السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... لعل هذا العمود دائماً يثير مواضيعَ في غاية الأهمية وهذه محمدة ولعل موضوع التعليم العام مناهج وسلم تعليمي وتدريب المعلمين أولوية تضع في المقام الأول في كل البلاد المتقدمة. أود أن أعقب أو الحقيقة بعد الاضافات لما كتبه الاستاذ الخبير حسين الخليفة الحسن ولقد ظل يكتب ويطرح الآراء من واقع خبرته الثرة في مجال التعليم وهو يكتب من خلفية مهنية بحتة ويريد توظيف خبرته لمصلحة المهنة. كتب عن ضعف مستوى اللغة الانجليزية وهو أصلاً معلم لغة انجليزية وكل كلمة كتبها كان ينبغي أن تكون موضع احترام وتقدير ولكن اكتفى بالقول لمن ت?رع الاجراس! لا أظن في الدنيا انسان يريد تطوير التعليم يلغي معاهد التدريب وحتى اليوم لم أصل إلى معرفة الاسباب الموضوعية التي ألغت دور معهد بخت الرضا ومثلما ظللنا في مجال النقل لا مجال ولا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد وفي مجال الزراعة لا بديل لمشروع الجزيرة إلا مشروع الجزيرة وفي مجال التعليم لا بديل لبخت الرضا إلا بخت الرضا. وفي زول عاقل وراشد في الدنيا يرفض التطور ولكن إلى الأحسن وليس إلى الأسوأ.. ونسأل سؤالاً: لماذا اضعفت اللغة الانجليزية وماله منهج اللغة الانجليزية القديم والمنهج طبعاً حتى ينجح تهيئ له سبل وأسباب النجاح، اعداد المعلم وهذا كانت بخت الرضا متكفلة به ثم عدد الحصص في الأسبوع التي تمكن من نجاح المنهج ثم الكتاب الذي يدرس. هذا الآن مفقود تماماً ولا يوجد المعلم المؤهل لتدريس مادة اللغة الانجليزية في مرحلة الاساس وغابت بعد تقليص عدد الحصص إلى ثلاثة حصص في الأسبوع ال»Spelling» و»Dictation» والأدب الانجليزي والمكتبة والانشطة المصاحبة ومستوى طالب الثانوي في الماضي كان يمكنه من التحدث وكتابة الانجليزية بطلاقة. نعم مخرجات التعليم اليوم ضعيفة جداً في اللغة الانجليزية والقت بظلالها على التعليم الجامعي بصورة مفزعة. المشكلة الرئيسية هي في التسييس وفرض الآيديولوجيات واقحامها في التعليم وهذا خطأ وتدخل في غير مكانه. أذكر ان المرحوم اللواء محمد طلعت فريد عندما كان وزيراً للتربية وقاد ثورة توسيع التعليم بداية استشار المرحوم عبد الرحمن علي طه ونصحه بالاهتمام بالتدريب واعداد المعلم والكتاب المدرسي وقد أخذ برأيه علماً بأن اللواء طلعت لم يفرض سلماً جديداً أو تدخل في المناهج أو الغى معاهد التربية ومع هذا فتح مدارس جديدة استشار فيها خبراء التربية والتعليم وأخذ برأيهم. ومن عجب انقاص سنوات التعليم العام عاماً واضعاف التعليم لا يمكن أو يكون عملاً مفيداً للوطن تتأثر به الخدمة المدنية ومستوى الوعي ومستوى الأداء في التنمية وان ادعاء ليس في الامكان احسن مما كان ليس صحيحاً وهبوط مستوى التعليم العام والجامعي كارثة قومية بسبب الفهم والتفكير والتخطيط الرديء. اللغة الانجليزية اضعافها اضعف حتى المواد الأخرى واضعف بالتالي حتى اللغة العربية ولهذا لابد من قومية المناهج واعادة دور معهد بخت الرضا ومعاهد التربية الأخرى ووضع المناهج وتنقيحها وتجريبها ومتابعة الأداء. أخشى ما أخشاه أن تكون أغلبية عضوية مؤتمر التعليم المقبل من السياسيين ومن الذين صححوا وخططوا للتعليم والمناهج بصورتها الحالية واتضرع إلى الله أن تسجل العضوية قدامى المعلمين والوكلاء والمديرين وخريجي بخت الرضا فهم الأفضل هذا رأينا وحتى لا نكرر الشحطات والقفذات غير المحسوبة! كمال دقيل فريد من أولاد أم درمان أم درمان