٭ قد لا يكون للدكتور كمال عبيد وزير الاعلام ادنى أهتمام في لائحة البرتو فرنانديز القائم بالاعمال الاسبق في السفارة الامريكيةبالخرطوم ندخله ضمن الاسماء ورموز السودانية التي ظهرت في النشرات والتقارير التي بثها موقع ويكليكس عن تلك السماء والمعلومات التي ادلوا بها للقائم وهم بذلك يظنون انهم يحسنون صنعاً وعدم الاهتمام به او عدم دخوله تلك القائمة ليس لأن الدكتور كمال عبيد حالة استثنائية أو أن القائم بالاعمال الامريكي فشل في استخلاص بعض المعلومات منه لأنه محصن ضد الاختراق من قبل تلك الجهات التي تبحث عن المعلومات وتوظفها فيما بعد لصالح اهدافها وتكون (حجراً) تصيب به اكثر من (عصفور) ما حدث من تلك التسريبات التي ظهرت حتى الآن والتي أظهرت مدير الامن المخابرات السابق صلاح قوش بأنه رجل قوي في لقاءاته مع المسؤولين الامريكيين والتي قال فيها ان تعاونه مع السي أي ايه (CIA) لمدة تسع سنوات لم يرفع اسم السودان من قائمة الارهاب، وأظهرت تلك التقارير دبلوماسية غازي صلاح الدين في التعامل معهم وان اعتبرها البعض ان غازي انتهج سياسة (مسك العصا من النص) حتى لا يغضب طرف على حساب الآخر. وأظهرت تلك التقارير المنشورة سياسة المهادنة التي انتهجها د. مصطفى عثمان اسماعيل خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الولاياتالمتحدة والتطبيع مع اسرائيل وان سماها البعض سياسة (الانبطاح) او ادخلها بعض المتشددين في خانة (العمالة) وان كانت هذه كبيرة على امثال د. مصطفى عثمان ولكن تختلف القراءات لهذه التقارير كل حسب اتجاهه وعلمه وفهمه للواقع السياسي والشخوص محل هذه التسريبات. وكما اشرنا ان الدكتور كمال عبيد كان بعيداً عن تلك الاسماء والشخصيات التي كانت محور لقاءاتها مع القائم بالاعمال الاسبق في السفارة الامريكية البرتو فرنانديز ويبدو ان هذا البرتو الذي يجيد التحدث باللغة العربية يعرف من اين يأخذ معلوماته وقد ساعدته معرفته بالعربية في الحصول على المزيد من المعلومات خاصة من الذين لا يتحدثون غير العربية واستطاع ان يوظف هذه الميزة في جمع المعلومات والتأكد من صحتها من خلال لقاءاته مع بعض المسؤولين وكأنه خبير في الشأن السوداني بكل هذه التفاصيل التي تدهش ذلك المسؤول السوداني فيقع في ذلك الفخ الذي نصبه له هذا البرتو فرنانديز ويؤكد صحة تلك المعلومة وينفي أخرى لتدخل تلك المعلومات في (غربلة) جديدة في غربال أكثر دقة. ولكن عبيد نجا من تلك القائمة لأنه لم يكن هدفا أمريكياً في الاصل لأن الدكتور عبيد دخل الي السياسة عن طريق (الطبشيرة) وكما هو معروف في الاصل (معلم) وهو واحد من قائمة لمعلمين الذين دخلوا السياسة مثل الشيخ يس عمر الامام في الحركة الاسلامية د. تاج السر محجوب من حزب الامة والذي دفعت به الحكومة ليكون على رأس المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي المعني أصلاً بنهضة الأمة ولكن كان الفشل على قصةٍ وحكايةٍ واحدة يكررها في الاجتماعات واللقاءات التنويرية وهى قصة حارس البوابة (الخفير) في ماليزيا والذي حدثه عن النهضة الماليزية واعتقد تاج السر ان محدثه شخصية استراتيجية مهمة في ماليزيا واتضح في نهاية الامر انه بواب ليس إلا، فكيف بالله تعتمد الحكومة على تنفيذ نهضتها على رجل مثل هذا، ويبدو أن الحكومة فطنت لهذا الامر مؤخراً ودفعت به الى السلك الدبلوماسي لعله يجد خفيراً من دولة اخرى يحفظ تاريخ نهضة بلاده ليأتي تاج السر ليقدمه لنا نموذجاً في بناء الأمم. والدكتور كمال عبيد غير بعيد من تاج السر محجوب وان كان افق بعض (المعلمين) لا يتجاوز الفصل الذي يقف فيه والمنهج الذي يدرسه ويحفظه عن ظهر قلب بكثرة التكرار. ولا يستطيع ن يتعداه مهما حاول ذلك جاهداً فاذا سقط الدكتور كمال عبيد من الحسابات الامريكية وقد لا تعد هذه (محمدة) أو في صالحه لأن الامريكان يستهدفون الشخصيات (المؤثرة) دائماً وكما وضح من الشخصيات التي ظهرت والتحليل الامريكي لبعضها. ولكن كمال عبيد لم يسقط من الحسابات الوطنية او المحلية خاصة بعد تلك الكلمات التي كتبها الزميل ضياء الدين بلال في السوداني في حق الدكتور