المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليس بمقدور أحد استضعاف الاتحادي.. أو بيع الحزب وشراؤه!
القيادي الاتحادي صديق الهندي ل «الصحافة» :
نشر في الصحافة يوم 29 - 09 - 2011

وصلنا الى موعد حوارنا المضروب مع القيادي الاتحادي صديق الهندي، فوجدناه يجلس على الارض فى الصالون الفسيح مع قيادي اتحادي آخر هو السماني الوسيلة، والاخير يحتسي الشاي فى انشراح، فتبادلنا وزميلي صلاح عمر النظرات ونطق لسان صمتنا بجملة واحدة: الاتحاديين ديل دايرين يجنوننا ولا شنو!، فقبل ذلك اليوم باربع عشرين ساعة اطلق الهندي تصريحات مدوية حول «لم الشمل» ومبادرة مولانا الميرغني كان لها ما بعدها، ثم ان هذه التصريحات وضعت الهندي وحزبه المسجل، ابعد ما يكون عن زملائه القدامى فى حزب السماني الوسيلة المنشق عن حزب الهندي. لكن كل ذلك لم يمنع الرجل فى حواره معنا من ان يضع النقاط فوق الحروف ويحدد موقع حزبه الآن مما يجري فى الساحة الاتحادية، ويتحدث عن رؤيته الخاصة لكيفية تحقيق وحدة اتحادية تتخطى عقبات الواقع وتستند على اسس سليمة، وحول قضايا الراهن السياسي وفى مقدمتها المشاركة فى الحكومة.
*يوجد حالة من الشد والجذب بين الفعاليات الاتحادية المختلفة، مثالا الاصل من جهة ومجموعة تدعي انها اصلاحية رغم ان جوهرها المشاركة فى السلطة، كيف تصف ما دار بين هذه المجموعة والاصل.؟
لننظر الى الامر بشكل اعم، بعيدا عن خلاف وجهات النظر فى الحراك نفسه. الحراك فى الاتحادي طبيعي، فالحركة الاتحادية والحزب الاتحادي الديمقراطي التاريخي الكبير يعيش فى ازمة حقيقية ولكن الاحساس بهذه الازمة لم يصل لكل الناس فى وقت واحد. جاء على مراحل وظل يؤثر من خلال الشد والجذب. ولكن النقاش ظل مستمرا لان هناك حالة من الازمة وعايزه حل والازمة تتعقد. وقد ترتفع سخونة النقاش فى بعض الحالات لان الاتحاديين (مشهورين) بنقاشوا على المفتوح. لذا هذه ليست حالة معزولة لحزب دون حزب اخر داخل المجموعة الاتحادية. ولا خاصة بمجموعة تخرج او مجموعة تدخل. هى مسألة بتاعت نقاش حار وفرز للافكار والمواقف. لان من الواضح جدا يعود الحزب الى ما يؤهله لكى يقوم بالدور الوطني الذي ينتدب نفسه له. واصلاح حال الحزب لن يتم الا بشرطين الاول ان يتوحد الحزب فصائل ومجموعات وتيارات وافراد. يتوحد بشكل كامل لان الجميع ليسو مختلفين على المبادئ، والشرط الثاني ان يتم الاتفاق على ماذا يتوحد، الحزب لابد من برنامج وتحديث وفكرة تنقله للامام ، فكرة بتبعات معاصرة تناقش القضايا كما هى . اذ لا يمكن ان يعيش الحزب على التاريخ ويقتات عليه ابد الدهر. لذلك يناقش الجادون من هذا المنظور، ان هنالك ازمة لابد ان تفتح ولابد ان تجرى فيها عمليات جراحية قاسية.
*الحديث عن الاصلاح اذا ليس بجديد، فما الذي استجد الان وحرك الصامتين ؟
ان الوعى بالازمة وارادة نقاشها والتصدي لها مسألة تشبه الموجات التسونامية المتتالية، الان شملت كل المجموعات الاتحادية ايا كانت مسمياتها. توجد احزاب وصلت الامور فيها الى انقسامات.. وكلنا تعرضنا الى ذلك. بصرف النظر عمن يقعد ومن يخرج فان هناك احساسا متعاظما و مسيطرا بوجود ازمة.
