رحلة الذهاب والاياب يومياً من المنزل وإلى مكان العمل سلوك روتيني ومشاهد متكررة لان الطريق واحد والمعالم ثابتة وحتى موطئ القدم هو نفسه .. قصدت بكلمة هو نفسه لان مأساة المواطنين في الموقف الجديد الاستاد ، جاكسون وكركر.. مؤلمة ولا إنسانية.. فعند نزول الامطار، تختزل الشوارع والممرات فليس كل الطرق تؤدي للموقف ولكنه طريق واحد ( كالصراط ) نعبره يومياً وما زاد الطين بله هذه الايام ما حدث من إنفجارات لمواسير الصرف الصحي إبتداءاً من موقف الاستاد وموقف جاكسون وكركر ومروراً شرقاً حتى شارع المك نمر.. قرب مقر الصحيفة ( مكان عملي ) الى مستشفى امبريال والمركز الثقافي الفرنسي ..روائح كريهة وشوارع مليئة بالمياه الملوثة التي تذكم الانوف ..فتحاول جاهداً البحث عن موطيء قدم والمرور عبر صراط صغير.. أما النجاة أو السقوط في المياه الآسنة فهو يحتاج لرشاقة ورياضة وحاجات تانية ... صورة رمضانية لمحلية الخرطوم علها تصحو. اما الحديث عن موقف المواصلات الذي يعج بالمارة والباعة الذين يفترشون ما تبقي من ارضية لم تغمرها مياه الصرف ..فهي مستنقع للأوبئة والامراض المستوطنة وهنالك أطعمة وفاكهة على الارض تجذب كل الميكروبات ... كل تلك الأوصاف تعبر عن وضع وسط الخرطوم في ميدان جاكسون والاستاد،وكركر..وجزء كبير من السوق العربي . والحقيقة الواضحة لا توجد خدمات للصرف الصحي بالشكل المطلوب وان الموقف الجديد أثبت فشله تماماً برغم الخطأ الواضح والظاهر في بنيته التحتية ..و لا توجد استجابة من قبل الجهات المعنية لان هذه الصورة القاتمة اصبحت صفة ملازمة لتلك المنطقة من الخرطوم بصيفها وشتائها وخريفها . فنحن لاخيار لنا الا المرور عبر الموقف للوصول لمنازلنا فكمية من المياه الراكدة تعطّل الحياة تماماً في المنطقة..الطين والوحل والأوساخ والروائح الكريهة تملأ المكان..المارة يعانون أشد المعاناة من أجل عبور الموقف للوصول إلى مركباتهم التي تقلهم إلى منازلهم ..وفوق هذا وذاك تراكمت جيوش من الذباب لتهجم على المواد الملقاة ( أقصد المفترشة ) على الارض..تجاهل كبير من المسؤولين لهذه الكارثة الصحية .الموجودة فى وسط السوق فهى تقصير من عمال النظافة، على الرغم من أن التجار ملتزمون بدفع فاتورة النفايات، ولا يسمح المتحصلون بتأخيرها شهرا واحدا..والحال من بعضو حتى نحن في الاحياء هنالك تقصير كبير من هيئة النظافة بالرغم من دفع المواطن لفاتورة النفايات شهرياً ولكن يبدو أن المحلية وعمال النظافة في هذا الشهر الكريم والفضيل صائمون عن العمل ونائمون ...(والنايم مرفوع عنوا القلم حتى يصحو) ..أو مطنشين . خاتمة: اللهم اقذف رجاءك في قلبي واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك فأنت مولاي وَ وَلِيِّي في الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام. اللهم يا عظيم أسألك باسمك العظيم أن تَكْفِنَا كل أمر عظيم.