في كل عام يأتي العيد السعيد ملقياً بالفرحة والسعادة في نفوس الجميع، ويأخذ البعض من خلال الاجازة فرصة تجديد اواصر العلاقات القديمة، لكن كيف هو العيد هذا العام مع الظروف الاقتصادية الاخيرة التي انعكست سلباً على مجمل حياة السودانيين؟. (الصحافة) تساءلت عن تأثير تلك المتغيرات الاقتصادية على الحراك الاجتماعي لجموع المتواصلين في العيد. ارهاصات استقبال العيد تبدأ منذ منتصف واواخر شهر رمضان حيث تعمد الاسر الى تجهيز خبائز العيد وطلاء المنازل بالدهان والبوهيات تكريماً للزوار من خارج الولاية وللمهنئين من داخل الاحياء السكنية.. حركة دؤوبة يلاحظ أثرها في البقالات ومحلات بيع المخبوزات وكل المحلات التجارية المهتمة بصناعة الحلويات، حتى الافران البلدية تشهد حراكاً من قبل الفقراء الذين لا يملكون افرانا كهربائية خاصة هم والذين يتوجهون الى تلك الافران علها تنضج خبائزهم المعمولة بعرق عضلاتهم التي انهكتها تقلبات وشظف العيش، يقول معاوية العامل بإحدى البقالات بمنطقة الصحافة ان حركة شراء مستلزمات الخبيز لا زالت ضعيفة مقارنة بالاعوام الماضية، مشيراً الى ارتفاع أسعار مستلزمات صناعة الخبائز بصورة كبيرة وابان ارتفاع أسعار الزيوت والسمن البلدي الى اكثر من الضعف وهي من مكونات الخبائز الاساسية، مشيراً الى زيادة كبيرة في أسعار الدقيق وصلت الى اكثر من 50%. بينما تقول حاجة فاطمة الشريف من منطقة الكلاكلات انها تواجه مشكلة عويصة في تأمين ميزانية اضافية لاعداد خبائز تكفي لنفس الكميات التي درجت على صناعتها قبيل كل عيد. وابانت انها ضغطت على ميزانية المنزل المخصصة للاطعمة والعلاج لجهة ان خبائز العيد باتت من العوامل التي تحدد مكانة الاسرة ضمن المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه. ويحل عيد الفطر في وقت عصيب إذ يصادف موسم الخريف حيث تنفق الاسر التي تقيم بالولايات ما تبقى من ميزانيات على موسم الزراعة التي تتطلب نفقات اضافية لمقابلة العمليات الزراعية المختلفة. تقول حواء الامين من ولاية النيل الابيض انها لجأت الى اخر جوال ذرة تمتلكه والمخصص لتأمين مؤونة العام مضيفة ان الجوال لن يكفيها سوى اقل من شهر، مشيرة الى عدم استطاعتها تجهيز بسكويت وخبائز العيد. ويؤكد البعض ان الملجأ الوحيد امامهم هو الالتحاق بالاسرة الممتدة طيلة ايام العيد تفادياً للحرج امام المهنئين، ويؤكد معتصم الطالب الجامعي أنهم سيضطرون الى قضاء العيد مع جدتهم لامهم بامدرمان، مضيفاً ان القرار املته عليهم الظروف الاقتصادية الاخيرة. ويبدو ان شبح رفع الدعم عن الوقود والزيادات المتوالية في أسعار السلع الاستهلاكية قد القى بظلاله على فرحة استقبال العيد، ومن المؤكد ان شوارع المدن وفسحات الميادين لن تشهد فرحة كبيرة كما كان يحدث في السابق.