*هل يفسر ذلك انطلاق الحركة الاصلاحية الاخيرة قبيل حسم مسألة المشاركة فى السلطة؟
ليس لدى فكرة، بصرف النظر عمن هم الاصلاحيون بحق: الذين خرجوا عن الحزب ام اللذين بقوا فيه. اليومين ديل توجد مسائل كثيرة مطروحة: منها اعادة توزيع السلطة فى الدول نفسها، الان يوجد ربيع عربي ممتد لا يأمن عواقبه من يجلسون على كراسي القصور الرئاسية، ومن يقبضون على رقاب الناس هنا او هناك. الان هناك روح عامة فى هذا العالم الذي نحن جزء منه، الناس ابدت عدم قدرتها على الاستمرار فى الواقع المذري الذي عاشته وتعيشه، وحتما هناك من سيدفع ثمن ذلك. لقد اضحى الناس ضحايا لملايين الافكار والتجارب الفاشلة من الشموليات المختلفة، وانعدام الحريات والفقر وما ترتب على ذلك من انعدام التقدم وموات الوعى. كل هذه الامور لا تنعزل عما يحدث داخليا عندنا.
* بعضهم يردد ان المشاركة طريق للمساهة فى اصلاح حال السودان؟
انا اعتقد ان من يريد ان يشارك فى عملية تغيير فى بلده» حقو يبدا بي نفسو»، يبدا بي حزبو ولا داير يعمله كيف؟ّ!.
*لوحظ ان الدعوة الى الاصلاح فى الموجة الاخيرة على حد تعبيرك، قد تم اختزالها فى مسائل محددة، ومنها ان الاصل ليس لديه موقف واضح من القضايا السياسية المطروحة، والمؤتمر العام و...؟
مقاطعا : خلينا نقول ان المشاركة فى الوضع الراهن تتبع لقسم السياسات الخاص باي تنظيم، وهى متغير لا يبنى عليه انسان نفسه او يؤسس حزبه « عشان يشترك فى الحكومة العريضة او الموسعة». هذا موقف سياسي عابر، لكن وين الحزب؟. يجب فى الاول ان يكون هناك حزب مؤسسي وديمقراطي وحزب قادر على تحمل مسؤولية قراره ان كان مشاركة وان كان معارضة وان كان بين بين. هذه مواقف سياسية تتغير وعابرة لا تبنى عليها الأشياء. هذه القضية ليست لها علاقة بوحدة الحزب الاتحادي وتنظيمه او تشظيه.
*ماهى رؤيتك لعملية الاصلاح فى الحزب الاتحادي الأصل؟
هذه مسألة تخصهم لانهم اصبحوا حزبا اخر، انا لا ارغب ان اناقشها على مستوى الانحياز لشخص ضد اخر، او الدخول فى معركة داخلية حزبية، نحن نحترم انهم حزب اخر وسموا انفسهم « ونحن حزب تاني».لكن فكرة الاصلاح عموما ايا كان الانسان الذي يدعيها فكرة صعبة جدا،لانها تقتضى من داعيها التنازل اولا عن اشياء كثيرة، وتتطلب فكرة بتاعت تغيير ذهني للعقلية القديمة. وكل قيادي بمقدوره ان يدعي انه اصلاحى، ولكن اين الفعل الذي يدعم هذا الادعاء؟.
واضاف : الاصلاح عند الاتحاديين يعني مؤسسية الحزب بمعنى ديمقراطيته ومؤسساته ومؤتمره، ويعني توحيده، وهاتان هم الركيزتان الاساسيتان، فهل المجموعة الاصلاحية ان كانت عندنا او فى الاصل او فى اي حزب اخر، هل ماشه على ديل ولا ما ماشه؟. ان اسهام اي مجموعة تدعي انها اصلاحية فى هاتين القضيتين يحدد انها اصلاحية لاي درجة. وانك اصلاحي لياتو حد.. لانه لاتوجد محكمة تحدد من هم الاصلاحيون ومن يدعون ذلك.
