أكثر من «ثلاثة» أشهر ظلت جنوب كردفان تنتظر «انعقاد مجلس الولاية التشريعى المنتخب» ،كما ظلت تنتظر وعود الوالي المنتخب من خلال خطابه الذى يناقشه المجلس بجلسة اليوم ، لتلبية تطلعات مواطنى الولاية ، وفاء بوعده والتزاماته وتعهداته التى قطعها أمام مواطنيه ابان حملته الانتخابية ، فقد أبرزت الحرب أصالة معدن أهل جنوب كردفان ، رغم حملات الاستقطاب الواسعة سياسيا ل«لمؤتمر الوطنى والحركة الشعبية» خلال عهد الشراكة والتشاكس ،التى فرقت بين أفراد الأسرة الواحدة وأوقعت القطيعة بينهم ، فاحترقت الولاية واهتز نسيجها الاجتماعى القوى المترابط ،فتقاتل الأشقاء ،والأب وابنه ،والبنت وأسرتها ، وتفرقوا ما بين قتيل وجريح ومشرد ومفقود ومطلوب للعدالة وآخر مهدر دمه ،فقد أقعدت الحرب اللعينة الولاية تنمويا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا . تسمية لجان المجلس اكتملت الجلسة الاجرائية لمجلس جنوب كردفان التشريعى وأصبح ابراهيم محمد بلندية «رئيس المجلس التشريعى السابق» رئيسا منتخبا ،فاطمة عثمان بخيت «نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشؤون المرأة والطفل » نائبا ،أحمد محمد مختار كالى «عضو مجلس شعب سابق» رائدا ،الدكتور/آدم جاروط «خبير فى الحكم المحلى والتخطيط» لمفوضية المشورة الشعبية ،قادم بابكر«موظف بأمانة الحكومة» للجنة الحكم المحلى ، علي اسماعيل حمودة «منسق الدفاع الشعبى بالقطاع الغربى» للجنة الاعلام والشباب والرياضة ،محمد حسن عبدالله عزو«معتمد برئاسة الحكومة» للجنة القانونية ،عبدالله حمدان حامد «نائب المدير العام التعليم بالقطاع الغربى» للجنة التعليم ،اللواء بندر «معتمد ليلك السابق» للجنة الأمن ،ايدام أبو شعيرة للجنة الزراعة ،عنايات علي الطاهر «رئيسة اتحاد المرأة بالعباسية» للجنة المرأة والطفل ، مضوي أحمد مضوي «بالهيئة الخيرية» للجنة الشؤون البرلمانية ،فيما أرجأ المجلس تسمية رئاسة لجان «الاقتصادية ،الصحة والتخطيط العمرانى » لوقت لاحق فى انتظار عضوية الحركة الشعبية . مشاركة واسعة للجميع بدا والي الولاية المنتخب مولانا أحمد محمد هارون فى أفضل حالاته وهو يقدم خطابه أمام فاتحة أعمال المجلس التشريعى ، رغم الأرق والضغط السياسى الداخلى الذى واجهه داخل المؤتمر الوطنى ، وهو يعلم أن المجلس جاء ليتقاسم معه الحمل الثقيل الذى كان يحمله لوحده ، وقد بذل هارون جهودا حثيثة وخطوات جادة لأجل اقناع من غرر بهم الانضمام لركب السلام ، ولكن أبت أيادى الغدر والخيانة الا أن ترسل تهديداتها ووعيدها ،دون اكتمال اللمسات الأخيرة ، ولن يذهب هذا الجهد هدرا وليس ببعيد «فأما الزبد فيذهب جفاء ويمكث فى الأرض ما ينفع الناس »، فكان خطاب الوالي ضافيا وقد جدد الدعوة لحملة السلاح الانضمام الى ركب السلام ،الا انه أيضا حذر من التلاعب بأمن ومكتسبات الولاية ، تعهد هارون بتحسين الأوضاع والحكم والتعاون والتكاتف مع جميع الأحزاب والقوى السياسية بالولاية من أجل مشاركة واسعة للجميع وقوية بالتشريع وتكوين جبهة وطنية واحدة متحدة ، وللأحزاب والقوى السياسية بجنوب كردفان مواقف مشرفة ،وقد ظلت تعمل باستقلالية كاملة عن رئاستها بالخرطوم فالتزمت ابان فترة الانتخابات وطيلة فترة الحرب ،بالحفاظ على وحدة أهل الولاية لأجل تحقيق المصلحة العامة . موجهات عامة وقد اشتمل خطاب الوالي على عدد من الوجهات العامة تتمثل فى صيانة أمن واستقرار واستدامة السلام وردع الخارجين عن القانون ،فقال هارون «لن نغمد السيف مشهرا أمام الحق دفاعا عن النفس والوطن ولن نقفل بابا للحكمة للأوبة للحق»، كما تعهد هارون بتنفيذ المشورة الشعبية دون ارتهان الارادة السياسية بالولاية لأحد ،ولا لارادة فئة باغية تنكرت لأهل الولاية،والتزم الوالي بالوفاء التام بالعهد لجماهير الولاية ،سعيا لتنفيذ ما وعد