض الخيرين الى حين بناء المستشفى التخصصى لامراض الكلى الذى اعدت الدراسات اللازمة لتنفيذه فى مستقبل الايام القادمة . موضحا مالك ان المركز مجهز بعدد (20) ماكينة استصفاء دموى ويعمل على مدار 24ساعة بأربعة ورديات ويستوعب 80 مريضا فى اليوم هذا عدا العيادات الخارجية التى تستقبل المرضى للمتابعة والعلاج والتجهيز لاجراءات زراعة الكلى ومعمل متكامل وغرفة عمليات للوصلات الوريدية والفوستلا . وفى ختام حديثه ناشد محمد عثمان الخيرين بالمساهمهة لتطوير المركز لرفع معاناة المرضى خاصة ان مرتادى المركز من ذوى الدخل المحدود كما ناشد مالك وزير المالية بتصديق الخطاب لاستلام 30مليون دولار الذى يتوقف على موافقته من دولة ابوظبى . وقامت (الصحافة ) بجولة داخل عنابر المركز حيث كانت هنالك عدد من ماكينات الغسيل على امتداد عشرين سرير يركض عليها عشرون مريضاً تجرى لهم عملية التصفية فى آن واحد والهدوء يسود المكان وبعض المرضى تشاغل بالاطلاع على الصحف اليومية وانما تبادل الآخرون احاديث خفيفة. وعندما اقتربنا من احد المرضى وتحدث الينا عن معاناته قائلا قال رغم الاهتمام الموجود بالمركز نتيجة لاشراف المنظمة عليه الا انه يواجه بعض الصعوبات والتى فى غالبها تحتاج الى توفير معينات حتى يتم معالجتها فمشكلة الاقامه للمرضى وذويهم من اكبر المشكلات التى تواجه المركز حيث ان غالب المرضى يأتون من الولايات ولايوجد مكان للاقامة اضافة الى ان العملية العلاجية تحتاج الى بعض الاشياء الصغيرة والتى قد لاتتوفر فى بعض الاحيان داخل المركز كضمادات الجروح والشاش الطبى وغيرها، وفى داخل العنبر كان هنالك عدد من طلاب مدارس الاساس والثانوى بزيهم المميز واعمارهم الصغيرة وهم يباشرون عملية الغسيل بشجاعة وصبر، وفى الجانب الآخر من العنبر خرجت احدى المريضات من صمتها تقول لنا ان مرضى الكلى الذين يجرون عمليات الغسيل يحتاجون للدعم المادى والمعنوى بشكل مستمر لان هذه العملية مكلفة وتحتاج الى اموال طائلة وتوقف العلاج يهدد حياة المرضى بالخطر. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التى تبذلها المنظمات من بينها المنظمة القومية لمرضى الكلى بالسودان فى دعم مرضى الكلى وتوفير اكبر قدر من المساعدات التى تعينهم فى حل مشكلات المرضى إلا انه لايزال هنال الكثير من المرضى يحتاجون ان تصلهم الخدمات العلاجية او يجدون طريقا للوصول اليها، وفى المقابل فان هنالك الكثير من الصعوبات التى تواجه عمل هذه المنظمات فى دوائر حكومية وغيرها واقرب نماذج هذه المشكلات انتظار المنظمة لخطاب من وزارة المالية لامارة ابوظبى يمكن المنظمة من الحصول على الدعم المالى الكبير إذ لايزال ذلك الخطاب فى أضابير الوزارة ومثل هذا كثير.