*من المعلوم انكم اتخذتم موقفا فى يوليو الماضي من الاتحادي المسجل...
مقاطعا: لا لم نتخذ موقفا، نحن الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل، نحنا قلنا فى يوليو ان الاجهزة الموجودة عفا عليها الزمن وانتهت دوراتها منذ « 2005»، وكان ينبغي ان تعقد مؤتمرات فى « 2007» و»2009» و» 2011» لتخرج منها اجهزة جديدة تكلف «ناس». لا يمكن ان يستمر هذا الامر الى الابد، فكلفنا اجهزة تمهيدية وانتقالية لتعقد المؤتمر العام، وكنا نأمل ان نقوم بهذه الخطوة مع بعض، لكن «اخوانا التانين» اصروا ان الاجهزة موجودة، وان تعيش الى ابد الدهر واصروا ان تكون التكليفات لهم دائمة، ومقدسة وهنا اختلفنا وتبادلنا عدم الاعتراف.
واضاف: نحن ابعدناهم من التكليفات التي منحناهم لها، وهم قالوا شالونا من الحزب، وشيلة الزول من الحزب ما عندها مسوغ الا من غضب،
*هل كانت الخطوة التى اتخذت ، من جانبكم، قانونية؟
نعم قانونية لان دورة الاجهزة عامان ومن الطبيعي بنهايتها ان ينتهى التكليف، لذا فان ما يعملون من خلاله الان ليس الحزب. والان مؤتمراتنا كحزب اتحادي ديمقراطي تعقد على مستوى القواعد فى كل انحاء السودان، وستستمر تمهيدا لعقد المؤتمر العام. ولا يعنينا ما سيخرج عن هذا المؤتمر او نخطط لنتائجه لتحقق مصالح شخصية. المهم ان ينتج المؤتمر ارادة القواعد الشعبية التي لا يقودها زول، لانهم اصحاب الحق الحقيقي.
*قيل من قبل ان من معوقات عقد المؤتمر العام عندكم تكلفته المالية العالية؟.
ده دعاوى ساكت.. بلاش الكلام بتاع بيكلف 4مليار، 4مليار في شنو!؟، الناس دايرين يتشاورا لمدة يومين.. عايزين مليارات ليه؟ الا اذا عايزين نعمل مؤتمر سياحي.
ضحك واضاف: موش كده. واذا جزمنا بان اي حزب مؤتمره بيكلف المليارات معناه ان السياسة اصبحت لطبقة، وليس الى عامة الشعب.. السياسة الى القادرين فقط.
*هل احسست بالظلم فى صراعكم مع المجموعة الاخرى، وهل «قهرت» ارادتكم فى المضى معهم الى نهاية...
مقاطعا: انا لا اؤمن بنظرية الضحية والشكوى واستضعاف النفس، مافي زول يستطيع ان يستضعف الحزب الاتحادي، او ان يبيعه او يشتريه. يمكن للبعض ان يبيعوا انفسهم فقط. الحزب ركيزة وطنية تاريخية يقف من ورائها اناس احرار، فمن يستطيع ان يؤثر فيهم؟. ربما بمقدور نظام ان يشيل منك حريتك كلها زي ما بشيلها من الشعب السوداني، وحتى هذا الناس بيقاوموه ويعيدوها مرة تانيه. فالحديث عن المرارة وتمثيل دور الضحية دائما، ووجود اخرين يستهدف ويتأمروا.. وانهم يمتلكون الحق المقدس والقوة والمال والنفس والمستقبل.. فارغ. لان « ربنا» وحده من يملك ذلك.
*لكن «ناسكم» يرددون ان المجموعة الاخرى وجدت دعم استقوت به عليكم من خلال ...
