على شاطئ النيل كان يجلس تحت احد ظلال الاشجار الوريفة.. يراجع شباكه ويستعد لرحلة صيد قصيرة على متن قارب خشبي صغير كان يتأرجح به عند حافة النيل.. انه العم حامد ود الخليفة وهذا لقبه صياد محترف مهنته صيد السمك ومن عائده يعيش يقول عن صيد السمك يمارسه البعض فى اطار الهواية ويمتهنه آخرون باحترافية عالية. البعض يعتمد فى الصيد على الصنارة التي تحتاج الصبر او الشباك الصغيرة والكبيرة التى يتم نشرها فى الاماكن العميقة من النيل وعادة ما يكون حصادها كمية كبير من الاسماك. وعن انواع السمك يقول انها كثيرة ومتنوعة اشهرها البلطي والعجل ويتفاوت وزنها من سمكة الى اخرى وهناك ايضا اسماك القراقير التي اشتهرت بها الموردة له رأس ضخم. لا يمكن قرقشته مثل الاسماك الاخرى. وثلث حجمه عبارة عن رأس ضخم. ولكن له سنام ملئ بالدهن يعطي الشوربة طعما مميزا. انواعه كثيرة وهي تسبح عادة وبطنها الى اعلى حتى تستطيع ان تلتهم الطحالب والعوالق التي تلتصق بالأغصان والحجارة من اسفل خاصة في بداية الدميرة وهنالك الكنكيج المنقط وهذا قد يصل وزنه الى 2 كيلو او 3 وهذا اسود اللون والدبسي وله رأس صغير وقشور مثل البلطي الا ان جسمه إنسيابي ويمكن قرمشة رأسه مثل البلطي وهنالك كنكيج فضي اللون كنا نسميه الالمونيا والكنكيج نهم مثل القرموط ولهذا يقع في «الجبادة» بسهولة. وعن انواع الشباك المستخدمة فى الصيد يقول العم حامد: هناك انواع كثيرة منها الطراحة وهي شبكة مستديرة ولها حبل لا يزيد عن مترين او ثلاثة يربط حول المعصم الايسر ثم ترص حول الكوع وتنشر بطريقة معينة وتحتاج لمهارة فائقة وشهور من التدريب. وتزود اطرافها الخارجية بأثقال من الرصاص.. والحواتي بالممارسة يعرف اين يطرح الشبكة وكم ينتظر بعد إلقاء حجر في الماء لجذب الاسماك وهناك انواع من السمك خطرة مثل البردة التى يخشاها الذين يمارسون السباحة فى النيل لانها تحتوى على كهرباء قد تتسبب فى صعق من تلمسه وغرقه فى الحال وقد يفسر مثل (البحر بياخد عوامه). ويؤكد حامد الذى ظل يمارس هذه المهنة منذ سنوات بعيدة بانه سعيد وقانع بما تجود عليه من رزق وفير. اكتفينا بهذه الافادات وغادرنا شاطئ النيل فيما كان العم حامد يجدف بقاربه الصغير نحو قلب النيل فى رحلة صيد جديدة.