تسببت اخفاقات مياه الخرطوم في خروج المواطنين الى الشارع من شدة العطش ، وكان المحتجون من مناطق متفرقة في داخل العاصمة وأريافها ، ولم تكن الجزيرة اسلانج بمنأى عن هذا الحال ، وبعد ثلاثة عشر يوما من الصمود امام موجة العطش ، توجه مواطنو الجزيرة قاصدين مقر هيئة مياه الخرطوم مستقلين كل ما اتيح لهم من المركبات ، وقفوا امام مباني الهيئة معبرين عن معاناتهم التي امتدت الى ما يقارب الاسبوعين ، وهتفوا (دايرين موية مادايرين بترول ) ، وثمة تساؤلات تدور في الذهن ، خاصة وان هذه المظاهرة ليست الاولى من نوعها ، فهل تنحصر مهام مياه الخرطوم في الجبايات فقط ؟ فهي تلاحق المواطنين دون ملل حتى يدفعوا ماعليهم من متأخرات ، واين تذهب تلك الجبايات التي يدفعها بسطاء الناس ؟ وماذا عن الاستعدادات التي اعلنت عنها الهيئة تحسبا لفصل الصيف ؟ وهل ستفي الهيئة بالوعد الذي قطعته لمواطني الجزيرة اسلانج بحل مشكلتهم خلال عشرة ايام ؟ . وبهذا الالتزام فقد وضعت هيئة مياه الخرطوم نفسها امام تحد كبير ، وان لم تفِ بما وعدت فقد هدد سكان الجزيرة اسلانج بفعل ماهو مناسب حينها ، مهما كلفهم ذلك ، فالامر متعلق بحياتهم اليومية ، وانعدام المياه يعني انعدام الحياة ، وقد تظاهر اكثر من 150 مواطن من سكان الجزيرة اسلانج امام هيئة مياه الخرطوم ، احتجاجا على انعدام المياه في الجزيرة لمدة 13 يوما متتالية ، وعزا المتظاهرون نوبة العطش التي انتابت المنطقة الى رداءة الطلمبة المستخدمة في رفع المياه من البئر . وأكد المحتجون ان هيئة المياه ظلت تماطلهم منذ العام 2008 ولم تنفذ وعودها بتبديل الطلمبة ، مشيرين إلى انهم لجأوا الى كافة الجهات المختصة بالامر ، الا انهم لم يجدو سوى المماطلهة والتسويف ، بجانب ان اللجنة الشعبية كانت تتابع هذا الامر بشكل مستمر الى ان وصل الحال الى ماهو عليه الآن ، حيث وصف المتظاهرون الوضع الذي يعيشون فيه بالمأزوم ، وان خطوتهم هذه اتت بعدما لم يجدوا الحل عند هيئة المياه والشركة المتعاقدة معها على انجاز تركيب الطلمبة الجديدة . وهتف المتظاهرون مطالبين بخدمة المياه بعبارة (دايرين موية .. ما بترول ). وعبر المواطنون موضحين عدم التزام السلطات بوعودها تجاههم ، وشكا المواطنون من مماطلة المسئولين بهيئة مياه الخرطوم رغم التصديق الصادر من والي الخرطوم بتوصيل خدمة المياه للمنطقة بمحطة المنارة قبل عامين من الآن ، وقالوا انهم يسدون حاجتهم للمياه من خلال (التناكر والدواب ) بعد أن توقفت البئر الوحيدة بالمنطقة لاسباب فنية ، وهدد المواطنون بانهم سيتخذون خطوات اخرى حال عدم حل المشكلة فورا . من جانبه التزم مديرهيئة المياه عثمان محمد النجار بحل مشكلة العطش بالجزيرة خلال عشرة ايام ، مشيرا ان الخطوات التي لم تنجز في السابق لم يكن على علم بها .