من عجائب الصدف والأمور أن الأحداث التي شهدها منبر السلام ظهر الأربعاء على خلفية الحوار الذي أجريته مع الأستاذ البشرى محمد عثمان ..هذه الأحداث كانت آلة تسجيل حديثة ودقيقة تسجل كافة فصولها دون ان يشعر احد ، نعم من حسن الصدف أن كافة الأصوات وتهديدات الجناة للبشرى ولشخصي واحتجاجاتهم والنقاشات والمكالمات والإفادات والاعترافات مسجلة وبدرجة صوت نقية توثق لما جرى بين الساعة الواحدة ظهراً وحتى الرابعة والنصف من ذلك اليوم حينما استلمت الآلة العجيبة من البشرى وهو يقول لي خذ جهاز تسجيلك فقد نسيت أن أرده لك بسبب الهرج والمرج الذي صاحب اقتحام البلطجية لمكتبي ، نعم كان البلطجية يظنون أنهم حصلوا على الكاميرا الرقمية ومسحوا محتوياتها وبالتالي اخفوا إفادات البشرى ولم يكونوا يعلمون أني سلمت البشرى آلة التسجيل ليجعلها في يده وهو يتحدث وهي آلة صغيرة بحجم ولاعة وكان البشرى قد طلب مني تسجيل إفاداته وإعطائه نسخة من المادة المسجلة لضمان عدم تعرض حديثه للتغيير حين النشر...استلمت الآلة من البشرى ووجدتها ما تزال تعمل وقد سجلت حتى المكالمة الأخيرة بيننا فقلت والله أنها لحكمة وأمر عجيب . إن تفاصيل ما سجلته آلة التسجيل سيضاف إلى ما بحوزة المتحري وستنسخ نسخة منه لتقديمها للمحكمة ففيها البيان وفصل الخطاب وكشف المستور عن السبب الرئيسي الذي جعل البلطجية ينفذون أوامر الذين يقفون من خلفهم ، نعم أن الأمر اكبر من عملية الاعتداء على صحفي جاء لإدارة حوار مع الأمين العام لمنبر السلام العادل على خلفية الانقلاب التنظيمي في الهيكل التنظيمي للحزب والذي اقره اجتماع المكتب السياسي للحزب بطريقة وصفها البشرى بالمطبوخة والخاضعة لتأثير خال الرئيس وقد تمت دون الرجوع إلى مؤسسات المنبر القاعدية وبالتالي هي باطلة شكلاً وموضوعاً ، الأمر اكبر من ذلك بكثير فهنالك صراعات حول المال وما أدراك ما المال وكل طرف يحتفظ بأوراق لعب جوهرية حول تورط الآخر بيد أن اخطر الملفات هي بيد الأمين العام للمنبر وهو ما يجعله يتحرك الآن في دائرة الخطر ويتعرض للتهديد بالقتل..ان آلة التسجيل تضمنت - طبعاً دون قصد منها أو منا - تفاصيل مكالمات جرت بين الأمين العام للمنبر وبعض القيادات الرفيعة حول أصل الصراع وإمكانية تطويره لأبعد الحدود ونشر الغسيل كافة وكشف المستور الذي يقضي تماماً على شخصيات بارزة كنا نظنهم من الصالحين . إن السلوك غير الحضاري واستخدام الأساليب القذرة تجاه الخصوم السياسيين هو ما سيعجل بنهاية أحزاب وتنظيمات بنيت على أسس غير واضحة وأصبحت مستنقعات آسنة لإدارة المصالح والصراعات وإذا أضفنا إلى ذلك تورط بعض التنظيمات ذات الخصوصية والعلاقة مع السلطة في تجيير أدوات السلطة لصالح مشروعاتها ومصالح قياداتها فإن الصورة تصبح لدينا واضحة وتؤكد تجذر الأزمة السياسية والوطنية في بلادنا وحاجتها القصوى إلى التحرك باتجاه التغيير المفضي إلى التعافي ومحاسبة التجربة الفاشلة التي اختطفت من عمر البلاد أكثر من عقدين من الزمان دون أن تقدم للشعب النموذج المرتجى في البناء والتنمية والتطور والعدالة بل بالمقابل قدمت أسوأ الأشكال لمختلف صنوف الاستبداد والاستخدام السئ للسلطة والمحسوبية . إن مساحة العمود الصحافي تتقاصر عن رد الواجب لكافة الذين هاتفوني وهم يعبرون عن وقفتهم معي فانا جد شاكر فلهم الشكر مكرراً والشكر أسوقه بصفة خاصة لمولانا محمد الحافظ القاضي الأمدرماني السابق والمحامي حالياً لما أبداه من روح قانونية طيبة في استلام أوراق القضية والتفرغ التام لها باعتبارها معركة تهم كافة أهل السودان الشرفاء المتضررين من التفلت والتسيب السياسي المعاش في السودان اليوم والناقمين على كافة أنماط ( تركيب المكنات ) المتفشي كظاهرة قميئة تستفز أحرار السودان كافة . نواصل