*حتى لا يصبح التحكيم هاجسا يؤرق اللاعبين والمدربين والجمهور والادارات وحتى لا يصبح مشكلة معقدة يصعب حلها ومادة دسمة يتناولها الإعلام وتجنبا لأى انفلات وانفعال وتحسبا للكوارث وحربا على الفساد ومحافظة على شرف المنافسات وعدالتها، فالمطلوب من المعنيين بالأمر ونقصد هنا الحكام أنفسهم ومعهم اللجنة المسؤولة عنهم والاتحاد العام بحكم أنه الجهة التى لها حق المحاسبة، التحرك السريع لاصلاح الخلل والقصور وسد الثغرات وتفويت الفرصة على الذين يسعون لتشويه منشط كرة القدم ونشر الفساد فيها وقتل التنافس الشريف وذبح العدالة عبر « التجاوز والمحاباة والمجاملة والقصد وكافة أوجه الفساد » ، فقد وضح أن الغالبية من الحكام هم أقل من أن يقوموا بهذه المسؤولية الجسيمة لافتقادهم المقومات المطلوبة وأبرزها « المعرفة و الشجاعة والجرأة التى تجعلهم يصدرون القرار السليم فى الوقت الصحيح دون خوف من جمهور أو اعلام » ، نقول ذلك ونحن نتابع الأخطاء الجسيمة التى يرتكبها معظم الحكام فى حق بعض الفرق واللاعبين وبالطبع فان هذه الأخطاء لها مردودها السيئ وكثيرا ما يكون لها ثمن باهظ حيث أدت الى هبوط فريق من الدرجة الممتازة « مريخ بورتسودان والأهلى مدني » كما أن هذه الأخطاء قد تمنح البطولة لمن لا يستحق وتحرم فريقا من مركز متقدم. *وان جاز لنا أن نصنف نوعية الأخطاء التى يرتكبها الحكام فنرى أن معظمها يأتى بسبب تعاطفهم مع فريق الأرض « المستضيف » أما أكثر الأخطاء وأكبرها و التى يرتكبها الحكام عمدا « عن قصد مع سبق الأصرار والترصد » فهى التى تأتى فى صالح طرفى القمة وهنا يكون «لجبن» الحكم الأثر الكبير فى ارتكابه للخطأ حيث أن معظمهم يجتهدون من أجل مساعدة المريخ والهلال ومجاملة نجومهما والعمل على فوز أى منهما وذلك حتى يتقى الواحد منهم الهجوم الإعلامى والغضبة الجماهيرية وتصريحات الاداريين، فمعظم الحكام ان لم يكونوا كلهم يرتجفون عندما يديرون مباراة لأحد طرفى القمة خاصة ان كانت المباراة فى أرضه هذا من ناحية ، ومن أخرى فان هناك حكام الانتماء وهؤلاء هم الأخطر على اللعبة اذ أن الواحد منهم يتعمد محاباة النادى الذى يشجعه ولا يتحرج فى دعمه ومساعدته على تحقيق الفوز كما أنه لا يستحى من ترصد نجوم الخصم بمنحهم الانذارات والكروت الحمراء والاسراع فى حساب أى مخالفة لصالح فريقه خاصة ضربات الجزاء، فى حين يغض الطرف عندما تكون للطرف الأخر كل ذلك من أجل ارضاء السيدين. *ان كانت هناك ايجابية تحسب لحكامنا أنهم « أنقياء بمعنى أنهم غير مرتشين » وهذا فى حد ذاته يعتبر محمدة كبيرة ويميزهم عن بقية نظرائهم ولكن الأخطر هو ممارسة البعض منهم « للاستقصاد وممارسة الانتماء داخل الملعب وهو فى مقام القاضى». *من قبل طرحنا اقتراحا للجنة التحكيم المركزية ورأينا ومازلنا أنه المخرج الوحيد من أزمة التحكيم ويقلل من أخطائهم وهو « اللجوء للقسم » قبل أي مباراة بمعنى أن يؤدى الحكام المعنيون بادارة المباراة القسم على ألا يتعمدوا الظلم ولا يحابوا ولا يجاملوا وأن يديروا المباراة بما يرضى الله، ونرى أن هذا هو الحل الوحيد والمخرج الذى لا ثانى له وبعدها ان أخطأ احدهم فلن يلومه أحد على اعتبار أنه غير متعمد . *الذى يجب أن يعلمه الحكام واللجنة المسؤولة عنهم أن الجميع « لاعبين - مدربين - جمهور - اداريين » باتوا لا يثقون فيهم ويتخوفون منهم ويرونهم أعداء لهم والسبب أن هناك حكاما لا يعرفون أن دورهم ينحصر فى اكمال المتعة وهذا الاحساس سببه السياسة التى ينتهجها الحكام أثناء ادارتهم للمباريات خصوصا وأن بعضهم يرى فى نفسه أنه محل قدسية تمنحه الحق فى أن يفعل مايريد بحكم أنه صاحب القرار النهائى » ، وللأسف فهناك من يستغل هذه الوضعية لتحقيق رغباته وتمرير أجندته وأكثر ما يساعد الحكام على ممارسة الظلم وارتكاب الأخطاء هو مساندة المسؤولين عنهم ودعمهم لهم ذلك بعدم تفعيل مبادئ الحساب و العقاب فالحكم مهما أخطأ فهو على الصواب فى نظر المرجعية وهذا ما أدى الى تدهور المستوى العام للتحكيم ومن الطبيعى ألا يجتهد الحكم فى تطوير مستواه وبسط العدالة وتفادى الأخطاء مادام أنه فى « أمان فى كل الحالات ». *بطولة الممتاز فى ربعها الأخير وفى توقيت خطير ولا تتحمل أى تجاوز أو خطأ من الحكام قد يكلف ثمنا باهظا وما نرجوه أن يجتهد الاخوة الحكام فى تقليل الأخطاء والعمل على استرداد ثقة الناس فيهم بالأداء الجيد الخالى من الاخفاقات والقرارت الظالمة التى تجعل دموع المظاليم تنهمر وأياديهم ترتفع للمولى عز وجل شاكية. *فى سطور *نخشى وفى ظل غياب الرقابة أن يلجأ المظلومون لأخذ حقهم يأديهم . *من الغريب أن يتعرض حكم لهجوم ويقر الكل بضعفه وسوء أدائه وتجده بعد يومين أو ثلاثة يدير مباراة أخرى. *ان افتقد أى حكم الجرأة والشجاعة التى تجعله يصدر القرار الصحيح فيجب ابعاده من هذا الجهاز. *هناك من المباريات ما يحتاج لحكام تكون لديهم الخبرة الكافية . *لا للزج بحكام يفتقدون الخبرة لادارة مباريات كبيرة . *صحيح الحكام بشر الخطأ منهم وارد ولكن ليس بالصورة التى تشوه المبدأ الأساسى. *الحكام لعبوا دورا كبيرا فى تغيير الكثير من نتائج المباريات.