مقاطعا يعني من وين.. المؤتمر الوطني؟، دا واضح لكن الحزب الحاكم دا لا يستطيع ان يصنع حزبا من فراغ او يكسر الاتحادي. والاستنصار بالاخرين او الدولة ذاتو دليل على انك لا تملك حاجة كى تقدمها للناس، فهل ترغب بأن تعوض ذلك بان تأتي لهم من خلال السلطة. وهل ترغب في تقسيم السلطة والثروة داخل الاتحادي الديمقراطي بفعل خارجي يعني، من يرى الامور بهذه الطريقة يجب ان يفكر فيما تعني وتجلب من ذل!!. انا لا افهم كيف يستنصر اتحادي ويستقوى بالاخر.. المؤتمر الوطني دُعي ولم يأت لوحده، وهذا ينسجم مع « طريقته» لذا لا يجب ان يلام. وقد حضر على مستوى رئيس الجمهورية ومستويات تنفيذية اخرى.
*اذا الوطني لا يلام على ذلك؟
لقد تمت دعوته والاستنصار به وقد نصرهم.. نحن بعد ما فعله الوطني من حقنا ان نحدد اين نقف فى مواجهته، هذا حقنا بعد ذلك. دا بقى موقف!!
*فى حديثك نبرة ثقة واضحة.. فما مصدرها بعد ما حدث، هل تعود لضمانكم ولاء القواعد؟
لا يوجد شك فى ذلك،يوجد اقلية من الناس ولاؤها لشخص لانه مصدر مصلحة.. مصلحة السلطة والمال وكذا، اما الولاء الحقيقي والغالب هو الولاء للحزب. والاتحاديون هذا ليس بجديد عليهم لانهم دائما يقدمون الولاء للحزب فقط.
*يرى البعض انكم تستندون فى هذه الثقة على ضمانكم لولاء الطريقة الهندية؟
طريقة الشريف صوفية ورغم ان لها دورا وطنيا تاريخيا فانها لا تلزم احدا بشيء ثم لا يستطيع احد ان يتحدث باسمها ليفرض على اتباعها ان يصبحوا اتحاديين او غيره. وتاريخيا الخلفاء لم يتدخلوا فى العمل السياسي او توجيه الناس، ثم ان الكثيرين من اتباعها وقياداتها منتمون لاحزاب مختلفة.
*مثل من؟
ابناء عمومتنا انصار وحزب امة.. ثم ان اباءنا لم يكونوا اتحاديين، اصبح اهلنا اتحاديين بعد دمج الحزب الوطني مع الشعب عام «1954» بعد الانتخابات. الطريقة لا توجه اتباعها الى اي حزب سياسي كان،. هذا المكان مفتوح للجميع. ثم اننا لا نستخدم هذا المكان اصلا لعمل حزبي سياسي مباشر.. لكن عمل وطني ممكن. وهذا ما سار عليه مؤسس الطريقة نفسه الشريف يوسف الهندي ونحن على دربه سائرون.
*لكن غالبية القيادات السياسية فى الاسرة تنتمي للاتحادي..
هذا تطور حدث بعد فترة الشريف حسين وارتبط بظروف تاريخية نضالية، واغلبية الاسرة بقت اتحاديين، لكنهم لم يصبحوا كذلك لانهم تلقوا توجيها من احد. نحن ليس لدينا حزب، والانتماءات موزعة على القوى السياسية المختلفة. لذا كنا واضحين فى رفض تدخل الطرق الصوفية فى العمل السياسي بشكل مباشر.
*كيف تصف علاقتك بالاصل؟
نحن كنا حزبا واحدا، واختلفنا على اشياء ، ولما جات التسجيلات.. كل سجل بالطريقة التي يراها، بيني والأصل احترام كبير رغم اختلافنا معهم فى قضايا تنظيمية.
*كيف تنظر لموقفهم السياسي؟
يسألوا هم عن مواقفهم السياسية. لكن الموقف السياسي لاي اتحادي بنظري يجب ان ينسجم مع الموقف الوطني، فالاتحاديون ايا كانت مواقعهم واختلافاتهم، لا يمكن ان يتناسوا انهم خدام لفكرة الوطن. وانا ليس لدى شك في ان الحركة الاتحادية ستلتقي فى يوم من الايام.
*نعني موقفهم من القضايا الوطنية الراهنة؟
لا تعليق. هذا شيء يخصهم.
*اليس لك حق كسياسي موجود فى الساحة ان...
مقاطعا: نعم من حقي لكني لا اريد ان اتدخل فى شؤون الاصل الداخلية. الاحزاب لها تقاليد فى شأن هذا الامر.عندما يصدر موقف مصادم لي اقول رأيي فى هذا الموقف كسياسي فقط.
