قال الاستاذ حسن نجيلة في كتابه ملامح من المجتمع السوداني على لسان محدثه عن اول صحفي سوداني الآتي: ٭ تولى السيد حسين شريف تحرير مجلة الرائد الادبية عام 7191 وصاحبها تاجر يوناني كما اسلفنا إلا ان هذا الوضع لم يرضِ طموح حسين شريف الذي كان صحافياً بطبعه وروحه وكان يريد صحافة سودانية خالصة فاستطاع بجهده الخاص ان ينشيء جريدة حضارة السودان عام 9191 فكانت اول صحيفة سودانية لحماً ودماً وروحاً وكانت ادبية اجتماعية وجاء إصدار هذه الجريدة نتيجة لتلك المقالات التي صاح فيها حسين شريف على صفحات الرائد وهى تحتضر مهيباً بالشعب السوداني قائلاً :( شعب بلا جريدة كقلب بلا لسان) وكان اصحاب امتياز الحضارة اولي امرها السيد عبد الرحمن المهدي والسيد محمد الخليفة شريف والشيخ عثمان صالح التاجر بام درمان والشيخ عبد الرحمن جميل بكوستي والشيخ حسن ابو بالابيض. ٭ وفي 42 يونيو 0291 حدث تحول خطير في هذه الصحيفة إذ آلت ملكيتها للسادة الروحيين السيد علي الميرغني والسيد عبد الرحمن المهدي والشريف يوسف الهندي. واعلن في نفس العدد الذي صدر بهذا التاريخ انها انتقلت من صحيفة ادبية اجتماعية الى صحيفة سياسية ومن الخير ان ننقل هنا نص افتتاحية العدد الذي حمل لقرائها خبر هذا الانتقال الخطير بقلم السيد حسين شريف اول رئيس تحرير للحضارة في عهدها السياسي الجديد. ٭ لما رجع أعضاء الوفد السوداني ( يعني الوفد الذي بعثته حكومة السودان عقب انتصار انجلترا وحلفائها في الحرب الاولى 4191-9191 لتهنئة ملك بريطانيا بالنصر وقد فعل الانجليز ذلك في كل البلاد التي كانوا يحكمونها إذ بعثوا منها وفوداً للتهنئة من بعثتهم الى لندن في الصيف الماضي رأوا ان الحاجة ماسة الى وجود جريدة ومطبعة عامة تعتبرها جميع طوائف هذه البلاد المختلفة وشعبها المشتت لساناً واحداً ناطقاً يعبر عن آرائها ويفصح عن رغباتها.. ولذا اخذ كبار رجال الوفد واقطاب السودان وهم اصحاب السيادة الحسبيون السير السيد علي الميرغني والشريف يوسف الهندي والسيد عبد الرحمن المهدي من ذلك الحين يفكرون في تدبير الامر تدبيراً ينطبق على حالة القطر ويستطيع ان يحدث فيه ما يراد له من الخير والاثر. ٭ واخيراً اتيح لهم ان يتفقوا على انشاء صحيفة سياسية تنضوي تحت اسمائهم الثلاثة فتنطق بلسان الاربعة ملايين نسمة التي يقلها هذا الاقليم وتزود عن حوضهم بشبا القلم وسلاح الخلق وتحيط وحدتهم بسياج القومية وسور العصبية وتبحث عن ادوائهم متعرفة منشؤها وتطلب الدواء النافع لها فعلى هذا الاساس قامت هذه الصحيفة وقد رأوا ان يبقوا لها (حضارة السودان) اسماً كما كان تخليداً لذكرى اول صحيفة وطنية ظهرت في سماء السودان). هذا مع تحياتي وشكري