لايمكن فصل مايدور في الجماهيرية الليبية عن السودان، لارتباطها الحدودي قبل الامن والسياسة والاقتصاد، وعلى الرغم من ان العلاقات السودانية ظلت دون الطموح وفقا لماذكره متحدثون في ندوة الاوضاع الجديدة في ليبيا واثرها السياسي والامني والاقتصادي على السودان بالمركز العالمي للدراسات الافريقية يوم الاربعاء الفائت، الا انها يمكن ان تصبح افضل اذا تمكن السودان من خلق علاقات على اسس جديدة مع المجلس الانتقالي الجديد، واقترحوا تكوين لجنه امنية بين الجانبين حتى تتمكن من السيطرة على الاوضاع في ليبيا والسودان وتشاد، وتخوف?عدد من الخبراء الامنيون من تحول المنطقة الى قاعده استخباراتية ضخمة تدير المنطقة باجنده غربية، فوضوح الاجنده الغربية بوجود قوات (الناتو) بجانب الزيارات التي قام بها عدد من رؤساء الدول الغربية تظهر ماتريده هذه الدول التي تنظر الى باطن الارض البترول، وبين كل هذ التداخلات على السودان ان يبحث عن وجوده، ونوه خبراء اقتصاديون الى ان السودان يمكن ان يسد فجوة الغذاء في ليبيا التي تستورد نسبة 75% من غذائها من الخارج فهذا الجانب من الممكن ان يدر على السودان عائدات هائله بجانب العمالة السودانية الضخمة المتواجدة في لي?يا واشارو الى ان الاستثمارات الليبية في السودان لم تكن بالحجم المطلوب ووصفوها بالضئيلة مقارنة مع دول اخرى . وقال الخبير في الشأن الليبي عبد الله زكريا ان الاوضاع في ليبيا لازالت مستمرة ويسودها عدم الاستقرار ، ويصعب معرفه ماستئول اليه الا بعد موت القذافي او القبض عليه ، وتوقع ان يشعل القذافي حرباً في جنوب الصحراء ، مؤكدا على ان المجلس الانتقالي الليبي قد اخذ شرعيته من معظم دول العالم ، مايعني نهاية نظام القذافي ولم يستبعد ان تكون هناك مقاومة من جانبه ، واضاف ان الحكومة الانتقالية لن تكون موحده لانها مكونه من تيارات اسلامية ويسارية ، والتي لايمكن ان تتفق في كثير من الجوانب وستكون في حالة شد وجذب بشكل مستمر ، قبل ?ن يتحدث عن المصالح المشتركة بين السودان والجماهيرية الليبية ، مؤكدا على انه لابد من دعمها في هذه المرحلة الحساسة ، حتى لاينعكس ذلك سلبا على السودان . وتحدث عن الاثر الامني للثورة الليبية على السودان اللواء عبد العزيز السماني ، الذي قال انه لابد من وجود لجان امنية مشتركة بين السودان وليبيا لتأمين الحدود بين ليبيا والسودان وتشاد ، حتى لاتكون هناك مواجهات قبلية في الحدود المشتركه بين هذه الدول واضاف قائلا : ( عندما نتحدث عن الثورة الليبية يجب ان نضع الامور في الميزان والموازنه بين مصلحة السودان ونظام القذافي ) ، ليقول ان القذافي قد ورث ثروات هائلة من النظام السابق ولكن الشعب الليبي لم يستفيد منها لانه وظفها لاكتناز الاسلحه وكان يحلم بتكوين الجيش القومي ال?ربي ، وكان جيشه يشمل عدداً من الجنسيات المختلفة . وعن الاثر الاقتصادي تحدث الخبير في هذا الشأن ، دكتورعادل عبدالعزيز الذي قال ان ليبيا تعتمد على البترول بنسبة 100% حيث يشكل 80% من الايرادات وان السودان يعتمد على بتروله بنسبة تمثل 45% من الايراد ، واضاف ان ليبيا تستورد غذاءها من الخارج بنسبة 75% ، وعلى الرغم من هذه الايرادات الضخمة يعيش ثلث الليبيين تحت خط الفقر فهي الدولة رقم 18 في العالم تمتلك عائدات ضخمه، وفي الوقت الحالي تدني متوسط انتاج البترول من مليون ونصف المليون برميل الى 500 الف برميل بسبب الحرب ومن المتوقع عودة سريعه للانتاج بشكل جيد في منتصف?العام 2012 المقبل، واضاف من الواضح ان العلاقات الليبية الاقتصادية مع اروبا اقوى من اي اتجاهات اخرى، وليبيا لديها استثمارات ضخمه في الدول الاروبية وهناك حوالي 170 بليون دولار من الارصدة الليبية مجمده في البنوك الخارجية، وقال انه لابد من نموذج اقتصادي جديد بين ليبيا والسودان، وقيم عبد العزيز العلاقات السودانية الليبية بانها كانت دائما تحت الطموح خلال الفترات المختلفه الماضية، ليعود بالتاريخ الى الوراء قليلا في فترة الستينيات كانت هناك ثورات برز من خلالها مجموعة الحكام بينهم الذين سقطت انظمتهم الآن، وكانت لهم?احلام وطموحات جمعت الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري والزعيم جمال عبد الناصر والقذافي ، ولكنها ماتت بمجرد ان توفي عبد الناصر ، قبل ان يتحدث عن دعم القذافي لحركات التمرد في افريقيا ، خاصة السودانية وعند دعمه للحركة الشعبية في ثمانييات القرن الماضي غير موازين القوى في ذلك الحين. ومن اهم النقاط التي اثارها معقبون ومناقشون في الندوة ذلك الكم الهائل من السودانيين المتواجدين في ليبيا، الذين دخل معظمهم بصورة غير شرعية غير ان السودان لم يستفد من هذه العماله ونتج عن ذلك (سوق ليبيا ) الذي يعرفه الجميع، وكانت البضائع تدخل بطرق ملتوية الى السودان وتأتي مهربه من ليبيا بواسطة ضباط ليبيين يسهمون في اخراجها من هناك، ووصف عبد العزيز الاقتصاد بين السودان وليبيا بالمشوه وغير السليم ، ومضى في الحديث ليقول لابد من التعامل مع الثورات بواقعية وان الثورة الليبية هي الافضل بالنسبة للسودان من نظام القذا?ي ، واشاروا الى ان ليبيا هي الدولة العربية الوحيده التي قامت بعمل عدائي ضد السودان ، وقالوا ان السودان من المفترض ان يدعم الثورة الليبية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ليجني ثمار ذلك في دارفور بعد استقرار الاوضاع ، فالاستقرار الليبي يعني 50% من الاستقرار في غرب افريقيا، ومن ملاحظاتهم ان الثورات كلها حول اسرائيل مايحتاج شئ من التخطيط الإستراتيجي العميق للتعامل مع الامور بمختلف جوانبها الامنية والسياسية، ومن اهم الخطوات تفعيل العلاقات بين الشعوب، وتخوف خبراء امنيون من تحول المنطقة الى قاعده استخباراتية ضخمة تنفذ ?جندة الغرب فيها والسودان بشكل خاص، بجانب تواجد عدد من القوات بمسميات واجندة مختلفة يصعب التعامل معها .