لا يختلف إثنان حول اهمية العرض الجيد للمنتجات التي تعتبر أساس التسويق لذا أصبح الاعلان سيد الموقف في أية عملية تسويقية ليتبارى المعلنون في الترويج لبضاعهتم بغرض تحقيق اكبر قدر من البيع ويختلف الاعلان ما بين المباشر الى الذي يتم عبر فكرة درامية محبكة ومشوقة يستخدم فيه كبار نجوم السينما والرياضة ترصد لها اضخم الميزانيات. في السودان ظل امر الاعلان في المؤخرة ولا زالت العقلية الاعلانية تحبو وتتحفنا بأفكار اقل ما توصف به انها باهتة وضعيفة في مجالي الاعلان التلفزيوني الاذاعي.. اما طريقة عرض البضائع في الاسواق السودانية فحدث ولا حرج خاصة الازياء النسائية التي صارت تعرض بطريقة تدعو للاشمئزاز ووفق نهج لا يراعى فيه الباعة المظهر العام وحياء اهل السودان فاساء اولئك الباعة استخدام المانيكان ذلك المجسم الذي يستخدم كوسيلة للعرض حول العالم ولكن بشكل مقنن وداخل المحال التجارية لا على ارصفة الطرقات كما يحدث هنا حيث تجد الباعة يعرضون الملابس النسائية بمختلف اشكالها على المانيكان حتى الملابس الداخلية وتعلق في مداخل المحال التجارية بطريقة فجة، والادهى والامر هو استخدامهم للمنيكان غير الكامل أي المقسم الى نصفين علوي ينفصل عن السفلي. سألت أحد الباعة مستهجنة لطريقة عرضهم أجاب قائلاً ( المانيكان يستخدم في كل العالم ولا ارى غضاضة في عرضنا للازياء النسائية عبر المانيكان) قلت في نفسي أين المسؤولية الاجتماعية لماذا اصبحنا نفكر بهذه الطريقة؟ ومن المسؤول عن هذه الفوضى التي تعيشها الاسواق؟ لماذا لا توجد ضوابط لطرق العرض وصار كل يعرض على طريقته الخاصة ونام الضمير الجمعي (وشخر) وصرنا نتحاكم بالضمير الفردي!! وهمّ المحلية هو جمع الجبايات والرسوم وبعد داك خليها تحرق!! لابد من ضبط طرق العرض في الاسواق حتى لا نشوه منظر الخرطوم العاصمة الحضارية (كما يقال) وحتى نحترم مشاعر نسائنا وحياءهن.. في جولة صغيرة داخل سوق الاستاد التقينا ببعض الطالبات الجامعيات اللاتي عبرن عن إستيائهن من طريقة العرض للملابس النسائية وقالت هيفاء عبد المنعم طالبة بجامعة السودان أنها اعتادت على شراء ملابسها عادة من سوق الاستاد مشيرة الى انها تجد فيه كل ما تبغيه إلا انها اكدت انزعاجها الشديد من طريقة العرف عبر استخدام (المانيكان)، واضافت هيفاء التجار يعتقدون انهم هكذا يجذبون الزبائن إلا انهم واهمون فهذه الطريقة في نظري طاردة أكثر منها جاذبة كما أنها تخدش الذوق العام وهى طريقة جديدة لم تكن موجودة في اسواقنا في السابق ما عدا بشكل منظم في (البوتيكات) ووصفت هويدا استخدام المانيكان بالعادة الحديثة فنحن كسودانيين لم نكن نعرف (المانيكان) وكنا نكتفي بتعليق الملابس على الشماعات ولا ادري من اين أتى بها هؤلاء. من جهتها قالت سمر عز الدين وهى ايضاً طالبة بجامعة السودان لا ارى غضاضة من استخدام (المانيكان) كوسيلة عرض ولكني اضم صوتي الى صوت زميلتي هيفاء في ان طريقة العرض بتعليق (المانيكان) الذي يتم نفخه بالهواء ويعلق على أبواب المحلات مرتدياً زياً نسائياً متحركاً حين يأخذه الهواء هذا شيء غير محترم لنا كسودانيات ويخدش حياءنا وتساءلت سمر لماذا لا تحترم خصوصية المرأة السودانية؟ ( وليه حاجاتنا ما تحترم!!) وتابعت سمر عموماً وبشكل عام (نحن بطلنا نخجل) كل يوم يمر الآلاف على هذا المنظر ولم يحرك احدهم ساكناً محتجاً على هذا التجاوز سواء كان رجلا أو امرأة بل مكتفون بالصمت والفرجة وكأن الامر لا يعنيهم في شيء. أما الباعة فيؤكدون على عدم تجاوزهم لقيم المجتمع السوداني وضوابطه وان استخدام (المانيكان) كوسيلة عرض عرف عالمي حيث يقول الزين عبد الرحمن وهو تاجر بسوق الاستاد نحن نستخدم هذه المجسمات لعرض الملابس ولا اعتقد أننا اتينا بجديد ومعظم التجار يستخدمونها فهى وسيلة عرض ممتازة نشجع الزبائن على الشراء فبدلاً من تعليق الملابس عشوائياً مما يخفي شكلها ولونها المجسمات تبين تفاصيلها بشكل ممتاز واكد الزين ان الازياء التي يعرضها على (المانيكانات) تباع بسرعة على عكس الموضوعات على (شماعات) ونفى الزين استخدامه للمانيكان في عرض الملابس الداخلية وعلق قائلاً تربيتنا تمنعنا من فعل شيء كهذا ناهيك عن عاداتنا كسودانيين فنحن شعب يحب الحشمة وأنا أب لدي بنات وأخوات وقبل هذا وذاك انا (سوداني)..!! فيما اوضح مبارك عبد القادر وهو ايضاً صاحب محل بسوق الاستاد على رفضه لاستخدام المجسمات في عرض الملابس النسائية بذلك الشكل المزعج الذي يستخدمه به زملاؤه اصحاب المحال التجارية الاخرى والفراشه وقال مبارك ولكن كما يقولون السوق ما سوق!! فيه كل شيء فيه الصالح والطالح ولكن هذه العملية تحتاج الى ضبط من قبل المسؤولين والمحليات وهي المسؤولة عن ضبط هذه التجاوزات وضرورة إحكام السيطرة على طرق العرض بشكل يتناسب وعاداتنا كمجتمع سوداني محافظ واردف مبارك (والرزق عند الله) ولا اظن ان هذه الطريقة الفجة (بتجيب) رزق!! ولكنه التقليد الاعمى للثقافات الوافدة دون مراعاة قيودنا المجتمعية!! واكد مبارك انه دائماً ما يتحدث مع زملائه التجار حول هذه القضية إلا أنهم يتمادون ويصرون على اسلوب العرض غير المقبول هذا!!