نجحت حملة مقاطعة اللحوم التي انطلقت امس في تخفيض أسعارها بشكل لافت في بعض الأسواق، ونفذت حماية المستهلك حملة لمقاطعة اللحوم تحت شعار «الغالي متروك» لمدى ثلاثة أيام متتالية وكثفت وجودها في الأسواق الرئيسية مستخدمة مكبرات الصوت وملصقات توزع على المارة تدعو لعدم شراء اللحوم حتى تقوم الجهات ذات الصلة بتخفيض وتوحيد السعر. وانخفضت أسعار اللحوم في بعض الاسواق وتراوح سعر كيلو العجالي ما بين 14 إلى 18 جنيهاً بدلاً عن 24، وبلغ سعر الضأن 28 جنيهاً بدلاً عن 32 جنيها. واعتبر الأمين العام لحماية المستهلك ياسر ميرغني أن خفض أسعار اللحوم إلى هذا المستوى نجاح كبير للحملة وأن ذلك كان أمراً مفاجئاً وفوق التوقعات، ممتدحاً ما أسماها الوقفة القوية للأجهزة الإعلامية. وأبلغ شبكة الشروق أن نجاح الحملة في اليوم الأول أكبر محفز لاستمرارها خلال الأيام المحددة مع توسيع أهدافها ومحاربة الغلاء الذي طال السلع الاستهلاكية قائلاً: «سنحارب جميع الجشعين». واستهجن ميرغني الغلاء الذي صاحب أسعار البقوليات صباح امس، مؤكداً أنه استغلال سيء للحملة التي تهدف إلى إراحة المواطنين وإزالة رهق الصرف عن كاهلهم. وقال طالما أن المستهلك لدية إرادة التغيير سيستطيع بموجب تحركات بسيطة خفض جميع الأسعار، مؤكداً أن حماية المستهلك ستطالب لاحقاً بتحديد سعر خراف الاضاحي. وأوضح أن الحملة سيتمخض عنها تنظيم لقاء للمسؤولين في وزارتى الثروة الحيوانية والتجارة وشعبة مصدري اللحوم وتجار الماشية وحتى الضرائب للتشاور حول إمكانية تثبيت السعر المناسب للحوم في الفترة المقبلة التى تتزامن مع الأضحية ،وبحث عملية إلزام الجزارين بوضع ديباجات الأسعار للمفاضلة في السعر بين السلع حيث إن المفاضلة حق مشروع تكفله حقوق المستهلك. وآثرت المجموعة التي تدعو لمقاطعة اللحوم التواجد في أطراف السوق المركزي حتى لا يحصل أي احتكاك بينها وبين الجزارين ولكنها أوصلت صوتها للمشترين عبر مكبرات الصوت. ونقل مراقبون ملاحظات عن اليوم الأول لحملة المقاطعة مؤكدين أنها نجحت بشكل مؤقت في خفض أسعار اللحوم لكنها فشلت في ذات الوقت في حمل المواطنين على مقاطعتها بالاجماع. واعتبر مواطنون أن الحملة تخص مجموعة من المترفين يشكل غياب اللحم عن مائدتهم هماً كبيراً في حين أن الغالبية من الأسر السودانية تتخذ «مرقة ماجي» بديلاً لها ولا تحلم بربع لحم إلا بما تجود به الأسر الخيرة في عيد الأضحى. وقال أحد المواطنين في استطلاع للشروق إنه لم يتذوق لحما أبيض أو أحمر منذ 20 عاماً، ومع ذلك يتمتع بصحة جيدة ويعيش كما يعيش الآخرون. وانتقد البعض التركيز على سلعة اللحوم مع أن غلاء الأسعار طال كافة السلع الاستهلاكية التي تعد أكبر هم لبعض الأسر مثل الدقيق والعيش والسكر والتي فشلت الدولة في ضبط أسعارها.