٭ نعم مطلوب من اهل السودان الا يمرضوا.. فالذي يمرض عليه ان يذهب للطبيب سواء أكان في عيادته الخاصة او المستشفى «بخمة قروش» التي يعجز صاحب اعلى دخل عن توفيرها.. وان تضافرت جهود الاهل والاصدقاء في توفير حق الكشف يبقى حق روشتة الدواء التي تكلف ما يستوجب بيع «دهب الام او الاخت او الزوجة ان وجد وبالعدم فقد تذهب الثلاجة او المروحة او التلفزيون او الملابس حتى». ٭ كل هذا يهون في سبيل العافية.. ولكن اين هي العافية؟ فقد ينجح الطبيب في تشخيص المرض.. ولكن ماذا عن الدواء.. ماذا عن الدواء.. ٭ وقفت كثيرا امام خط في صحيفة «الرأي العام» الصادرة في السابع من سبتمبر والخط يقول: «الرأي العام.. تكشف بالوثائق تجاوزات خطيرة في استيراد ادوية بواسطة الامدادات.. جاء في مقدمة التحقيق الآتي: الحديث عن الامدادات هذه المرة ليس من اللغط الذي يحوم حول خصخصتها الذي شاء له ان يشغل الساحة لفترة وانما تعدى الامر الى ما هو اخطر وهو سلعة الدواء التي لا يحتمل فيها المجازفة بالمواصفات والمقاييس لارتباطها بحياة الانسان ليصبح بذلك معتركا آخر تدور في فلكه هيئة الامدادات الطبية والمعروف انها هيئة حكومية مناط بها مد البلاد بالادوية.. بشرط ان تخضع لقانون الادوية والسموم لعام 9002م وعلى ان تكون تلك الادوية مسجلة بالمجلس القومي للادوية والسموم حسب مواد القوانين التي تنص على ذلك. ٭ لكن ما حدث هو ان الامدادات الطبية شرخت هذا القانون باستيراد ادوية غير مسجلة ومن منظمات اجنبية مثل منظمة IDA الهولندية التي تعتبر بمثابة «سمسار» للادوية الرخيصة من الدول التي ليست لها رقابة دوائية محكمة مثل «الهند وباكستان وبنغلاديش» المنظمة وبحسب ما كشفته لنا المصادر تقوم بمد دول افريقيا بتلك الادوية في شكل اغاثات وانه لا يتم استخدامها في الدولة موطن المنظمة «هولندا» او في بقية الدول الاوربية الاخرى. ٭ وعندما اطلعت على التحقيق ودققت النظر في الوثائق المرفقة والتي تؤكد كل ما جاء من معلومات حول تجاوز هذه الهيئة التي سبق وان تجاوزت قبل اكثر من عشرة اعوام في استيراد المحاليل الوريدية والتي كشفتها صحيفة «الرأي الآخر» وساقتها الهيئة الى ساحة المحاكم وكسبت القضية بعد ان استمرت لمدة حول كامل وعرفت وقتها بقضية محاليل كور الهندية. ٭ دققت وقد ضجت كل مشاعر الاستنكار والهلع والخوف والغضب في داخلي وتساءلت في حيرة مشنوقة بحبال الاسى والحزن.. هي وصلت حد الدواء.. عرفنا المعلبات والعدس والارز هي حصلت الدواء يا للعار!! هانت حياة اهل السودان امام تحقيق التطلعات اللا مشروعة في زمان سوداني ترقد بين احشاء حكامه كبد من حديد.. على اهل السودان الا يمرضوا واذا اصروا على المرض فليموتوا بالمرض وهذا افضل من الموت بالدواء.. هذا مع تحياتي وشكري