أرجو أن أقول للأخ عبد المنعم عبد القادر أنني سوف أجيب على نقاط محددة في هذا الموضوع، لأن الملاحظ أن معظم ما كتبه عن هذا الموضوع اذا تمعن القارئ الكريم يجده مكرراً، ويظهر ان الأخ عبد المنعم اختلط عليه الأمر، لان الهدوء في تناول المواضيع يضع النقاط فوق الحروف تماماً، ويعطي القارئ الحقيقة الواقعة.. الأخ عبد المنعم أراد ان يخلط المواضيع حتى لا تكون الحقيقة واضحة.. ٭ تكلم وكتب الأخ عبد المنعم بجريدة «الصحافة» الغراء بالعدد 6508 بتاريخ 5/9/2011م عن هيمنة الطائفية على الحزب، وقد أشار فعلاً لسيادة الميرغني بأنه الموجه وأنه المسيطر على الحزب، وبأنه سوف يورث ابناءه الحزب، وطبعاً هذا كلام فيه تشفٍ وحقد وفيه حسد، وأرجو ألا يكون ذلك. وأرجو أن أذكر الأخ عبد المنعم وهو صحافي عندما أراد أن يسافر لحضور مؤتمر القاهرة، وقد قام بمقابلة اللجنة المكلفة بهذا الأمر، وبالفعل رفضت اللجنة أن يسافر.. وقام بالاتصال بي وشرح لي ما دار بينه وبين اللجنة المذكورة... فلم أتردد بل قمت بالاتصال الفوري بمولانا السيد محمد عثمان الميرغني وهو بالقاهرة وشرحت لسيادته موقف الاستاذ عبد المنعم، وما كان من سيادته إلا ان وجه بقيام الاستاذ عبد المنعم لحضور المؤتمر. والسيد محمد عثمان في ذلك الوقت لا يعرف عبد المنعم، وعبد المنعم نفسه يقرُّ بأنه لم يقابل مولانا الميرغني في حياته. وعند وصوله القاهرة قام بتحية مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ضمن عدد من الصحافيين، وكنت آنذاك موجوداً، فذكرت لمولانا بأن هذا هو الاستاذ عبد المنعم عبد القادر، فعاد إليه ووقف معه برهة من الزمن وأكرمه. وهذا يا أخ عبد المنعم ما يخصك شخصياً، ألا ترى هجومك على سيادة الميرغني ليس في مكانه.. لأن هذا تطاول لأن المراغنة منذ الاجداد هم تاريخ هذا البلد وهم اصحاب الرأي الفاصل في حل كل ملمة بالبلاد أو العباد. ٭ يا أخ عبد المنعم، ما كتبته عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وحسب عنوان موضوعك، فإنك كنت فيه بعيداً عن الواقع أو انك لا تعلم شيئاً عن السياسة أو انك لا تحضر كل الاجتماعات التي تخص الحزب، وأنك قصدت دكتور الدقير في مسألة، أو أنهم بعدوا عن الحزب لمواقف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني.. ولكن أرجو أن أؤكد لك أن دكتور الدقير وهو السياسي والأديب، قام بمقابلة مولانا الميرغني لربما عدة مرات شارحاً له مساعيه بتوحيد الحزب، وهذا العمل لا ينطبق على ما كتبته، لأنه عمل جليل وعمل وطني، وإن ما كتبته فيه الفرقة والشتات للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) وحتى كلمة الأصل لم تضعها في موضوعك غير مرة أو مرتين. ٭ وعن حديثك عن الزعيم الأزهري.. فإن آل الميرغني والمنتسبين للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل جميعهم يجلون سيادة الزعيم الأزهري - وكان الزعيم الأزهري وهو رئيس مجلس السيادة في ذلك الوقت ملازماً لأبي الوطنية مولانا السيد علي الميرغني - طيب الله ثراه. ولا ننسى حديث الزعيم عندما قال اذا وقعت بنا واقعة لا يعالجها ويحلها إلا ذلك الأسد الرابض بحلة خوجلي.. هذا رأي وحديث الزعيم الأزهري، كما وصف الزعيم الأزهري نفسه السيد محمد عثمان بأن هذا الشبل من ذاك الأسد.. فهل هنالك مقارنة بما سطرته في هذا الموضوع؟ وأرجو أن أذكر نعم أذكر، الأستاذ عبد المنعم بأنه عندما توفى الزعيم الأزهري طيب الله ثراه والجموع محتشدة حول المقابر وطائرات نظام النميري تحلق في السماء والقوات النظامية تملأ الشوارع.. ماذا كان في خطاب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني إلا تذكر (ان مبادئ الأزهري لن تنهار، وسوف ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة).. ماذا تقول يا أخي عبد المنعم.. أعود مرة أخرى لأذكرك بأن مولانا الميرغني له مواقف رجال وفضائل أعمال، لأنه متجرد لخدمة بلاده ولا يريد جاهاً ولا سلطاناً ولا توريثاً، لأن الميرغني غير محتاج لما تعنيه.. واننا قابعون في دورنا وفي بلادنا ومولانا الميرغني يحمل هموم شعبه وليس كما تقول يذهب هنا وهناك، ولكنه يجتمع هنا وهناك، ويقابل رؤساء وملوك وامراء الدول الشقيقة والاقليمية والدولية شارحاً أمور بلاده، ولا يخفى علينا جميعاً نضاله وكفاحه من أجل الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان السوداني.. والآن مولانا الميرغني يواصل الليل بالنهار لمعالجة كل الأمور العالقة بالحزب.. وهنالك اللجان التي تم تكوينها منذ أمد بعيد تعمل ليلا ونهارا لترفع تقاريرها لانعقاد المؤتمر العام للحزب الاتحادي الديمقراطي. الأخ عبد المنعم أرجو أن أذكرك بأنك كنت لا تغيب عن جنينة السيد علي.. بل أننا في كثير من الأحيان نفتقدك عندما لا تحضر.. هل غشيتك غاشية أما ماذا حدث؟ وآمل يا أخ عبد المنعم عبد القادر ان يعود الصفاء والود بيننا، وان يكون الرشد في كل الأمور هو النبراس المضيء للحروف والمكان والمواضيع التي تُنشر في الصحف السيَّارة.. لأن القارئ يجب أن يستفيد مما نكتبه، وأن يعمل بما نطرحه عليه.. لأن الانسان السوداني صاحب حضارة وعلم وصاحب إنارة وفهم. مع خالص تحياتي وودي لكم. والله المستعان.