كل عام وأنتم بخير وأتمنى لكم وللشعب السوداني عامة وأهلي في أم درمان من الأم درمانيين القدامى أولاً ثم المؤلفة قلوبهم ثانياً الرخاء والعافية والسلام.. كتب أستاذنا حسين الخليفة عن التربية الوطنية وأهمية اعادة مادة التربية الوطنية للمنهج ويا حليل ايام بخت الرضا ومعلمي بخت الرضا فان كل مناهج التعليم في ذلك الوقت جغرافيا، تاريخ، عربي، الخ.. كانت تربية وطنية غير مباشرة. نعم كانت هناك حصة للتربية الوطنية واذكر في المرحلة الثانوية بالاحفاد كانت حصة التربية الوطنية يدرسها عميد المدرسة الراحل المقيم برف يوسف بدري رغم مشغولياته لأنه يدرك اهمية التربية الوطنية. انا صحيح درست كل مراحل تعليمي العام تقريبا من الروضة وحتى الثانوي بالاحفاد ولكن كنت انتقل مع والدي وهو موظف بالسكة حديد رحمه الله كان ما بين عطبرة ومدني ولهذا تلقيت ايضا جزءا من تعليمي بمدرسة كمبوني بعطبرة ومناهج تعليم كمبوني كانت على نظام "oxford" ومن ضمن المنهج يوجد "Moral Scilua" اعتقد الترجمة علم الاخلاق. الآن لا توجد حصة للتربية الوطنية والمنهج كله يخلو من التربية الوطنية لأن بخت الرضا في الماضي كانت تضع كل المناهج فيها الروح الوطني حتى مستر قريفت الانجليزي وعميد معهد بخت الرضا عند صياغتهم للمناهج كانوا يهتمون جدا بالواقع والقيم السودانية والبيئة السودانية والتنوع في الثقافة السودانية. ايضا نشير الى أن العملية التعليمية والتربوية منذ ان تحولت الى (سلعة) و"بيزنس" هبط المستوى الاكاديمي ولقد حذرنا منذ بداية التحرير وثقافة التحرير بان التعليم في السودان ينبغي ان لا يصبح سلعة وكذلك العلاج والنتيجة اليوم هي كما نرى ونسمع وصحيح ما ذكره وأورده الاخ الفاضل حسن عوض الله وبعد ان كانت جامعة الخرطوم هي المرجعية ليس فقط في السودان بل معظم الدول الافريقية والعربية اصبح حالها كما نرى اليوم.. الضمير الوطني يجعلنا نتقي الله في الجامعات ودعمها في اكثر من 200 جامعة حكومية وأهلية وتجارية بالسودان الآن ومن اي? المستوى الأكاديمي الرزين القوي المعترف به دولياً عندما كانت بالسودان جامعة والمعهد الفني وجامعة القاهرة الفرع. ان التسييس والتعريب بالصورة التي تم بها الآفة الما بتتلافه.. ونضيف ايضا الفهم التجاري والاستثماري السلعي للعملية التعليمية، وفي الماضي كان التعليم الثانوي يفوق في قوته وهو الذي يمهد للتعليم العالي كل المستويات الاكاديمية الجامعية وفوق الجامعية ولقد فرطنا واصبحنا اليوم (على الأقل الفئة الأصيلة في المجتمع) نادمين ولهذا فان الانعكاسات سالبة ليس على المستويات الاكاديمية فقط بل الوعي والفهم والاخلاق والقيم في المجتمع ولهذا فان ظواهر العنف والقتل (ثقافة العنف بين الطلاب) كل ذلك يرجع لخلل في السياسات التربوية وال?عليمية ولذا دعونا العودة لترك التخطيط التعليمي والتربوي والمناهج والسلالم التعليمية للخبراء وابعاد العملية التربوية عن التسييس والتلوين الايدلوجي والعقائدي وابعاد الفهم التجاري واعادة قيادة الدولة والحكومة لقيادة التعليم العام وحتى الجامعي بفهم قومي ووطني كما كان الحال على أيام بخت الرضا واعطاء الخبز لخبازه. ونختم بالمجانية ودعم مطلق للدولة للتعليم والعلاج. هذا رأيي.. كمال دقيل فريد أم درمان