تفاجأت كما تفاجأ الكثيرون غيري بتصريحات منسوبة لرئيس الجمهورية يأمر فيها بفصل الأطباء المضربين. ومبعث الدهشة هو أن أي دولة محترمة لا يتدخل رئيسها في اضراب ما خصوصاً اذا كان في بدايته وإنما يترك هذا لأجهزة الدولة الدنيا. إذاً فالجهات التي زجت باسم رئيس الجمهورية، وأقول زجت لأني اعتقد اعتقاداً جازماً بأن رئيس الجمهورية نفسه لم يقم بإصدار هذا الأمر. نرجع ونقول بأن تلك الجهات التي زجت برئيس الجمهورية في الامر هي أحد جهتين:- 1- إما جهات جاهلة وغبية. 2- أو جهات لديها تخطيط ما. ولندع الآن مسألة انها غبية وجاهلة ولنركز على ان تلك الجهات لديها هدفاً ما من الزج باسم رئيس الجمهورية في هذاالموضوع الا وهو التصعيد. فما هي تلك الجهات وهل هم سودانيون؟ إننا نعتقد ان نظام الانقاذ قد جاء به الامريكان لكي يذل السودانيون ويعذبهم ويجعلهم يكرهون كل شيء له علاقة بالدين والاسلام. والآن يعتقد الامريكان ان نظام الانقاذ قد أدى ما عليه لذا فهم يريدون مسرحية أو ظروف ما تقوم بإنهاء نظام الانقاذ لكي يأتي نظام بعده يكون خاضعاً لهم ايضاً ويؤدي دوره المرسوم له. والمشكلة التي تواجه الامريكان هي كيفية اقناع الكوادر الوسيطة والدنيا في نظام الانقاذ بان النظام قد انتهى، إذ لا مشكلة لدى الامريكان مع كبار نظام الانقاذ حيث يتآمر هؤلاء مع الامريكان في كيفية انهاء النظام بعد ان ضمن لهم الامريكان ملاذات آمنة في دول عربية وآسيوية. لذلك فالمسرحية تقضي باستهداف البشير لأنه رأس النظام الظاهر ويحاولون كثيراً الاطاحة به قبل الانتخابات أو بواسطتها أو إذا لزم الأمر قبل الاستفتاء حتى يأتوا بحكومة بديلة يحاولون بها اقناع الجنوبيين أو قل حتى خداعهم لكي لا يصوتوا للانفصال. والآن يحاول الامريكان والصهاينة أن يقوموابركوب مطالب الاطباء البسيطة ويقوموا بتصعيد الأوضاع وتفجيرها لكي يقوم في نهاية الأمر عصيان مدني يؤدي لانهيار النظام (هذا اذا فشلت الخطط الأخرى لاسقاط النظام). لذلك جاء الزج بالرئيس مباشرة من أول يوم في الاضراب لتصعيد الامور وتفجيرها وهذا مسعى جهات لا يهمها معاناة الاطباء ولا المواطن السوداني. ان مطالب الاطباء بسيطة وهي تهدف الى زيادة (عطية المزين) التي تعطيها لهم وزارة الصحة الآن. ولكن هناك جهات امريكية ومن كبار رجال الانقاذ تريد أن تجعل أطباء السودان والمواطن السوادني كبش فداء لعملية عصيان مدني. وقد يقول قائل انني بالرغم مما أقوله في نظام الانقاذ فانني احرص على بقائه وفي هذا تناقض. وأقول لهؤلاء بأنه ليس هناك تناقض ولكننا نريد لسفينة الانقاذ التي أدخلتنا في أمواج متلاطمة أن تقوم بقيادتنا للخروج من هذا المطب. وسوف لن نسمح لكبار قادة الانقاذ (بما فيهم كبيرهم الذي علمهم السحر والذي يعمل فيها الآن معارضة لكي ينقذ نفسه) بالقفز من هذه السفينة وهم يعلمون انهم سوف يجدون قوارب انقاذ يوفرها لهم الامريكان لكي تأخذهم إلى ملاذات آمنة. ونريد أن تقوم سفينة الانقاذ بكل طاقمها بقيادتنا إلى خارج هذه الامواج المتلاطمة وبعد ذلك سوف نتفرغ لهم. والسلام