طالب عدد من المغتربين بأن تتوافق جميع الأحزاب السياسية التي تخوض العملية الانتخابية خلال الأيام المقبلة، على قبول نتائج الانتخابات، طالما جرت وسط رقابة دولية، وبمشاركة الأحزاب جميعها، باعتبار أن قبول نتائج الانتخابات أمر يمثل إرادة الشعب السوداني التي ينبغي أن تحترم. وعبروا عن مخاوفهم من محاولة البعض التشكيك في العملية الانتخابية حتى قبل أن تجرى، ووصفوا ذلك بأنه يمثل منحدرا خطيرا قد يؤدي إلى نتائج كارثية، كما تمنوا أن تُتاح الفرصة للجهات التي ستراقب العملية الانتخابية، وأن تسهل مهامها، حتى تجيء الانتخابات خالية من العيوب، لتصبح تجربة رائدة في الحياة السياسة السودانية. وقال الشفيع محمد نورين: نحن نريد من جميع الأحزاب الساسية التي تتحدث باسم الشعب السوداني، أن تقبل على الانتخابات بصدق، وأن ترضى بنتائجها كيفما كانت، وألا تحاول اللجوء إلى شماعة التزوير، لأن ذلك يعتبر عدم قبول لإرادة الشعب السوداني الذي سيقول كلمته بكل تجرد. وأضاف: نحن في ديار الاغتراب لا نعرف من هم الذين سيحكمون السودان بعد هذه الانتخابات، إلا أننا سنؤيد وصولهم إلى الحكم طالما تم عبر صناديق الاختراع. وأشار إلى أن إتاحة الفرصة باعتبارنا أمة أمام المراقبين سيجنب البلاد أية مشكلات قد تحدث عقب إتمام العملية الانتخابية، متمنياً أن يتحلى جميع المراقبين بالنزاهة والشفافية، وألا يكونوا من الذين يحملون أجندة من بينها عدم إتاحة الفرصة للشعب السوداني أن يعيش في وطن مستقر. وأكد عبد العزيز أبو شامة أنه ظل معارضاً لنظام الإنقاذ الوطني طوال السنوات الماضية، إلا أنه الآن يشعر براحة كبيرة نتيجة الموافقة على إجراء الانتخابات العامة، مشيراً إلى أن الانتخابات لو أتت برجال الإنقاذ الوطني سنؤيدهم هذه المرة، باعتبار أن الأمر يمثل إرادة شعبية غالبة. ودعا الأحزاب إلى ألا تلجأ إلى الأساليب القديمة التي يعلو فيها شعار الانتصار للذات، بعيداً عن مصالح الشعب السوداني، الذي أرهقته الحروب الطويلة، مبيناً أن التوافق السياسي حول العملية الانتخابية ومن ثم قبول نتائجها، سيحقق للسودان فرصة طيبة للاستقرار، ونبذ الاقتتال، وتوجه كل الطاقات نحو عمليات التنمية. وأوضح الشيخ عبد الرحمن أن غالبية الأحزاب السودانية، لا تولي اهتماماً لمصالح الشعب العليا، وإنما تصب كل جهودها نحو المنافع الخاصة. وتساءل ماذا فعلت هذه الأحزاب طوال تاريخها السياسي للشعب السوداني، وهل لأي من الأحزاب عمل يمكن أن يفاخر به، ويقدمه في موسم الانتخابات حتى يجدد له الولاء. وطالب بأن يتوافق جميع السياسيين على أن مصلحة الشعب السوداني أولاً، وأن يتقبلوا نتائج صناديق الاختراع، وأن يتعاملوا مع مَنْ يقدمه الشعب السوداني على أنه يستند على شرعية شعبية يجب أن تحترم. وأضاف: نحن عانينا كثيراً مرارة البعد عن الوطن، ونريد أن نعود لننعم بخيراته، ولعل هذه العودة لن تكون «سالكة» إذا اتكأ أي حزب سياسي على إثارة الغبن، والتشكيك في نتائج الانتخابات، ونقول لجميع المتنافسين اتقوا الله تعالى فينا. وشدد أسامة محمد شكر الله على أن الانتخابات التي تجرى خلال الأيام القليلة المقبلة لرئاسة الجمهورية والولاة والدوائر الجغرافية، تمثل فرصة سانحة للشعب السوداني أن يحدد مصيره، ويرسم ملامح مستقبله، بعيداً عن أية ضغوط أو إملاءات، مؤكداً أن الشعب الآن بلغ مرحلة من الرشد السياسي، بما يمكنه من تحديد خياراته وفق مصالحه وليس مصالح الأحزاب. وقال: نحن في الاغتراب لن تتاح لنا فرصة غير المشاركة في انتخاب رئيس الجمهورية، ومن خلال هذه الفرصة سنقول كلمتنا الصريحة لاختيار الجدير بحكم السودان، وكنا نتمنى لو أن أتيحت لنا فرصة على الأقل للمشاركة في انتخابات الولاة. وطالب محجوب الطيب السر بأن تسهِّل الحكومة مهمة المراقبين المحليين والدوليين، حتى تجيء الانتخابات خالية من العيوب التي يمكن أن تتخذ ذريعة من بعض الجهات الساسية، مؤكداً أن تسهيل مهمة المراقبين والعمل الجاد على ضمان نزاهتها سيجنب البلاد مشكلات هي في غنى عنها. وقال: نحن في أرض الاغتراب نفاخر الشعوب الأخرى بأننا نمثل أنموذجاً في الديمقراطية، وأمامنا المشهد السياسي اليومي الذي تتبارى خلاله الأحزاب، حيث يعمل كل حزب على تجميل صورته، وطرح برامجه التي بموجبها سيخدم الوطن والمواطن، وبالتالي نتمنى أن تكون الانتخابات فرصة لحياة سعيدة للشعب السوداني.