به ابان حملته الانتخابية ،التأكيد على هدف قومية الحكم واشراك الجميع فى تحمل المسؤولية ،اعلاء الحكم الراشد فى شأن الولاية ،تقوية البناء والقدرة المؤسسية ،الاستجابة لرغبة القطاع الواسع من أبناء القطاع الغربى لعودة «ولاية غرب كردفان »،مراجعة تكوينات الحكم المحلى وفق حوارات واسعة وفق القانون والمتغيرات الادارية ،تعزيز سلطة القانون وتقوية منظور الادارة الأهلية ،العمل على حل قضية أبيى وفق قوميتها على أن تحفظ لأهل المنطقة حقوقهم فيها . تنمية واستثمار تعهد الوالي بأن يجعل من الولاية قطبا للتنمية الأولى بالسودان عبر تنفيذ عدد من مشروعات البنى التحتية والطرق وقد بلغ طولها حتى الآن «2509» كيلو متر ، وأن تكون الولاية الأولى فى مجال التوليد الكهربائى غير المائى ،وفى مجال الزراعة والرعى والاقتصاد ،العمل على تشجيع صناعة الأسمنت وغزل الأقطان والأسمدة والكيماويات ،وتحسين النسل وتحديث وتطوير الرعى عبر ادخال نموذج المزارع الرعوية لتقليل نسبة الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة وما تسببه من كوارث واحتقانات ،تشجيع الاستثمار وترقية البيئة الاستثمارية لجذب المستثمرين ،العمل على تشجيع السياحة ومراعاة الجوانب البيئية ،أما فى مجال الأراضى ،العمل على استعجال قيام المفوضية الولائية للأراضى وخلق حوار وطنى حول الأراضى بالولاية تحفظ حقوق المواطنين ولفتح فرص للاستثمار مع عمل التشريعات والسياسات الضرورية اللازمة وترقية وتخطيط مدن الولاية . الخدمات الأساسية اشتمل خطاب الوالي على الاهتمام بالتعليم الأساسى والثانوى كما ونوعا ،واعادة فتح نظام الداخليات فى المدارس الثانوية والرحل ،واعداد مناهج توائم بين المنهج القومى وخصوصية الولاية وانسانها ،والتوسع فى التدريب والتأهيل التقنى والفنى ،والتوسع فى الجامعات ،وفى مجال الصحة ،التوسع فى الخدمة الطبية والعلاجية وتوطينها داخل الولاية ، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من مياه الشرب للانسان والحيوان بالمدن والريف ،وادخال شبكات الكهرباء لها . التنمية البشرية وفى مجال التنمية البشرية اهتم الخطاب بالشباب والطلاب وبناء قدراتهم ورعايتهم وافساح المجال لهم ورعاية الخريجين عبر مشروع تشغيل الخريجين ،وخلق فرص للتوظيف الحكومى وغير الحكومى ،مع التميز الايجابى لأبناء الولاية فى قطاع البترول ،وخلق مشروعات انتاجية رائدة ،وتنمية المرأة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحفظ حقوقها وتنمية مهاراتها وحفظ ورعاية وصيانة الطفل ،ورعاية الثقافة الاجتماعية مع التدريب والتأهيل ،ورعاية العادات والتقاليد وحفظ موروثات الولاية الثقافية والاجتماعية وابراز التعدد النوعى والثقافى وابرازه ولائيا وقوميا وتعزيز الهوية والمواطنة ، ومراعاة حقوق غير المسلمين ،والاهتمام بالرياضة وتنمية كرة القدم والمصارعة وألعاب القوى ورعاية الموهوبين. الأحزاب تشيد بخطاب الوالي أكد الزبير كرشوم « المؤتمرالشعبى »بالولاية أن مزكرة الاحزاب والقوى السياسية تضمنت ايقاف الحرب والجلوس للتفاوض ومازلنا ماضين فى ذات الدعوة ، وقال ان الوالي منح الأحزاب تفويضا للاتصال بالحركة الشعبية ،أما بخصوص خطاب الوالي قال كرشوم عنه كان خطابا شاملا ويلبى طموحات أهل الولاية . ومن جانبه قال اسماعيل بدر ناشط سياسى،ان خطاب الوالي جاء شاملا ولكنه يعتمد فى تطبيقه على أرض الواقع على نسبة مشاركة الأحزاب ، فيما قال صالح ككي رئيس الحركة الشعبية بالولاية «التغيير الديمقراطى » ان خطاب الوالي جاء شاملا ونعتبره فاتحة خير لأجل تطور انسان الولاية ،مؤكدا أن تحالف الأحزاب والقوى السياسية بالولاية مازال يواصل اتصالات جادة لالحاق أعضاء الحركة الشعبية المنتخبين بالمجلس ليقرروا بأنفسهم مابين الائتلاف أو المعارضة لأجل المصلحة العامة .