٭ نحن وبكل أسف في السودان اصبحنا اضحوكة العالم من حولنا، وسبب هذه الاضحوكة أننا فقدنا ثلث مساحة البلاد وهذا لم يحدث في القارة الافريقية وغيرها ووضعنا ثقتنا في الولاياتالمتحدةالامريكية بالرغم من إني قد ذكرت في مرات عديدة وعلى صفحات صحيفة الصحافة الغراء أن الادوية الموجودة في الصيدلية الامريكية فاسدة بنسبة 001% وامريكا تتدخل في شؤون بلادنا بطريقة سافرة وحقيرة ولا تحترم مشاعر الشعب السوداني البطل وهى تعمل بكل تأكيد على تمزيق السودان ولن توفي بوعودها بحذف اسم السودان من قائمة الارهاب الدولي، بينما هى اكبر دولة إرهابية في العالم وجرائمها ضد الانسانية معروفة حتى للاطفال في بطون امهاتهم!! ومن منحها الحق في ان تضع الدول التي لا تسير في فلكها في قائمة الارهاب وهى بتصرفها بكل تأكيد قضت على المؤسسات الدولية مثل الأممالمتحدة والمنظمات المتخصصة التابعة لها لذا يجب علينا أن نحترم أنفسنا ونقول لامريكا لا لا نحن شعب يعتز بكرامته. منذ سنوات وأنا اكتب مقالات في الصحف والمجلات داخل السودان وخارجه عن ضرورة تحقيق الوحدة في السودان وتحقيق التنمية في كافة المجالات وأن ننسى خلافاتنا وجراحاتنا في سبيل وحدة السودان وهذه الوحدة هى خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأية حال من الاحوال ولكن نحن في السودان بكل اسف فرطنا في وحدة السودان من أجل تحقيق مصالحنا الذاتية الدنيوية أيها السادة أمل وألم ونهاية والعالم من حولنا يتجه نحو تحقيق الوحدة لا سيما ونحن نعيش في عصر العولمة الذي اصبح فيه العالم عبارة عن قرية كونية صغيرة بالمعنى السيسيولوجي وليس الجغرافي على حد تعبير المارشال مك ماهون الخبير الاتصالي الكندي المعروف لدى العاملين في كافة وسائل الاتصال فالدول الاوربية بالرغم من خلافاتها وحروبها واختلاف لغاتها ادركت أهمية الوحدة حتى وصلت الى استخدام عملة اوربية واحدة (اليورو) باستثناء المملكة المتحدة التي تتمسك بالاسترليني؟ ونحن في السودان ومن استقلال السودان للاسف نتحدث كثيراً عن الديمقراطية والتي لم نطبقها في كافة مؤسساتنا التربوية والسياسية ودخلنا في مناقشات بيزنطية هل دخل الإسلام السودان من الشرق أو من الغرب وهل نحن عرب أم افارقة وكان الاجدر ان نعمل لتحقيق الوحدة والانسجام بين كافة القبائل السودانية ومنذ التوقيع لاتفاقية اديس ابابا في العام 2791م من القرن الماضي وقد حضر توقيعها الدكتور منصور خالد والراحل المقيم جعفر محمد علي بخيت والفريق جوزيف لاقو وحكيم السودان ابيل الير وممثل الكنائس العالمية والامبراطور هايلي سيلاسي. وأهلنا في الجنوب يديرون شؤون جنوب البلاد ويشاركون في الحكومة المركزية واتفاقية نيفاشا حققت مكاسب كثيرة في كافة المجالات لا يمكن حصرها وبمقتضاها انسحبت القوات المسلحة من جنوب البلاد وعملت الحكومة والشعب في شمال البلاد جعل الوحدة جاذبة ولكن بعض الانفصاليين بكل اسف جعلوا الوحدة مستحيلة وما حدث بعد تحطيم طائرة الراحل جون قرنق (ما حدث يوم الاثنين الاسود) واصرار الانفصاليين في الجنوب في تغيير العملة من الدينار الى الجنيه بالرغم من تكلفة طبع العملة الجديدة وكان الاجدر بهم بدلاً من تغيير