٭ الفلاريا كابوس منتصف الليل.. كان هذا عنوان التحقيق الذي أجرته الزميلة القديرة هويدا المكي داخل ولاية الخرطوم، وتابعت خيوطه حتى وصلت لمنسق برنامج تحجيم الفلاريا بوزارة الصحة د. التيجاني الذي اوضح ان نسبة الاصابة الوبائية بالمرض في السودان تصل الى «05%»، وان معدل الاصابة في الخرطوم يفوق ما أوصت به منظمة الصحة العالمية، وهو القطر الثاني بعد الكاميرون في وجود هذا المرض، ويوجد بكثرة في محليتي الخرطوم وجبل الأولياء. وقدم د. التيجاني «أعذار» برنامجه للزميلة هويدا، موضحاً ان البرنامج لا يملك وسيلة نقل منذ تأسيسه، كما ان الادوية الموجودة ستنتهي صلاحيتها في عام 2102م. ٭ اعذار الدكتور غير «مقبولة» أبداً، فوزارة الصحة مسؤولة كل المسؤولية امام نفسها وأمام المواطن بتوفير الدواء بصلاحية جديدة، وبما أن في السودان مليون معوق او ما يزيد عن ذلك العدد بسبب هذا المرض، إذن ماذا تنتظر وزارة الصحة؟ يجب «الالتفات» اليه بصورة كاملة وشاملة ووضعه مع الامراض الأخرى التي تجد الاهتمام من الوزارة والبرامج المتخصصة، خاصة ان السودان بلد ينتشر فيه البعوض وتكثر فيه الملاريا بكل اشكالها وأنواعها، ويموت فيه الآلاف جراء الإصابة بها، كما أننا نعيش في وطن تتردى صحة البيئة فيه يوماً بعد يوم، وتتقاعس مؤسسات النظافة فيه عن «كمال» واجبها، فتهدي لنا «مناظر قبيحة» لتجمعات القمامة وأكوامها في قلب الشارع وأمام المنازل وقرب المستشفيات. ٭ وضعت د. سهيلة شمعون العقدة في المنشار وأوضحت أن الناقل الرسمي والمسؤول عن مرض الفلاريا هو البعوض، وما اكثره سيدتي في الولاية قريباً، باعتبار ما سيكون، إذ سنتابع حراكه ووجوده مع «المطرة الثانية»، إذ فاضت مياه الاولى في العاصمة الحضارية وملأت الساحات والشوارع والاسواق، رغم الحديث عن «أفعال» تم لتحضير لها تحسباً للخريف، والتي نسمع عنها قبل كل «موسم» مطر وتبددها الرياح. ٭ كيف يتم بربك يا وزارة الصحة تحجيم الفلاريا التي يرأس برنامجها الدكتور رحمة، والبرنامج لا يملك أدوات التحجيم؟ رغم أن هدفه استئصال المرض بحلول 0202م، والاكتشاف المبكر للحالات. والسؤال هنا حتى لو تم الاكتشاف المبكر للحالات أين الدواء يا دكتور، هل هو ذات الدواء الذي يصعب توفيره إلا عبر المنظمات العالمية؟ ولا تشترك معها المنظمات الداخلية حسب توضيح سيادتكم؟! ٭ واضح أن وزارة الصحة تتجاهل المرض «ما بتجيب سيرتو»، وها هو اليوم تكشفه لنا الزميلة هويدا بالصورة والقلم، وأنه في محلية الروصيرص وحدها 15% وابو حمد 01% وحلفا 3% وربما ما خفي أعظم. ٭ وزارة الصحة التي تحب «الشربكة» وتحول مستشفى الطوارئ لمعهد للصحة، وتمنع المواطن من الاستفادة من مرافقه الصحية، وتتجه كذلك لتحويل مخازن الادوية لمكاتب، عليها الآن أن تتحسس الطريق الصحيح، وتتقدم نحو المواطن بخطوة إيجابية ليتقدم نحوها بأخريات تحمل ذات الصفة، لكنها إن تركته على قارعة الطريق وحده يصارع الملاريا والفلاريا والايدز والبلهارسيا واللشمانيا، حتماً ستوطن الأمراض أكثر مما كانت، خاصة الفلاريا الذي يبحث برنامج مكافحتها عن وسيلة نقل ودواء بديباجة «صالح للاستعمال» حتى 3102م على أقل تقدير «ودي من عندي». همسة: سلام بلون المطر.. ونَفَس السحاب.. ومَرْ الرعد.. سلام بنغم قوس الوتر.. يا وطني