*الا تجد ان مواقف « الاصل» فى القضايا المطروحة....
مقاطعا: والله انا بكون سعيد عندما يتخذ اي اتحادي موقفا ينسجم مع المنطق ومع مصالح البلاد، وليس مع الذات. واتعامل مع هذا الموقف باعتباره رصيدا اتحاديا عاما . نحنا نتوخى فى اي اتحادي مهما اختلفنا «داخليا» ان تكون مواقفه نابعة من حب الوطن. ووطنية المواقف هذه لها أسس ونقاط تحدد بها.. مش ساكت.
*ماهى هذه الاسس والنقاط التي تحددون بها وطنية المواقف من عدمها، حتى تتضح الصورة؟
عندما يناقش حزب اتحادي قضية وحدة البلاد والدستور ومستقبلها فى مختلف اوجه القضايا المطروحة مثل العلاقة مع الجنوب والاوضاع فى النيل الازرق وجنوب كردفان، وهيكلة الحكم وغيرها.. وحتى المشاركة فى السلطة، عندما يناقش هذه القضايا بالمنطق وبالمعايير الوطنية وليس الذاتية.. نغبط لذلك. ولكننا نستنكر فى المقابل موقف اي حزب اتحادي يحسب عليه انه ذهب لمجرد انه عايز سلطة او مال او يريد ان يسند من غير اهله لانه موقف سوف يحسب على الاتحاديين كافة.
*هل انت على اطلاع على اجواء الحوار بين الاصل والوطني حول القضايا المثارة مثل الدستور والهيكلة؟
مطلع على ما نشر
*وكيف تراه..
اعجبني جدا ما طرح في مسألة الدستور، لان الحزب قدم رؤية قانونية ودستورية رفيعة ومسؤولة، بعد داك المواقف السياسية دي مسألة تانية.لكن ما كتبته اللجنة التي ضمت علماء تم بشكل متقن وممتاز، واعدها اضافة حقيقية للنقاش العام حول الدستور. ويشرفني كاتحادي.
واضاف : كما ان من الطروحات الايجابية من قبل الأصل ان الدستور لابد ان يعدل لحين اقرار دستور دائم، والذي يحتاج ايضا الحديث عنه لتفصيل: حول من يجيزه وكيف، وهل يجيزه البرلمان الحالى المختلف حوله «لانه احادي الوجه».
*وماهو الاوفق بنظرك؟
يجب ان تكون هنالك انتخابات مبكرة، لا يمكن انتظار الدورة البرلمانية الحالية حتى نهايتها بعد اربع سنوات. يجب ان تأتي جمعية تأسيسية منتخبة تعكس الرأى العام للسودانيين وتقدم لها الوثيقة الدستورية لاجازتها. هذه المخارج الحقيقية والواقعية للاشياء، وفيما يلي مسألة الاشتراك فى السلطة، هل هى من اجل السلطة..!؟، لا يوافق احد على ذلك، فلابد من برنامج ولابد من تحديد سلطات الحكومة نفسها، لاننا فى جمهورية رئاسية، ولا بد من تحديد ومعرفة قدر السلطات التي سيفوضها الرئيس للجهاز التنفيذي؟. ثم كم مدى هذه الحكومة الزمني و مدى البرلمان الذي سيسألها. كل هذه اشياء يجب تحديدها قبل ان نتكلم عن اسم الحكومة» عريضة ولا واسعة». فهذا توصيف لا علاقة له بالقضية الاساسية.
*اذا ترى ان الاتفاق على هذه القضايا شرط اساسي للمشاركة؟
المشاركة تتم على هذه الاسس، وبغيرها تكون مشاركة مبتورة. فاذا كانت المشاركة من اجل المشاركة فانت ستشارك على اساس تنفيذ برنامج المؤتمر الوطني، لهذا افضل لمن يريد المشاركة على هذه الاسس ان ينضم للمؤتمر الوطني مباشرة!. وزاد: «ومالو ما حزب قائم و محترم وحاكم واي حاجة».
