الولاية الشمالية تعتبر الوادي الوافر والخصيب للاتحادي الاصل لهذا السبب اختارها الحزب لاستعادة نفوذه و لعل في هذا التفكير اعادة ترتيب ذكية لاستجماع القوة من اجل الانطلاق بها الي نطاق اوسع بغيه ترميم صفوف الحزب فى ارجاء السودان المختلفه فالتركيز علي مناطق النفوذ ليس اسلوبا حزبيا جديدا بقدر ما هو رؤيه لعصر جديد فيه الكثير من التمايز فضلا عن انه بدايات جاده لغايات قوميه فمن البديهي ان يختار المناطق التى يتوفر له فيها القبول الشعبي الواسع فاعتمد الحزب توليفه من رموز ومفاهيم حسبما اقتضت التوجهات الجديده والمرحله المتميزه فان اختار شخصيات مهمه ذات ميزات وخصائص لا ينبغي ان يفتقر اليها المرشح لاسيما وان الحزب يسعي لاكتساب مكانه ملائمه فى الحركه السياسيه السودانيه ولهذا الغرض اختار لسباق الانتخابات شخصيات في وزن الزئبق لها حضورها الاجتماعي الفاعل فلعل الحزب قد نجح فى سياق استعداده لمعركه الانتخابات حيث انه لم يغفل وعي الناخبين الذين باتوا يعولون علي قيمه التمثيل ومدي مساهمتها فى خدمه اهدافهم فالحصافه التي تعامل بها الحزب مع اختيار المرشحين باتت الضامن لتفوقه فى الانتخابات فى مناطق تعتبر المنافسه فيها حاده فاختيار الزعيم الاجتماعي والاقتصادي طه على البشير الذي يتكئ على سند اهلي كبير وارث حزبي تليد ادي لاتفاق مفاجئ واجماع داعم فى صفوف الحزب فتعاطى الحزب مع العمليه الانتخابيه علي هذا النحو اسهم فى تعزيز موقفه واصبح يسير بقوه دفع مزدوجة نحو حظوظه مستفيدا من عضويته المنتمية اليه بالفطرة سلفا واوزان مرشحيه الاجتماعية التى توفر له اسباب النجاح والتميز دون شك استطاع الحزب النفاذ الي اعماق الناخبين ومخاطبة حاجتهم ووجدانهم بصورة مباشرة فهذه النظرة تتسق جذريا مع توجه الحزب الجديد الذي اصبح بموجبه الناخب وقضاياه مناط اهتمام الحزب وتخليا عن النظره الاصطفائيه لذلك اختار الحزب من هو اقوي واكثر تأهيلا واشد استعدادا للعطاء والبلاء في معركه نمو الحزب و انتشاره فهو دون ريب اجاد و اصاب في الصميم فاختيار الحكيم طه لخوض غمار المنافسه بثقله الاجتماعي والاقتصادي والمعرفي علاوة علي مواقفه يكون الحزب قد طوى المسافات فى طريق الكسب المشرف للمعركة ليس هذا فحسب بل اهتدي للكيفيه التي ينبغى ان تدار بها العملية الانتخابية فى هذه المرحلة علي وجه التحديد وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه من ان تغيرا قد طرأ علي عمليه الاختيار والتكليف حيث بات من الضروري توافر الاسباب الذاتية والموضوعية للمرشح التي تكسبه القدرة وكذلك تضمن له الفارق المهم في سياق طرح برنامحه علي جموع الناخبين لتكون النتائج وثيقة الصلة بالمؤيدين اي انها تمثل اشواقهم فيما اختاروا من خلال البرنامج وليس مجرد غلبة تجمت لايصال شخص الي منصب فهذا التطور فى مفاهيم الاختيار كان له الاثر الواضح والبائن في الاستقبال الكبير والمهرجان الجماهيري الذي ابتدر به مؤيدو الاتحادي الاصل حملته الانتخابيه في الولاية الشمالية الدائرة «4» حيث تجمع الحزب فى حشود ضخمة في مدينة الدبة واعتصموا هناك حتي المساء في كرنفال انتخابي مهيب ، خاطب الجماهير المحتشدة الاستاذ حاتم السر مؤكدا علي الحفاظ علي وحدة السودان ترابا وشعبا ودعا لضرورة التداول السلمي للسلطة عبر التحول الديمقراطي واعلاء شأن المواطنة من خلال تكافؤ الحقوق والواجبات واطلاق الحريات فيما اكد سعي حزبة الجاد لتخليص السودان من ازماته وتحقيق السلام فى دارفور وانتهاج سياسه من شأنها جمع ابناء السودان حول الهموم القومية واتاحة الفرصة للجميع للمساهمة فى بناء السودان والتركيز على حل مشاكل مواطني الريف كاسبقية ملحه وفى ذات السياق خاطب مرشح الدائره «4» الدبة شاكرا الجماهير على وقوفهم خلف برامج الحزب واختيارهم لاطروحاتهم، داعيا ليهم علي المحافظة على وحدتهم والتمسك برؤي الحزب حيال قضايا البلاد وهموم اهلها فيما وعد بالعمل على توفبر الخدمة الاساسية لمواطن الدائرة لتصبح المنطقة مثالا للاجتهاد والتكاتف كما انه سيولي مشاكل دائرته عنايته الشخصية ودعى فى الوقت نفسه جماهير الحزب الى مناصرة مرشحيه فى جميع السودان فيما تعهد بانشاء مركز لغسيل الكلى لحل مشكله مرضي الفشل الكلى لتكون الخدمة فى متناول المرضى لتجنبهم وذويهم وعثاء السفر طلبا للعلاج علاوه الي تأهيل عدد من المدارس بالدائره فلقد رفض طه من قبل الترشح لمنصب الوالى في كل من الجزيرة والخرطوم بينما قبل ان يكون ممثلا لاهله فى البرلمان حتى يستطيع توظيف جهوده لخدمتهم ومن ثم المساهمة في الهم القومي فالمهرجان الذي دشن به الاتحادي الاصل حملته الانتخابيه في الشماليه اشبه بمهرجانات الفوز فمن اولي مظاهره الاستقبال الكرنفالي لمرشحي الحزب فهم شخصيات وسطيه متعادله تحوز علي احترام الجميع البرلمان لا يضيف لها القا فهي متوهجه مشاركتها في البرلمان تضفي ثراءً وحيوية علي العمل النيابي في المرحلة القادمة .