هذا اول عيد والسودان منفصل شمالا وجنوبا، ورغم ذلك لم يكن الود حاضرا في العلاقة بعد الانفصال ولازالت المشاكل معلقة بين الطرفين ولا نقول الشريكين؛ لان الشراكة انتهت دون ان تكون هناك وحدة وتداعيات الانفصال لم تظهر فقط في حالة التوتر بين الطرفين فقد ظهرت آثار الانفصال على السوق بسرعة رغم ان الانفصال لم يتجاوز حتى الان الستة اسابيع فقط، فقد ارتفع الدولار وكاد يصل الى اربعة جنيهات وهاهو الامر ظهر في السوق بشكل واضح في الزيادة الكبيرة في كل الاسعار وبالتأكيد لم تسلم اسعار الملبوسات والاحذية وباقي اهتمامات النساء من الملايات والستائر والاثاثات وحتى الحلويات لم تسلم من الارتفاع الجنوني ، وتبقى فرحة العيد ناقصة لكثيرمن الاسر التي لا تستطيع ان تجاري السوق وكأنه ينافس في اولمبياد لندن ، ان حرمان كثير من الاسر من فرحة اطفالها بالعيد هو مسوؤلية الحكومة التي فشلت في السيطرة على التجار ولم تستطع حتى الان من احكام سيطرتها الدولار (4)جنيهات، كيلو الضأن (34) جنيها ، والاتهامات متبادلة بين التجار والحكومة والضائع في النهاية هو المواطن المسكين! ملابس الاطفال ارتفعت بشكل جنوني فقد تراوحت بين(50) الى (150) جنيها، وان كثيرا من الاسر هي بالتأكيد خارج هذه الارقام ، وان امنيتها هي فرحة اطفالها بالعيد مع جديد الملابس والاحذية ، فهل تتحق هذه الامنية في عيد الاضحى المبارك القادم؟. هذا اول عيد نستقبل فيه العملة الجديدة تداولا في الاسواق بعد ان قررت الحكومة استبدال التي كانت متداولة بعد ان غدرت الحركة الشعبية بالاتفاق الذي كان يقضي بتداول العملة الى نهاية العام 2011م وارادت ان تسبق حكومة شمال واعلنت عن عملتها الجديدة وتداولها، والتحدي امام العملة هو في الوقت الراهن الحفاظ على سعر الصرف وان لا يفلت الامر ليصل حدا يعود بأصفار التضخم من جديد *هذا اول عيد لدولة جنوب السودان الوليدة وهي تشهد في العشرة الاواخر من رمضان وقبائل العيد احداثا كبيرة مثل القتال القبلي في الايام الفائتة الذي راح ضحيته اكثر من (600) شخص حسب تقارير الاممالمتحدة ، والدولة واضح جدا انها تواجه تحديات لا تستطيع ان تتجاوزها دون مساعدة الاخرين . وحتى يأتي عيد الاضحى المبارك لا يعرف بالضبط ما الذي يحدث في دولة الجنوب الوليدة ، اذ انها استقبلت هذا العيد بالقتلى والجرحى والدماء . |* هذا اول عيد وثلاثة من الرؤساء العرب خارج الحكم وهم الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والزعيم الليبي معمر القذافي، واصبح العيد عيدين في تلك البلدان والفرحة فرحتين لتلك الشعوب التي عانت لسنوات طويلة من قهر تلك الانظمة التي جثمت على صدرها لعقود طوال دون ان تسعى لرفاهية شعوبها المضطهدة من قبل هؤلاء الحكام وابنائهم . ان العيد في تونس ومصر وليبيا يسكون له طعم خاص خاصة ليبيا التي وضعت حدا لاكثر من اربعين عاما من حكم الفرد ولانقول كما تقول المواقع الاجتماعية في النت مثل الفيسبوك واخواتها عقب دخول الثوارالى طرابلس (الثالث طار والرابع بشار) ، لكن تبقى الاشارة المهمة هي ان ارادة الشعوب لا تقهر مما تطاول الزمن هل يمكن ان نجاوب على شاعرنا ابو الطيب المتنبيء ( عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى ام لامر فيك تجديد؟)