*هل هذه وجهة نظركم؟
نعم هذه رؤيتنا فى الاتحادي الديمقراطي.
*كيف ترى مواقف الاصل والامة القومي الاخيرة بشأن هذه القضية؟
انا اعتقد انه من الصعب على اي حزب يحترم نفسه ان يدخل فى مشاركة على غير اسسه، لان الامر يطرح سؤالا بسيطا: انت داخل على شنو؟ ودا مركب منو الماشي فيها دي؟ ومصيرها شنو؟ وما مدى تأثيرك على هذه المركب؟ مستدركا: لانو « مافي زول عاوز يستولى عليها»! ولكن المعني من ذلك ماهو مدى تأثيرك على مجريات الاحداث، هل انت ملحق الحاق ولا شريك اصلي.. وشريك على شنو؟ مش بي كم مقعد لانو دا كلام غير مهم، افرض ادوك 35 وزيرا، ورئيس الجمهورية لم يلزم بنص دستوري على اعطاء صلاحياته للحكومة، فماذ تفعل؟. لان الوضع سيكون على حاله و» بعد 15 مستشارا كما هو الحال الآن سيكون هناك 35 مستشارا او اكثر. حكومة مثل هذه تنفع مع حزب واحد هو الوطني. اما الاخرون فلا يوجد منطق يجعلهم يقبلون ان يكونوا تبعا فقط.
*البعض لا يرى الامر من هذه الزاوية؟
لسنا مرشدين ولا وعاظ فمن يريد ان يشارك فهم مسؤولون عما يحصل لهم
*الملاحظ ان اغلب التيارات الاتحادية ترفض المشاركة.
على الاتحاديين اولا ان يبنوا حزبهم ثم يتحدثوا من خلاله عن المشاركة او رفضها. والا ستصبح المسألة نهبا لكل طامع او انتهازي. ويضيع الموقف العام للحزب!.
*هل اجرت لجنة لم الشمل المكلفة من مولانا الميرغني اتصالات او مشاورات معكم؟
هذه اللجنة محترمة وبقيادة مولانا ابو سبيب الذي يجد كل تقدير وكل اعضائهم من الناس المسؤولين، ونحن على اتصال بهم. وننتظر ان نرى كيف ستقوم بعملها وبتمشي كيف. وهناك عمل اتحادي تم من قبل شاركت فيها قيادات من الاصل كافراد، وحدث بناء عليه تفاهمات متقدمة فى منبر» الحركة الاتحادية» التي اتفق ان تكون اطارا جامعا يضم افرادا وتيارات واحزابا تحتفظ باستقلاليتها. فى ظننا ان عمل اللجنة سيكون محوره نقاشا مبنيا على ما توصل اليه الناس كلهم من قبل. لانه رصيد عام للحركة الاتحادية. ورغم ذلك خلينا نشوف طريقة عملهم. وعلى كل حال انهم يملكون استعدادا، ويتمتعون بالقبول من الجميع.
*وهل تلمس الآن ارادة حقيقية فى دعوة لم الشمل؟
بصرف النظر عن تسمية العملية بلم الشمل او الوحدة دعنا نتجه مباشرة الى محتوى فكرة الوحدة والحوار حولها. واعود لاقول نعم .. فقوة الدفع قوية من القواعد ومن الرأى العام والاعلام باعتباره حزب الوسط ولهم معه تجارب ويتمنون جميعا ان تلتئم صفوفه وتنتظم كي يسهم فى حل مشاكل البلاد.
*لقد وجدت دعوتك الى الوحدة الاتحادية ترحيب كبير..
هذا الترحيب يعكس الروح الموجودة لدى الآخرين والجماهير الاتحادية، لان الدعوة منا مباشرة وواضحة للوحدة الاتحادية من اي مصدر جاءت وباي كيفية وفي اي وقت. ونؤكد انها فرض عين على كل الاتحاديين .والاتحادي الذي لا يدعم ذلك يجب ان يعرف « هو منو». والوحدة التي لا تسعى لتحقيق المصالح الشخصية ستكون مثل النور الذي يطرد كل الخفافيش، وتنتفى معه المؤامرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.