مشاهدة أولى: جاء في حكم وقصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك، فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون.. سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها.. ولكنه غيّر رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد.. سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه.. لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد.. ظل الرجل يسير ويسير.. ولم يعد أبدا فقد ضل طريقه وضاع في الحياة، ويقال إنه وقع صريعا جراء الإنهاك والتعب لم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية أو القناعة. قصدت من هذه القصة كل المسؤولين الذين يلهثون في تقاسم الوطن ، بالحصول علي أكبر قدر من إستقطاع المساحات ، حتي تضاف الي سجل فتوحاتهم.. وهنالك من لايملك متراً واحدأ من هذه المليون ميل . . لا سقف للطموحات في هذه الدنيا.. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر.. مشاهدة ثانية : * درج الناس هنا في الخرطوم علي أن يمارسوا عادات رائعة في شهر رمضان ، ومن ضمنها ( فطور الشلة ) ، وعادة ما تكون شلة المدرسة او الجامعة او شلة الحلة ..ولكل منا شلليات مختلفة ، لكل واحدة منها طعم خاص ففي كل شلة نكهة خاصة . وعادة ما يكون الافطار عبارة عن ( شير) ..او تكليف كل واحد بإحضار صنف معين من متطلبات الافطار ، سواء كان من المنزل او من السوق .وهذه الافطارات نراها بصورة واضحة في شارع المطار وعلي إمتداد شارع النيل من بداية كبري توتي الي كبري المنشية ..يمارسون نوعاً خاصاً من التواصل وعادة يكون الهدف منه التلاقي ومعرفة أحوال بعضهم ، والخروج من الروتين ، وإطلاق هامش لحرية النفس بعيداً عن الحوائط والرقيب . مشاهد متفرقة : * بعد أن تناولت ما لذ وطاب من الطعام واصبحت متخماً من فرط الشبع ..تأكد ان هنالك من يتلوي جوعاً . * أما آن لان ينظر لعامة الناس التي أنهكها التعب ببقية الفتات ... * جلست والخوف بعينيها ،تتأمل في السكة حديد (وتعاين للقطار الفات ). خاتمة : (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [email protected]