الأخ وليد كل سنة وأنت طيب أرجو شاكرا الإطلالة عبر مساحتك أملا في إيصال بعض ما يعتمل في الدواخل مدحا وقدحا ، رضا وسخطا عن أداء الأجهزة الإعلامية المسموعة والمرئية ولعل الأخيرة تحوز قصب السبق في اختيارات المستهدفين لما تمتلكه من خاصية إبراز الصورة واعتمادها على مخاطبة المستهدفين عبر حاستي السمع والبصر على حد سواء . ولعل أكثر أوقات المشاهدة ومتابعة البرامج الإذاعية بصورة عامة على مدار السنة ترصد في شهر رمضان وإبان فترة العيد لأجل هذا يزداد اهتمام إدارات الأجهزة الإعلامية بها فتحشد لها المواهب وتوظف لها الإمكانيات وتسخر لها المؤن بغية بلوغ غاية رضا المستمع أو المشاهد وأنه من الحيف بمكان الحكم على برامج التلفاز بصورة عامة في أي وقت بحكم آحادي قاطع مدحا أو قدحا غير أنه بصورة عامة وفي إطار توجيه النقد بهدف التقويم وإعادة التقييم في برامج شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، أنه يؤخذ على إعداد البرامج بصورة عامة ضعف الإعداد وعدم الترتيب لإخراجها في الثوب الذي يتوقع خروجها فيه لمعانقة عيون المشاهدين أو معانقة آذان المستمعين فيحس المتابع للبرامج كأنها طبخت على عجل دون روية فلكأني بإدارة الفضائيات تلاحق منسوبيها من المعدين والمنتجين أن هلموا لإنجاز ما عليكم على أية هيئة الأمر الذي يفسر استكانة المعدين والمنتجين لاختيار وجوه مكررة ملها المشاهدون وكلت من سماعها الآذان، فهل اقتصرت الإضافات على هذه الوجوه كما يعاب على الفضائيات جميعا اشتراكها في إعادة البرامج فهي بصنيعها هذا تكون قد أنجزت نصف خارطة برامج اليوم فتعيدها في النصف الثاني أو اليوم التالي فأين الخلل ؟ وكما أسلفت في البداية من الصعوبة بمكان الحكم على البرامج بالسوء المطلق فهناك برامج تجبر المرء على رفع القبعات وإحناء الهامات إجلالا وتقديرا على البذل المجهود فيها إعدادا وتقديما وإخراجا وعلى رأسها في تقديري برنامج مع الود والتقدير الذي برعت في إيصال فكرته وتحقيق الهدف منه الرائعة رانيا هارون بمشاركة فريق البرنامج الذي تحس فيه التجانس والتآنس والانسجام والتناغم فأتمنى أن يتصل مده بعد رمضان فالحاجة مع الود التقدير لا تقتصر على رمضان يا رانيا . ومن البرامج التي لفتت انتباهي وشدتني وكثير من المشاهدين متسمرين خلف شاشة النيل الأزرق برنامج قبل الطبع الذي برعت تسابيح مبارك خاطر في تقديمه وهي تحاور رؤساء تحرير بعض الصحف في أريحية وتلقائية زاد من جمالها شدو البلبل الغريد كمال ترباس ولم يكن طارق الأمين ونانسي عجاج بمنأى عن مواصلة الإبداع كل في مجاله حيث قدما للمشاهدين في العيد ما لذ وطاب من إبداع وتألق وتأنق غطى على منقصات جودة الأداء والإخفاقات في الفضائيات . أما فاكهة البرامج وأكثرها دسامة لكل متابع للفن والنقد فيه قدمها برنامج الجريدة في سهرة ثاني أيام العيد وهو يستضيف كوكبة من ألمع نجوم الصحافة الفنية بقيادة شيخ النقاد ميرغني البكري ورائد الكلمة البسيطة عميقة المعاني ود ابراهيم صاحب شيء من الفن والفتى الأبنوسي الرائق طاهر محمد علي والثائر هيثم كابو والمبدعة صاحبة المفردة الجزلة أم وضاح ففي الجريدة تجسدت كل المعاني واجتمعت الرؤى وتمايزت الخطوط. يصعب علي الوداع دون أن أعطى كلمتين في حق قناة الخرطوم التي في مرحلة البث التجريبي وأقول للأستاذ عابد سيد أحمد ليس بالانبهار والإبهار تبنى القنوات فشمر عن ساعد الجد فالمنافسة قوية والسوق مزدحم حتى تستطيع خطب ود المشاهدين وإجبارهم على التوجه صوب الخرطوم . أما قناة أمدرمان التي انطلقت مع بداية شهر رمضان الكريم فبالرغم من توخيها الدقة في اختيار برامج نوعية والاستعانة بعدد مقدر من قبيلة الصحفيين والأكاديميين في الإعداد والتقديم إلا أنه من واقع الحال الذي يعكس كثرة تكرار البرامج يشي بنضوب المعين وخواء الجراب فهل عدمت أم درمان التي يمسك بزمام أمرها ريموت القامة الصحفية حسين خوجلي ؟ أخوك محمد صديق أحمد [email protected]