يطالع القارئ الكريم داخل هذا العدد من الصحيفة وعلى صفحات الرأي مقالاً للأستاذة ثناء فضل عبد القادر استعرضت فيه بعض الاخطاء التي رصدتها في الاصدارة الموسومة ب «السودان أرض الفرص- حقائق وأرقام» التي قيل أنها صادرة عن وزارة الاعلام الاتحادية، وكان قد تم تدشين هذه الاصدارة قبل نحو اسبوعين بقاعة الصداقة، وحوت الاصدارة وفقاً للمقدمة التي صاغتها سناء حمد وزيرة الدولة بوزارة الاعلام الحقائق والمعلومات الاساسية والتعريفية بدولة السودان بعد الانفصال بما في ذلك الخارطة الجديدة «المشرتمة والمدقلمة»، مع الوعد باستمرار الاصدارة في الصدور بشكل راتب مرة كل عام، وما إستوقفني في مقال ثناء «بالثاء ثمر» وليس سناء «بالساء سلخ» هو أنه أول مقال نظر بعين فاحصة وخبيرة في متن وحواشي الاصدارة ورصد ما وقعت فيه من أخطاء سيجدها من يريد الاطلاع عليها في ثنايا مقال ثناء، كما لفتت نظري إشارتها الذكية في خاتمة المقال الى تشككها في صدور هذه الاصدارة بما حفلت به من أخطاء من داخل أروقة الوزارة وإداراتها وكوادرها التي شهدت لها الكاتبة بالخبرة والتميز والتمرس وبرأتها من جليطة الوقوع في مثل هذه الجلطات التي ناءت بحملها الاصدارة بين دفتيها... قبل أن نعزز ونعضد شك الكاتبة ثناء في الجهة التي صدرت عنها الاصدارة التي تولت أمرها الوزيرة سناء، عنَّ لي أولاًَ ضرورة فض الاشتباك بين إسمي «ثناء وسناء» اللذين كثيراً ما نخلط بينهما كخلطنا بين السين والثاء، فثناء ليست سناء من حيث الاملاء والمعنى رغم أن الاسمين يشتركان في ثلاثة حروف من أربعة، فثناء يعني الشكر والمدح والاطراء بينما سناء يعني الرفعة والعلو والضياء ويمكن أن يكتب أيضاً سني أو سنا، ولكن سناء الوزيرة لم تكن مضيئة حين حجبت عن الرأي العام المبلغ الذي صرف من المال العام على هذه الاصدارة حتى رأت النور ولا الجهة التي تولت إصدارها من الألف الى الياء منذ مرحلة جمع المعلومات والبيانات والاحصاءات والارقام ومراجعتها والتدقيق فيها والتأكد من صحتها والى لحظة التدشين والاحتفال، فالمؤكد أن المال الذي تكلفته هذه الاصدارة ليس قليل خاصة في هذه الظروف التي تشكو فيها الخزانة العامة من قلة الموارد والشعب يعاني شظف العيش، كما أن وزارة الاعلام ممثلة في إداراتها المختلفة وكوادرها العديدة التي قيل ان هذه الاصدارة خرجت منها لم يكن لها أي حظ أو دور فيها في كل مراحلها وإنما كانت كالتيس المستعار الذي يتخذه بعض رقيقي الدين وعديمي الضمائر من الازواج حيلة يحللون بها من حرمت عليهم من زوجاتهم بعد تطليقهن ثلاث طلقات، فاذا سألت عن أي جهة صدر كتاب «السودان أرض الفرص- حقائق وأرقام» قيل لك وزارة الاعلام، وهذه إجابة نصفها في الضوء ونصفها الآخر غارق في الظلام، فما لا مندوحة فيه ان من دفع المال هو وزارة الاعلام، أما من الذي تولى أمر الكتاب من مبتدئه وإلى خبره فذلك ما هو غارق في بطن الوزير الأول كمال عبيد ووزيرة الدولة سناء حمد، والشعب يريد كشف ما انطوى عليه الجوف حول كم بلغت التكلفة ومن قبض الاتعاب وكان صاحب فرصة إعداد وتنسيق وتصميم وطباعة «السودان أرض الفرص»...