استمعت قبل فترة إلى لقاء مع أحد قادة المرور وهو يتحدث عن الركشة.. مفصلاً.. وللتاريخ أريد أن أورد هذه الحقائق التي يشهد عليها من كانوا معنا في تلك الفترة... الركشة ظهرت في منتصف التسعينيات كوسيلة مواصلات وتنقل الركاب.. قبلها كانت تعمل في مجال ايصال أنابيب الغاز المستعملة في المطبخ للمنازل والأحياء وتعمل ملحقة مع محطات الوقود وذلك لسهولة دخولها في الأزقة خاصة الأمدرمانية المعروفة.. حي السوق.. المسالمة.. حي الكاشف إلخ... قامت شركة معينة باستيراد كمية منها ووزعتها للكنائس لاستخدام الفقراء ومن اشتهر باستعمالها أهلنا الأقباط والنقادة... وهي مختصرة في استعمال الوقود وهم ناس يفهمون التعامل مع الحياة وأصحاب عقلية تجارية... ولا يحبون البذخ والفخفخة والبوبار... أدعوك لتشاهد عرباتهم يوم الأحد أو مناسبة عرس فتجد عربات بموديلات قديمة بحالة جيدة... لأنه يفهم التعامل مع العربة وعنده لها كسوة وغطاء من الشمس الحارة... والظروف المناخية ولا يتركها خارج المنزل... على عهدنا بالمرور طلب مستثمر فلسطيني لديه مصنع أن يسمح له بادخال كميات تجارية منها وقبل مغادرتي للمرور أفهم أن طلبه قد رفض حتى بواسطة مدير المرور وقتها. لا أعرف الملابسات التي جعلتها ركيزة للمواصلات العرضية وتشغل مساحة في الشارع العام والعاصمة... الركشة أو الرقشة اسمها الصحيح ركشوة وتعني باللغة الهندية العربة الشعبية والمعروف ان بالهند أغلى عربة في العالم وأرخص عربة أيضاً.. تعمل الركشة أو الركشوة في كل المدن ما عدا العاصمة... لعل الركشة لظروف انسانية أصبحت مصدر رزق للسواد الأعظم من الشعب السوداني وأغلب الذين يقودونها من الطلبة صغار السن.. وتسرب ضمن هؤلاء أصحاب الغرض والهوى وأصبحت واحدة من أداة الجريمة مثل بقية المركبات الأخرى... ولكنها تفوقها بأنها سهلة الحركة داخل الأحياء.. للاجابة على هذه الأسئلة؟! 1- هل الركوب في الركشة بمقابل مادي - نعم 2- هل تعمل في خط منظم - نعم ولا 3- هل تعمل في خدمة مواطن المحلية - نعم الاجابة؟! بهذا تعتبر عربة خدمة عامة وأسأل سؤالاً آخر؟! 1- هل يوجد سجل خاص بها وبسائقها؟ 2- وماذا يعطي رخصة موتر - ملاكي..؟ 3- هل يتم فحص الحالة الجنائية له...؟ 4- هل لديها تصديق خط من المحلية..؟ 5- هل لها لون محدد...؟ لا أريد أن أخوف الناس ولكن الركشة فنياً لا يوجد لها محور (شاسي) وهي تحمل حمولات مختلفة بشر - بضائع بجانب خطورة ان من يقودها من ليس لهم سجلات أو كروت لدى الشرطة وأن سائقها يمكن أن يتم تغييره في اليوم الواحد عدة مرات.. لا شك أن للرشكة سلبيات وايجابيات واذا تم قرار بإيقافها أو منعها ستكون لمثل هذا القرار تبعات بالرغم من عيوبها الفنية إلا انها أصبحت مصدر رزق لعدد من الأسر والبيوت السودانية ولكن لا بد من:- (أ) أن تحدد لها خطوط للعمل. (ب) خطوط عرضية وفرعية معروفة. (ج) يكون هنالك دفتر وسجل للسائق. (د) أن يكتب اسم سائقها على ظهر المقعد. (ه) يمنع نهائياً قيادتها لمن هم أقل من 18 عاماً. (و) مراجعة مسألة التأمين لركابها وعابري الطريق. وبالله التوفيق