رسم مختصون في مجال الصناعات الهندسية، صورة قاتمة عن القطاع، مشيرين الى تدني نسبة تشغيل العمالة السودانية بعد ان استقطبت الدولة الكثير من الشركات الاجنبية العاملة فى مجال المقاولات مما زاد من العطالة بنسبة 18% ، وحذروا من توقف جميع شركات المقاولات فى البلاد البالغة 2000 شركة، في وقت تنتشر بالبلاد اكثر من 400 شركة اجنبية تستحوذ على العمل، واتهموا جهات «لها اياد مؤثرة» بلعب دور كبير في تجاهل الشركات الوطنية. وقال رئيس غرقة الصناعات الهندسية، المهندس الحاج يوسف المكي، فى مؤتمر صحفى امس، ان الحكومة تجاهلت القطاع الهندسى الذى تطور كثيرا بخبراته الطويلة، مؤكدا وجود عقبات خاصة في التمويل والضرائب، الى جانب انحياز الحكومة بكلياتها نحو الشركات الاجنبية الامر الذى يظل يهدد استمرارية الشركات الوطنية، فى وقت تمتلئ فيه السجون بالعديد من اصحاب شركات المقاولات، ورأى ان تدخل الحكومة فى الاقتصاد يعتبر من اسوأ انواع التجارة، كما انها تعمل على تحديد الضرائب نتيجة للسيولة المتوفرة للقطاع الخاص. من ناحيته، كشف المهندس حسن عماس، من اتحاد المقاولين السودانيين ان 85 % من قطاع المقاولات في البلاد يتم تنفيذه عبر مقاولين اجانب، وما تبقى يتنافس عليه المقاول الوطني ،وأكد ان شروط الضمانات فى السودان غير متوفرة، الامر الذى يجعل الشركات الكبيرة تحجم عن الدخول فى مشروعات كبيرة . من جهته، قال الدكتور الجاك بابكر الجاك، الاستاذ بجامعة الخرطوم ،ان كل الشركات الاجنبية تنافس الشركات الوطنية فى سوق المقاولات المحلى، مبينا ان اية دولة تريد النهوض والنمو لاتعول على الاجنبي ،ودعا الى وضع شروط لدخول الشركات الاجنبية اما عبر شريك وطني او في مشروعات اكبر من قدرة الشركات الوطنية، مبينا ان الشركات الوطنية في اشد الحاجة الى تحريك الطاقات المجمدة ،ورأى ان تفضيل الاجنبي هو مدعاة لفساد بوجه اخر.