وطالب بإبعاده من وزارة الإعلام في عهد الجمهورية الثانية وإسناد أمر الوزارة الى الاستاذة سناء حمد العوض وزيرة الدولة بالاعلام لتواصل المسيرة خاصة بعد الاداء المشرف لها بعد انفجار الاوضاع في ولاية النيل الازرق. واعتبر البعض ان هذه الكلمات هى مؤشر اولي لإبعاد عبيد من الوزارة وتصعيد سناء حمد على حساب عبيد لإعتبارات لم تكن (الجغرافية) واحدة من الاسباب لأن عبيد وسناء من (جغرافية واحدة) وايضاً لهم دراسات عليا في اتجاه واحد، سناء لها دراسة في العلاقات السودانية الامريكية من جامعة الخرطوم وعبيد له دراسات عليا في العلاقات السودانية التشادية ومن هنا يتضح الفرق الكبير بين أمريكا وتشاد. وان كان منهج البحث في الدراستين لا يختلف كثيراً. ومن باب هذه الدراسة دخل كمال عبيد الى السياسة في أمانة العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني بينما دخلت سناء عن طريق التصعيد الطلابي والشباب مدعومة برضاء بعض الشخصيات النافذة عن أدائها ومن هنا أيضاً يتضح الفرق بين عبيد وسناء. وان كان الفشل لم يفارق (المعلم) تاج السر محجوب في تنفيذ الاستراتيجيات الى ان غادر المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي فان الفشل لا زال يحيط بالدكتور كمال عبيد، حيث تتصاعد المشاكل في المؤسسات الاعلامية ولاول مرة في عهد التلفزيون يعتصم العاملون أمام مكتب المدير مطالبين باستحقاقاتهم ومتأخراتهم ولاول مرة يحدث مثل هذا التذمر في مؤسسة إعلامية يفترض ان تقود المجتمع وتوجه الرأى العام وفق سياسة إعلامية محكمة وخطة مدروسة تصل بالمشاهد الى غايات تساعد الحكومة والتي يعتبر د. كمال عبيد ناطقا باسمها، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، وغير بعيد من التلفزيون فان حالة الاذاعة تحتاج لتدارك خاصة بعد ذلك المقال الذي كتبه السر السيد في صحيفة الاحداث عن الاوضاع الإدارية المتردية في الاذاعة وبدلاً من ان تقوم الاذاعة بدراسة المقال والوقوف على النقاط التي جاءت فيه بغية الاصلاح، بل كون مدير الاذاعة لجنة تحقيق لكاتب المقال والذي يعتبر في درجة وظيفية متقدمة في هيكل الاذاعة، ويبدو انه كتب مذكرات وتحدث في اجتماعات داخلية عن اصلاح الاوضاع في الاذاعة ولم يجد اذناً صاغية واتجه بعد ذلك الى الصحافة ليطلق صرخته الى المسؤولين، ولا اعرف اذا كان الوزير كون لجنة تحقيق للتأكد من صحة ما كتبه السر السيد في هذه الاوضاع الإدارية في الاذاعة ام لا؟ فالاذاعة والتلفزيون رأس الرمح في العملية الإعلامية التي تريد الحكومة بها الخروج من هذا المأزق الذي يضعها فيه المجتمع الدولي لتفكيكها او اسقاطها بمعاونة بعض الخارجين من أهل السودان لكن كيف يحدث هذا والاذاعة والتلفزيون في هذه الاوضاع الإدارية المتردية والصحف اشارت الى ان التلفزيون ساعة تفجر الاوضاع في النيل الازرق والمواطن يواجه الموت والحكومة تطعن في شرعيتها وهيبتها فان التلفزيون في تلك اللحظات يبث اغاني وبرامج لا علاقة لها بالواقع في النيل الازرق والتمرد يخلع (خنجره) من (خصر) جنوب كردفان ليضعه في (ظهر) النيل الازرق. وغير بعيد فان الحالة التي وصلت اليها (الصحافة الرياضية) في السودان ايضاً تجبر الدكتور كمال عبيد الى ان يفعل شيئاً.. عشرات الاطنان من الورق والاحبار وأجهزة الحاسوب وماكينات الطباعة ودور التوزيع تسهم يومياً في نقل الشتائم والنبذ والإساءات الشخصية لم تنفع انذارات وعقوبات مجلس الصحافة في الحد من وقف سيل هذه الشتائم والإساءات والتعرض الشخصي لزملاء المهنة أو بعض رموز الوسط الرياضي. أما اكان أجدى ان توظف هذه الاموال التي تصرف في اطنان الورق والاحبار وأجهزة الحاسوب وماكينات الطباعة ومرتبات العاملين ان توظف في شيء مفيد للسودان بدلاً من توظيفها للشتائم والسباب من خلال الصحافة الرياضية.؟ ولا نقول كما قال الزميل ضياء الدين بلال بأن يعود د. كمال العبيد الى جامعة افريقيا من حيث أتى ولكن فرصة الاصلاح لا زالت تقع على عاتق كمال عبيد ان بقى في الوزارة او خرج منها في التعديل المرتقب، حتى يكفر عن سيئات ذلك الوضع الذي استفحل في عهده.