أصيلة هى بلادى وكرماء اهلها وهم يقابلون المعروف بمثله والاحسان بالاحسان .. جاء العيد وقد تصاعدت روائح الطلح والكافور و غيمت اجواء الفرح والحلل البهية كل انحاء البلاد رغم بعض المرارات الناجمة عن اخفاق الاسر توفير متطلبات الصغار وبرغم ذلك استطاع الناس تجاوز الاحباط فتعاطوا الابتسام خاصة ان لصباح العيد رونق خاص انطبع فى الاذهان اذ تعم فيه الفرحة الكبار والصغار ويعمل كل جهده للحصول على عفو الوالدين لما يتبع ذلك من بركة ورحمة وشعور بالرضاء . جاء العيد هذا العام مختلفا في اوجهه المادية عن بقية الاعياد السابقة وبرغم ذلك شهد التعافى والتصافى بين الاهل والجيران وكان مناسبة لبدء صفحات بيضاء والتكفير عن الذنوب بالعفو والعافية لتنهال الدموع بين الاخوان والجيران .. (الصحافة) انتقلت فى مدينة اهل الكرم الفتيحاب , كانت ابرز علامات المدينة ارتفاع عدد المناسبات (الصحافة ) التقت بعض المواطنين لمعرفة تفاصيل العيد حيث قالت ايمان حسين - ربة منزل - ان عيد الفطر جاء بطعم مختلف لاسرتها اذ صادف زواج ابنتها وهو اول زواج بين الابناء فكانت الجمعة فى البيت الكبير واصبحت الفرحة فرحتين بتجمع الاهل والاحباب الذين اضفى حضورهم فرحا اضافيا وبعد ذلك تفرق الجميع لزيارة الاهل والجيران لمباركة العيد . سارة عبد الباقى قالت ان تفاصيل الاعداد لهذا العيد كانت مرهقة من النواحى المادية والجسدية كما شهد العيد زواج شقيقتها ما تطلب مضاعفة الاعداد واضافت سارة ان عمل الخبائز قد ارهقها كثيرا بالاضافة الى تجهيز بعض المتطلبات الاخرى خاصة بالبيت مثل غسل الاوانى الثقيلة وشراء وسحن التوابل وتمضى سارة فى القول بان البرنامج كان مرهقا جدا ولكنهم تمكنوا من تجهيز كافة المستلزمات. وخلصت سارة الى ان ديارهم تشهد هذه الايام حراكا اجتماعيا كعادة اهل السودانيين فى عمل الفطير وتقطيع البصل مما جعل الاجواء مليئة بالفرح والزغاريد مع نشوة العيد كما ان افواج المعيدين اضفى بعدا فرائحيا للامر في وقت تصاعدت فيه عطور المسك والعنبر واضافت سارة ان العيد فرصة لاتعوض لبدء صفحات بيضاء مع الجيران كما انه سانحة لمواصلة الارحام لانشغال الناس بامور الحياة . حاجة زينب موسى سيدة فى العقد السادس من عمرها كانت تكسو وجهها حالة من الحزن قالت ان العيد مر عليها بطعم مختلف عن بقية الاعياد الاخرى حيث فقدت ابنها الذى كان يعانى من الرطوبة الحادة وفقر الدم وما ضاعف من حزن حاجة زينب على ابنها انه الوحيد الذي خرجت به من الدنيا واضافت زينب انها عندما تتذكر ابنها لا تكف عينها من اسقاط الدموع ليهرع اليهاء الجيران لمؤاذرتها وتصبيرها على فقد ابنها .وذكرت ان الايمان بقضاء الله وقدره جعلها ترجع الى ان الموت حق على المخلوقات جميعها ،واضافت انهم لم يقوموا باعداد خبائز لهذا العام نسبة للحزن الذى ملأ وجوههم ولكن الجيران لم يقفوا عنها بكل المساعدات المادية والعينية مماجعلها تتناسى احزانها .