ركبت بص الولاية ؟ سؤال طالما همس به المواطنون عندما بدأت بصات الولاية «تقدل» في شوارع العاصمة وكل يمني نفسه بالحصول على مقعد داخلها حتى يستطيع ان يشارك في الحديث الذي يدور حولها اذ كانت حديث مجالس السمر في بداية تدشينها كمشروع يهدف الى تحقيق الراحة للمواطنين وتخفيف ضغوط المواصلات داخل العاصمة المشكلة التي فشلت كل الحكومات التي تعاقبت على السودان من ايجاد حلول جذرية لها, تفاءل الجميع بقدرة هذه البصات على حل المشكلة ونشأت معها علاقة حميمة وتجد الفرحة في اعينهم عندما يرونه قادما من بعيد بلونه الاخضر وكأنهم على موعد غرامي مع حبيب ديدنه الحرص على الحضور في مواعيده الا ان الركاب كانو اوفى منه فيظلون في انتظاره حتى يأتي، رافضين خيانته مع وسيلة مواصلات اخرى ..! كان الركاب يستمتعون بفكرة الابواب التي تفتح بالتحكم عن بعد عكس ما اعتادو عليه في وسائل المواصلات الاخرى بالاضافة الى تقنية التكييف العالي لاسيما وان ظهورها تزامن مع بداية رمضان من العام الماضي فبات الحصول على مقعد حلم الصائمين هربا من شمس الخرطوم اللافحة الى نسمات الهواء البارد الصادرة من مكيفات الباص والتسلية والترويح عن النفس عبر مشاهدة التلفزيون والاستمتاع برحلة سعيدة مع تمنيات خفية بان تطول بعد ان يستغرق الكثيرون في نوم عميق يصحو بعضهم بعد محطته تقول سالي الكنزي: ان اجمل مافي بصات الولاية هي حصانتها ضد رجال المرور ما يجعلها في صدارة الخيارات للمواطن الذي كثيرا مايكون ضحية ايقاف المركبات العامة من قبل رجال المرور الذين يوقفونها لفترة قد تصل لساعة كاملة وتشير سالي الى ان البصات باتت اشبه بالصناديق المتحركة بعد تغطيتها بالاعلانات التي شوهت منظرها الاخضرالجميل كما انها لم تعد تحرص على حمل الركاب بعدد المقاعد وصارت مزدحمة بالركاب الواقفين بعد ان كان من رابع المستحيلات حمل راكب واحد زيادة على عدد المقاعد!! عدد من الشباب اقتربنا منهم في ساعة الذروة وتساءلنا..خير؟مافي بصات ولاشنو؟رد احدهم بغضب شديد : « ياخي مواصلات الولاية دي طلعت ماسورة انا واقف هنا لي ساعة ما لاقي!!وكل يوم بالطريقة دي وفي الآخر بركب«شماعة», اضاف ابراهيم عثمان موضحا انه يعمل في السوق العربي منذ عشر سنوات وانه تفاءل كثيرا بوصول البصات وكان من المداومين على ركوبها الا انها الآن لم تعد كسابق عهدها بل بدأت في التراجع واصفا الوضع بانه جاط. سامية متوكل وهي تعمل في محل لتصوير المستندات بالسوق العربي ضمت صوتها لصوته كاشفة عن استيائها من الحالة التي وصلت اليها البصات وقالت سامية: «كنت اجد البصات متوفرة متى خرجت من العمل وكنا نركب بارتياح ولم تكن البصات تحمل ركاب الا بعدد المقاعد اما الآن فاصبح الحال سيئا جدا وصرنا نقف ساعات طويلة ونضطر للتدافع على ابواب البص حتى نتمكن من الركوب» فيما قال وليد طه وهو طالب بجامعة السودان انه لا يستقل البص الا نادرا واصفا حركته بالبطيئة مقارنة بالحافلات الصغيرة واضاف وليد ان البصات في البداية كانت تحمل الركاب بعدد المقاعد لكن اخيرا بات يحمل اكثر من طاقته ما ادي الي بطء حركته وعزا وليد اتجاه السائقين لزيادة عدد الركاب الى موجة الجشع التى سيطرت على الاسواق اخيرا مشيرا الى انه لابد من السيطرة على الوضع حتى لا يفشل المشروع الذي تفاءل به الناس وساهم في حل ازمة المواصلات نوعا ما..!! من جهتها اوضحت سارة النعيم وهي موظفة باحدى الشركات بأنها مضطرون لماراثون اللحاق بالبص نهاية كل يوم عكس ماكان الوضع في الايام الاولى وتساءلت سارة عن سبب هذا الازدحام ولماذا تخلت الشركة عن الالتزام بحمل الركاب بعدد المقاعد؟