العملة الإهتمام بالبنية التحتية وإنشاء مختلف المدارس والجامعات وتحقيق الوحدة بين مختلف القبائل التي نحترمها ونقدرها ليس بينها لغة مشتركة. أيها السادة الدول لا تنشأ على اساس اللون ولو كان الامر كذلك لعاشت قبيلة الهوتو والتوتسي في رواندا بالرغم من أن لون بشرة هاتين القبيلتين سوداء ونحن نحب اللون الاسود!! وكانت من نتائج الحرب الاهلية أن القيت نصف مليون جثة في النهر حزنت اسماك البحر وتماسيحها على هذه الجثث!!! الاستعمار البريطاني وكما ذكرت في مقالات عديدة هو الذي اغلق الحدود بين الشمال والجنوب ولم يعمل على إنشاء مدارس وجامعات في جنوبنا العزيز وكان من المنطقي ان يطالب النخبة الجنوبية التعويضات والاعتذار من المملكة المتحدة ولكن بعض هذه النخب بكل اسف في ببغائية ممجوجة يلقون اللوم على اخوانهم في شمال البلاد. أنا اعيش في شمال البلاد وبالتحديد في قرية سروج وأكد أبونا آدم لو جاء في هاتين القريتين لما وجد أى تطور وبالرغم من ذلك الشماليون يتمسكون بوحدة السودان!! وهنا نتساءل ماهو مفهوم بعض النخب الجنوبية للشمال؟! الشمال أيها الاخوة هو البوتقة التي ينصهر فيها كافة أبناء السودان في جنوب البلاد وشرقه وغربه وجنوبه ونحن ندين بشدة واستنكار لبعض الاصوات التي تنادي في شمال البلاد بضرورة انفصال الجنوب وهؤلاء يمثلون أنفسهم ولا يمثلون الشعب السوداني البطل الذي قام بأكبر ثورة في التاريخ (الثورة المهدية) وهؤلاء القلة في شمال البلاد لا يعرفون بكل تأكيد قرى شمال البلاد ولا يعرفون شيئاً عن معاناة سكان هذه القرى وهم يتحدثون من فنادق خمسة نجوم ويأكلون الكفيار في الوقت الذي لا يجد معظم سكان السودان فتة الفول!! بعد أن تحدث عن عجزنا في التمسك بوحدة السودان نتحدث في إيجاز عن ماجاء في عنوان هذا المقال أيها السادة كما هو معلوم للكل أن البرلمانات في كافة دول العالم تسن القوانين والتشريعات وهى تطبقها في داخل البلد الذي تنتمى اليه تلك البرلمانات باستثناء الكونجرس الامريكي بمجلسه الشيوخ والنواب. نحن في السودان لن ننتخب أعضاء هذين المجلسين ولكن الحكومة الامريكية التي اصبحت شرطي العالم تعمل على فرض تشريعاتها وقوانينها في الدول الاجنبية وتتحدث عن ضرورة تطبيق الديمقراطية على طريقتها في الدول العربية ومن بينها السودان فرضت الحصار على الشعب السوداني ويصدران قرارات كثيرة وظالمة لا يتسع المجال لذكرها وهى معروفة للكل. بعض النخب في جنوب البلاد وبكل اسف يذهبون لهذين المجلسين لفصل الجنوب عن الشمال وهؤلاء يساندهم قلة حاقدة وتخدم المصالح الاسرائيلية ولم يخجل هؤلاء الذين ذهبوا لهذين المجلسين ولم يحصل في تاريخ العالم وافريقيا أن يذهب الزعماء وبعض المتمردين لهذين المجلسين. أيها السادة الولاياتالمتحدةالامريكية كانت لها الريادة في تجارة الرقيق ولن تسمح للامريكيين من اصول افريقية في تولي أى منصب في كافة المستويات وفي اوائل الستينيات من القرن الماضي لم يكن مسموحاً بأن يستخدم الامريكيون من اصول افريقية المركبات العامة وحين قام مارتن لوثر كنج بالحقوق المشروعة للامريكيين من اصول افريقية تم اغتياله وهرب الذي قام باغتياله من السجن!! وكما ذكرت في