٭ اليوم تمر الذكرى العاشرة لاحداث الحادي عشر من سبتمبر.. تمر الذكرى العاشرة والعام الحادي عشر.. تأملت ما يدور في العالم.. اصابني دوار وغثيان.. دوار حد انعدام التوازن وغثيان حد التقيؤ.. فالذي يدور في العالم وبفعل امريكا التي اتخذت من احداث الحادي عشر من سبتمبر 1002 عصاً وسيفاً وسوطاً.. تضرب وتقتل وتجلد في شعوب العالم المغلوبة على امرها. ٭ امريكا بعد الحادي عشر من سبتمبر تمددت في كل الارجاء وتدخلت في كل الشؤون تحت شعار محاربة وملاحقة الارهاب تارة وتارة اخرى بشعار اقامة الديمقراطية والعدالة وحماية حقوق الانسان.. وحماية البيئة وحقوق المرأة..و.. الخ.. شعارات الانسانية والديمقراطية. ٭ والمواطن العادي على صعيد العالم تأكله الحيرة من فعائل امريكا ويخنقه الواقع السياسي والواقع الطبيعي فالعشر سنوات الماضية شهدت ما شهدت من الفيضانات الطائرات والاعاصير وثورات الشعوب العربية في الثمانية اشهر المنصرفة.. الشعوب التي اسقطت حكوماتها والتي ما زالت ثوراتها مشتعلة. ٭ كل هذه المتغيرات لم تشكل محطة لتقف عليها امريكا.. متأملة الذي يحدث في العالم.. بل متمادية في فعائلها وما يحدث حولنا وفي مناطق كثيرة في العالم يقف خير شاهد. ٭ تداعت الكثير من الخواطر لمقدمة ذهني وانا استرجع يوم الحادي عشر من سبتمبر 1002 قلت مع نفسي كلنا ادنا الذي حدث بل واعتبرناه عملاً وحشياً لا يمت للانسانية بصلة.. عدت الى ارشيفي لاري ماذا كتبت.. عنوان عمودي في صحيفة الحرية يوم الثاني عشر من سبتمبر.. كان (يا للبشاعة.. ما الذي يحدث في العالم.. فكيف كانت التفاصيل.. ٭ صباح الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر عام 1002 ذهل العالم عن اخره بكل قطاعاته وذهل الانسان الامريكي اكثر وكان الذهول حد الكف عن التفكير.. الذي حدث في نيويورك وواشنطن فوق التصور.. فوق تصور الانسان الامريكي الذي ما كان يتخيل مجرد التخيل ان ما حدث في امريكا بكل استحكاماتها الأمنية.. والانسان في العالم استعصى عليه فهم ان يحدث هذا في امريكا وبهذه الدقة والفعالية. ٭ في مركز التجارة العالمي وفي البنتاغون وفي الكونغرس وفي البيت الابيض وعن طريق اربع طائرات مخطوفة يا للهول: ٭ لكنه حدث واحدث الصدمة الكبرى والدهشة الميتة من الدهشة الاذاعات والفضائيات تردد انه يوم الفزع الاكبر.. انه يوم الارهاب الاسود.. انه يوم قيامة امريكا كثرت التكهنات والاشارات والاتهامات وكثرت التساؤلات من هؤلاء؟ اهم نتاج حراك داخلي في قلب امريكا نفسها؟ اهذه مملكة المافيا؟ اهذه جماعة أسامة بن لادن اهذا؟...اهذا؟ ٭ ومنذ صباح الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر الذي يشكل علامة فاصلة في خارطة السياسة الامريكية والسياسة العالمية.. عمدة نيويورك وحده قال: (ان عدد الضحايا يصعب علينا احتماله) والعالم يفور ويمور بكل وسائل اتصاله.. ولكن وسط هذا الفزع والهلع والدماء والدموع والنيران شمخت حقيقتان: الاولى حقيقة اهتزاز الضمير الانساني لبشاعة الحدث ورفضه كوسيلة للتعبير مهما كانت طبيعة القضية المعبر عنها.. جميع الحكومات والشعوب والزعماء رفضوا وشجبوا قتل الابرياء وتخريب العمار. الثانية: بعض الاخبار التي اشارت لردود افعال حدثت في بعض معسكرات ثوار فلسطين قالت انهم ابتهجوا ورقصوا بالرغم من عدالة القضية وبالرغم من الاعتراف بالدور والموقف السلبي للسياسة الامريكية إلا ان المشاعر الانسانية السوية لا تقبل التجزئة ومشاعر الشماتة تجاه الموت الجماعي الذي شمل أبرياء قد يكونون من انصار الشعب الفلسطيني.. هذه الاشارات لاقت استهجاناً ورفضاً عند الكثيرين فالشعوب شيء وسياسات الحكومات شيء آخر. ٭ التعزية الحارة للشعب الامريكي تجاه هذه الكارثة التي لم تشملهم وحدهم وإنما هزت الضمير الانساني السوي في عموميته. هذا مع تحياتي وشكري