استغربت كثيرا وأنا أستمع لحديث الدكتور محمد الأمين كبر الأمين العام للمركز القومى للمناهج والبحث التربوى الخميس الماضى عبر المؤتمر الصحفى الذى أقيم بقاعة الراحل سلمان على سلمان، عن ضعف التجاوب من قبل الجهات والشخصيات التى تم الاتصال بها من أجل المساهمة فى ميزانية الاحتفال بالعيد الماسى لبخت الرضا الذى حدد له شهر يناير من العام المقبل، مع أن الكثير من تلك الجهات والأفراد الذين اتصلت بهم اللجنة هم من الذين تعلموا وعملوا فى معهد التربية بخت الرضا، وكان له فضل كبير عليهم بعد الله سبحانه وتعالى فى الارتقاء بحياتهم وصعودهم إلى المراتب العليا. لقد اعتصرنى الألم وانا أستمع لهذا الكلام الذى أن دل على شىء إنما يدل على الإجحاف وعدم رد الجميل للجهة التى أحدثت نقلة علمية وثقافية وحياتية كبيرة للكثيرين، الذين اكتفى بعضهم ببيع معسول الكلام ودفع أطنان منه، بينما بخل بالمساهمة ولو بجنيهات معدودة. دكتور محمد الأمين كبر أكد أن المركز اهتم وبعد أن تلقى الضوء الأخضر من رئاسة الجمهورية فى أغسطس 2008م، بإقامة العيد الماسى فى 2009م، بالاتصال والوصول لكل الشركات والجهات الرسمية والشعبية سواء داخل القطر أو خارجه، من أجل المساهمة بالمستطاع فى هذا الحدث الكبير الذى كما قال يرتبط بأعظم منارة تعليمية وعلمية فى السودان، بل فى المنطقتين العربية والإفريقية، وقال أن الاستجابة كانت ضعيفة جدا لا تغطى تكلفة ربع ميزانية المشاريع التى طرحت لتأهيلها وتطويرها، وأضاف أن اللجنة العليا وإدارة المركز ونسبة للتفاعل الضعيف، قررت إلغاء معظم المشاريع المطروحة التى كان عددها ثلاثين مشروعا لتتناقص لعدد قليل لا يتعدى أصابع اليدين. وأكد كبر أن المبلغ النقدى الذى تسلمته اللجنة المالية هو «935» ألف جنيه، مشيرا إلى أنه أقل من نصف الميزانية المرصودة التى تزيد عن مليوني جنيه، وقال أن المبلغ تم صرفه على عدد من المشاريع مثل أسوار المنازل ومشروع مياه الشرب، وتأهيل المساجد، وأيضا تأهيل المكتبة المركزية ومركز المعلومات وتأهيل مبانى الإدارة وتجميلها والمكتبة المدرسية، والاستراحة رقم «3». وبالنسبة للمشاريع التى تحت التنفيذ أبان سيادته أن هناك عدداً من المشاريع التى سيبدأ العمل فيها قريبا، منها ما سينفذ من المال الذى سيصل إلى اللجنة، وأخرى تكفل بها عدد من الجهات والشركات، مثل مشروع الحدائق الذى تكفلت به شركة سكر كنانة، وسفلتت الشوارع الداخلية ستنفذه وزارة الطرق، ومشروع قاعة الراحل سلمان على سلمان «رحمه الله» التى تكفل أبناء المرحوم بالعاصمة بتأهيلها. وأبان أن المركز القومى هدف من هذا الاحتفال فى المقام الأول لتأهيل وتطوير بنيته التحتية التى قال أنها أصبحت فى وضع لا يليق بمكانة المركز وسمعته، وأشاد فى هذا الصدد بالأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية لمساعداته السابقة ودعمه للمركز. وحقيقة وكما يقول المثل «ليس من رأى كمن سمع» وقد عملت «الصحافة» بهذا المثل بتجوالها داخل أقسام ومنشآت المركز القومى للمناهج، حيث لاحظت أن هناك عملا كبيرا يجرى،وقد بدأ شكل بعض المبانى والمنشآت يتغير للأفضل، صحيح أن هناك نوعاً من البطء فى العمل، ولكن أسبابه معروفة وهى قلة المانحين والمتبرعين. عدد من الزملاء الصحافيين عزوا عدم تفاعل الكثير من الجهات مع المناسبة، لعدم قيام اللجنة الإعلامية بدورها بالفعالية، وذلك لأنها ضمت شخصيات فى الغالب مشغولة بأمور أخرى، حيث يرون أنه كان من الأجدى والأفيد أن يتركز العمل الإعلامى على لجنة من إعلاميى الولاية، أو على الأقل أن تكون هنالك لجنة بالولاية موازية للجنة الخرطوم. الدكتور كبر رد على هذا الكلام بتأمينه على ضعف أداء اللعديد من أعضاء اللجان المكونة التى تمخضت عن اللجنة العليا، وقال إن بعضهم اختفى منذ الاجتماعات الأولى. ولكن هناك سؤال مهم جدا ومن المؤكد أنه خطر ببال الجميع، وهو هل سيكتمل العمل فى المشاريع المتبقية قبل فترة مريحة من موعد الاحتفال بالعيد الماسى الذي قطعه المركز والللجنة العليا بأن يكون فى يناير المقبل؟ الأمين العام أجاب على هذا التساؤل مؤكدا أن ما تبقى من مشاريع سينتهى العمل فيه بمشيئة الله قبل يناير2012م، وأنه لن يكون هنالك أى تأجيل هذه المرة، وقال إن الجهات التى التزمت بتنفيذ ما تبقى من مشاريع عند وعدها. عموما فإن العيد الماسى لبخت الرضا ورغم تأجيله أكثر من مرة، يمثل علامة بارزة في تاريخ التعليم والتربية فى السودان، ويحمل الكثير من المعانى السامية التى ظلت بخت الرضا مهدا ومركزا تغرسها فى عقول الناس منذ خمسة وسبعين عاما هي عمر هذه المؤسسة العريقة التى أسسها مستر قريفيث والراحل عبد الرحمن على طه «رحمه الله» فى عام 1934م، ومنذ تلك اللحظة التاريخية عملت على النهوض بالتعليم، وبث الوعى ونشر المعرفة والثقافة، ويكفى فخرا أنه كلما ذكر التعليم ذكر معهد التربية بخت الرضا، وكلما تحدث الناس عن التربية تخطر على البال بخت الرضا، فهى الأم الرؤوم التى رضع من ثديها الناس علما ومعرفة وأخلاقا، وبعد كل هذا الفضل نجد أن من أبنائها من يدير ظهره لها ويستكثر عليها مليليمات تحتاجها مبانيها القديمة لصيانتها حتى لا تنهار، فمن هنا نوجه نداءً لكل من ارتبط بمعهد بخت الرضا، سواء معلما أو دارسا أو عاملا، بأن يلبى نداء بخت الرضا، فالأم عندما تشكو ظلم السنين ووهن العظم تستنجد بأبنائها، فهل من مجيب؟