مقالات عديدة على صفحات جريدة الصحافة الغراء ان كندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة ذكرت انها في جولاتها المكوكية لم تجد في السفارة الامريكية في الخارج امريكيين من اصول افريقية. أيها الاخوة من أبناء جنوب بلادنا إن الوحدة في مصلحة أهلنا في جنوب البلاد وأما الأحاديث الجوفاء عن بترول الجنوب فآبار البترول لها عمر افتراضي وامريكا التي تحجون اليها تعمل على إيجاد بدائل للبترول!! واقول لبعض الانفصاليين وهم قلة إن الولاياتالمتحدةالامريكية تخطط لجعل جنوب البلاد مقراً لآفريكوم وبعض الانفصاليين في الجنوب يرحبون بذلك بينما كافة الدول الافريقية رفضت بقوة السماح لآفريكو في ارضها. والجدير بالذكر وان الذكرى تنفع المؤمنين القلة في شمال البلاد وجنوب البلاد وهم لا يقلون خطورة عن مدام كوكس وسوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة والمجموعة السوداء بكل اسف. واتساءل لماذا يذهب بعض الانفصاليين الى الكونجرس الامريكي، وأخيراً اوجه حديثي لكل السودانيين إن انفصال الجنوب كارثة علينا جميعاً وانه بداية النهاية للاتحاد الافريقي ونقول للدول العربية ان اسرائيل والتي كتبت في الكنيست عبارة ( من الفرات الى النيل) لها اطماع في الاستفادة من مياه النيل وفي تفكيك الدول العربية والاسلامية وما يجري في الساحة العربية والافريقية يؤكد في جلاء دور اسرائيل التخريبي. أيها السادة علينا في افريقيا والعالم العربي والافريقي والسودان ان نرى بعيون مفتوحة وليس بعيون الموتى ما يجري الآن في الكونجرس الامريكي وكافة الدول الاوربية. والله من وراء القصد خارج النص: ٭ أوجه هذه الرسالة القصيرة لأخينا المشير/ عمر حسن البشير رئيس الجمهورية الذي نرجو له تمام الصحة والعافية ونهنئه بحلول شهر رمضان المعظم وقدوم عيد الفطر المبارك اعاده علينا وعليكم باليمن والبركات، نحن انتخبناك في الانتخابات التي جرت في ابريل، وقد حضرتها كافة المنظمات ووكالات الأنباء وكانت هناك فرصة لا تعوض بأن تخوض كافة الاحزاب التقليدية تلك الانتخابات ولكنها اضاعت فرصة ثمينة، نحن يا سيادة الرئيس نؤمن بوحدة السودان وإنفصال الجنوب بكل تأكيد كارثة قومية والساكت عن الحق شيطان اخرس، والاحزاب التقليدية التي تردد في ببغائية ممجوجة تحقيق الديمقراطية هى لم تطبقها في نفسها لذا سيدي الرئيس نحن نطالب بتطبيق لعدالة الانتقائية التي طبقها نيلسون مانديلا وعلينا ايضاً ان نقيم علاقات حميمة وقوية مع دولة جنوب البلاد، لأن في هذا مصلحة استراتيجية للبلدين وبصفة شخصكم الكريم المسؤول الاول في السودان نرجو ان تعمل على فتح الحدود بين الدولتين وأن تمنح الجنسية المزدوجة للجنوبيين، وعدم إقامتنا للعلاقات الودية ومنح الجنسية المزدوجة لأهلنا في جنوب البلاد ستتيح فرصة لاسرائيل التي لها وجود في جنوب البلاد ولها رغبة اكيدة في تمزيق السودان، فهى دولة لا تؤمن بالسلام ورفضها للمبادرة العربية (مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ووافقت عليها الدول العربية في القمة التي عقدت في بيروت). واخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية إنه نعم المولى ونعم النصير.