نجحت حملة مقاطعة اللحوم التي انطلقت الأحد في تخفيض أسعارها بشكل لافت في بعض الأسواق لكنها لم تحد المواطنين عن شراء الصنف الذي يعد مهماً للغاية في المائدة السودانية، وشهدت المحال اكتظاظاً كبيراً بالزبائن. وأكد مواطنين في السوق المركزي انخفاض أسعار اللحوم وتراوح سعر كيلو العجالي مابين 14 إلى 18جنيهاً بدلاً عن 24 وبلغ سعر الضأن 28 جنيهاً بدلاً عن 32. لكن بعض المواطنين أكدوا شراء لحوم بنفس السعر القديم من الجزارات المتفرقة في أحياء الخرطوم مايؤكد وجود تباين في الأسعار، وعزا تجار السوق المركزي الانخفاض إلى شراء الذبيحة بأسعار مخفضة. وبالمقابل نفذت حماية المستهلك صباح الأحد حملة لمقاطعة اللحوم تحت شعار "الغالي متروك" لمدى ثلاثة أيام متتالية وكثفت وجودها في الأسواق الرئيسية مستخدمة مكبر الصوت وملصقات توزع على المارة تدعو لعدم شراء اللحم حتى تقوم الجهات ذات الصلة بتخفيض وتوحيد السعر. عدم احتكاك ونقل شهود أن المجموعة التي تدعو لمقاطعة اللحوم آثرت التواجد في أطراف السوق المركزي حتى لا يحصل أي احتكاك بينها والجزارين ولكنها أوصلت صوتها للمشترين عبر مكبرات لم تحدهم من الحصول على الكميات التي يريدونها وأكد أن بعض التجار استغلوا الحملة الوليدة وسارعوا لرفع أسعار البقوليات حيث وصل سعر كيلو العدس إلى عشر جنيهات بزيادة ثلاث جنيهات عن السعر السابق. واعتبر الأمين العام لحماية المستهلك ياسر ميرغني أن خفض أسعار اللحوم إلى هذا المستوى نجاح كبير للحملة وأن ذلك كان أمراً مفاجئاً وفوق التوقعات، ممتدحاً ما أسماه الوقفة القوية للأجهزة الإعلامية. وقال بأن نجاح الحملة في اليوم الأول أكبر محفز لاستمرارها خلال الأيام المحددة مع توسيع أهدافها ومحاربة الغلاء الذي طال السلع الاستهلاكية قائلاً: "سنحارب جميع الجشعين". استغلال سيء مراقبون: حملة المقاطعة نجحت بشكل مؤقت في خفض أسعار اللحوم واستهجن ميرغني الغلاء الذي صاحب أسعار البقوليات صباح اليوم، مؤكداً أنه استغلال سيء للحملة التي تهدف إلى إراحة المواطنين وإزالة رهق الصرف عن كاهلهم. وقال طالما أن المستهلك لدية إرادة التغيير سيستطيع بموجب تحركات بسيطة خفض جميع الأسعار، مؤكداً أن حماية المستهلك ستطالب لاحقاً بتحديد سعر خروف الأضحى. ونقل مراقبون ملاحظات عن اليوم الأول لحملة المقاطعة مؤكدين أنها نجحت بشكل مؤقت في خفض أسعار اللحوم لكنها فشلت في ذات الوقت على حمل المواطنين على مقاطعتها وعدم تناولها لثلاثة أيام. ومن ناحية ثانية اعتبر مواطنون أن الحملة تخص مجموعة من المترفين يشكل غياب اللحم عن مائدتهم هماً كبيراً في حين أن الغالبية من الأسر السودانية تتخذ "مرقة ماجي" بديلاً لها ولا تحلم بربع لحم إلا بما تجود به الأسر الخيرة في عيد الأضحى. وانتقد البعض التركيز على سلعة اللحوم مع أن غلاء الأسعار طال كافة السلع الاستهلاكية التي تعد أكبر هم لبعض الأسر مثل الدقيق والعيش والسكر والتي فشلت الدولة في ضبط أسعارها. وعزا الجزارون ارتفاع الأسعار إلى الحرب الدائرة حالياً في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان باعتبارها مناطق غنية بالثروة الحيوانية.