من خلال المتابعة الأولية لبرامج الفضائيات السودانية خلال شهر رمضان، نستطيع القول إنه لا جديد مدهش ومبهر ومختلف في ما تم بثه حتى الآن، فمعظم الافكار البرامجية لم تخرج من عباءة المألوف والقديم، ونرجو أن تخيب الايام القادمة ما وصلنا اليه. ولست ادرى حتى الآن العبقرية التى تقف خلف تعديل موعد بث برنامج «أغانى وأغاني» الى الحادية عشرة ليلا بدلا من موعده القديم، اذا كان ذلك يعود لتعارضه مع موعد صلاة العشاء والتراويح، كما راج فى سياق البحث عن تفسير موضوعى. وكيف نفسر بث برامج اخرى فى ذات الوقت، وكان المسوغ أن يتوقف البث تماما فى ذلك الوقت، لينصرف الناس إلى الصلاة التى يشغلهم عنها السر قدور بالأغاني!! مجموعة الهيلاهوب وطارق الامين نجحت فى استقطاب المشاهدين من خلال تلك السلسلة المدبلجة التى تنتزع الضحك من الاعماق. والحلقة الوحيدة التى شاهدتها عن النفايات كانت اكثر رائعة وموفقة الى حد بعيد، حيث تناغم الصوت والصورة فى تكامل فريد يقف خلف كواليسه خيال خصيب. وتجربة الهيلاهوب سبقتها بعض المحاولات وكلها كانت ناجحة. والشاهد على ذلك حالة الضحك التى تنتاب المشاهدين وهم يتابعون العمل. ليس لدي شك بأن الكاتبة الصحافية المعروفة غادة عبد العزيز خالد صاحبة قلم أخاذ وكتابات تجبر القارئ على قراءتها، وهى صاحبة مدرسة فى السرد، ولها قدرة فائقة على الامساك بتلابيب افكارها من اول حرف الى آخر حرف فى عمودها.. كل تلك المعطيات دفعتنى لمشاهدة برنامجها «ونسة حبوبات» لكن الحلقة التى شاهدتها لم تكن مقنعة، وقررت الانحياز الى غادة الكاتبة!! شكرا لقناة النيل الازرق التى اتاحت لنا رؤية ام كلثوم السودان بعد الفلاتية الفنانة الرائعة حنان النيل، بعد سنوات من الغياب الطويل، فمنذ اعلان اعتزالها الفن لم تشاهد حنان خلال الاجهزة. وموضوع السهرة التى شاركت فيها آمال النور الذى تطرق الى فقدان البصر ورؤية القلب، كان موفقا، وتمنيت لو شارك فى الحلقة عوض احمودى ونبوية الملاك. بعد وقت وجيز من استقرارها فى الخرطوم، نجحت المطربة انصاف خميس الشهيرة بانصاف مدنى فى تحقيق انتشار كبير، وهى تحتل المرتبة الاولى الآن بين مغنيات الدلوكة، وفق إفادات المتابعين. وانصاف تذكر البعض بالفنانة الكبيرة قسمة التى اختفت عن الساحة الفنية، بعد أن شغلت الناس سنين طويلة. [email protected]