حققت الاستاذة عفاف محمد سرو، شهرة واسعة في الخرطوم وعدد كبير من الولايات، ووجدت انتشارا منقطع النظير بتميزها في مجال التخاطب بلغة الاشارة والترجمة الفورية لشريحة الصم والبكم ،حيث صارت الخيار الاول لجهات كثيرة ومتعددة تحتاج للتواصل والمخاطبة والتدريب والتأهيل ابرزها اتحاد الصم القومي السوداني، وتعاونت ايضا مع وزارات مختلفة منها التربية والتعليم والرعاية الاجتماعية والثقافة والاعلام والشباب والرياضة اضافة الي الشرطة والنيابة والقضاء والمحاكم، وعدد كبير من المنظمات العاملة في مجال الاعاقة منها منظمة تنمية الم?اقين، وتجد متابعة واسعة من جمهور الصم والبكم الكبير لاطلالتها الانيقة بحوش التلفزيون القومي وكانت سابقا تقوم بترجمة نشرات الاخبار وبرنامج افراح الروح وتقوم حاليا بترجمة برامج بيتنا وصحتك، وكان دخولها حوش التلفزيون بعد تجربة في برنامج خطاوينا بتلفزيون ولاية الخرطوم من العام 2000 وحتي 2003 ثم تحولت الى حوش التلفزيون في العام 2003 . دخول الاستاذة عفاف سرو الى عالم الصم والبكم جاء بالصدفة حيث كانت تقوم في المرحلة الثانوية بتدريس ثلاث طالبات صم يسكن معها في مدينة الدناقلة شمال في بحري ثم انتقلت بتشجيع ومساعدة من والدتها الي دراسة لغة الاشارة في معهد الامل لتعليم الصم الذي يتبع للجمعية القومية لرعاية الصم ودرست على يد مدرب متخصص امريكي الجنسية، وتخرجت في الجامعة بدرجة البكلاريوس ودرست اللغة العربية لغير الناطقين بها في المعهد الدولي للغة العربية الذي يتبع لجامعة الدول العربية ، وتدربت على علم الاصوات والتخاطب ومخارج الحروف واللسانيات?واللغويات والتنطيق وغيرها من العلوم التي دعمتها في مخاطبة الصم وعملت معلمة بالمعهد لمدة 9 سنوات، واجادت لغة الاشارة وكيفية التواصل بين الشخص غير الاصم والشخص الاصم الذي يمكنه الحديث، ولكنه فاقد حاسة السمع والابكم الذي يسمع ولا يستطيع النطق والكلام، وذلك عن طريق الاتصال الشامل الذي يشمل الايحاءات والايماءات وتعابير العيون والوجه وحركة الشفاة والابجدية والحركات اليدوية . الاستاذة عفاف سرو نصحت الاباء والامهات وجميع افراد الاسرة الممتدة بضرورة متابعة ورعاية الاطفال في لحظات الميلاد والسنوات الاولي من العمر، منوهة الي ان اهمية هذه المرحلة التي تكمن في انها فترة لتعلم مهارات الاستماع والكلام بمتابعة حركات الشفاه، وفيها يتم اكتشاف العيوب الخلقية والمكتسبة وتسمح بالتدخل المبكر محذرة من الاهمال وعدم التواصل بين الكبار والصغار الذي يؤدي الي مشاكل مستقبلية، موضحة ان الطفل الذي يولد وهو اصم لا يسمع يجب ان يتم الحديث معه مبكرا وتدريبه على الاستماع ومتابعة حركة الشفاه والايدي، وتعلم?الحروف ومعانى الكلمات وتكوين الجمل المفيدة والنطق والتخاطب حتى يعرف كيف يحرك اعضاء النطق مثل الفكين واللسان والرئتين بحركة الشهيق والزفير، وقالت ان الطفل الاصم اذا لم يجد مثل هذه الرعاية سيتحول الي طفل ابكم لا يستطيع الكلام، وتضاف صفة البكم الى صفة الصمم. وطالبت عفاف سرو بضرورة ادماج الاطفال الصم في المجتمع وادخالهم المدارس مبكرا حتى تتوفر في دواخلهم الغيرة والمنافسة، ويواصلوا في التحصيل الاكاديمي وعدم عزلهم في مدارس خاصة تعطل مواهبهم وتعيقهم حركيا واكاديميا ونفسيا واجتماعيا . عفاف سرو خلال جولاتها الميدانية في ولايات دارفور وكسلا ومدن بدولة جنوب السودان وغيرها اكدت ان لغة الاشارة لغة وصفية وتختلف باختلاف البيئة واللغة واللهجة، وتتطور مع تطور الزمان والمكان وتحتمل يوميا ادخال اشارات جديدة و يمكن توحيدها لان هناك اشارات متشابهة ومتفق عليها داخليا، وحتي بين السودانيين والصم من دول غربية واوربية وقالت انه تم تكوين قاموس للغة الاشارة لتوحيدها عبر جمع ممثلين للصم من ولايات سودانية مختلفة كما تم اخيرا تكوين قاموس للغة الاشارة اتفقت عليه كل الدول العربية، وكان اللافت ان القاموس العربي?اعتمد على لغة الاشارة السودانية ووجد انها الافضل بين كل اشارات الدول العربية، واصبحت 75% من اشارات قاموس العرب سودانية ميه بالمائة، لذا لا يجد الصم في السودان اية صعوبة في متابعة لغة الاشارة بقنوات الجزيرة وابوظبي ومصر وغيرها من دول العرب. واكتشفت عفاف سرو ان للصم مواهب فطرية متعددة وذكاء خارقا وقوة ملاحظة قوية وغير طبيعية، حيث يعتمدون على النظر الحاد والتركيز الشديد، وقالت ان الصم يستطيعون سماع بعض الاصوات عن طريق الذبذبات التى تخترق عضلات الجسم وتؤثر في الاعصاب منها صوت الطائرات والقطارات بل يستطيع البعض الرقص على ايقاع موسيقي الطبول التي تنتقل من الارض الي اجسامهم. وقالت انهم يتواصلون عبر الموبايل باستخدام الرسائل القصيرة والرسائل المصورة ورسائل الفيديو التى يتم عبرها الحديث بلغة الاشارة، وان اكبر المشاكل التى يعانون منها هي عدم التواصل م? المجتمع وقلة المترجمين نسبة لان لغة الاشارة صعب جدا ولا يمكن تعلمها بسهولة، وان الترجمة بالاشارة عائدها المادي قليل جدا وان عددا كبيرا من المترجمين يهاجرون للعمل خارج السودان خاصة المترجمات بعد الزواج . وقالت عفاف سرو ان عددا كبيرا من الصم السودانيين نالوا مراكز متقدمة في الخدمة المدنية والتعليم فوق الجامعي ابرزهم صماء تعمل بديوان النائب العام وتمثل الصم في منابر دولية وتناقش حقوقهم وتساهم في وضع عدد من القوانين التي ترعاهم ومن ابرزهم ايضا فتاة صماء نالت الماجستير في مجال محو الامية للصم الكبار وايضا اخترعت جرس مدرسي للصم يعمل بالضوء بدون صوت ، ونالت براءة اختراع عالمية ، وقالت ان عددا كبيرا من الصم نالوا جوائز محلية وعالمية في مجالات مختلفة وتميزوا في مجال الرسم والتلوين خاصة الصم من طلاب وطالبات جامعة ا?سودان للعلوم والتكنلوجيا وقالت ان الصم ايضا نالوا جوائز ذهبية في مجال المسرح من فرنسا مع الممثل عبد الحكيم الطاهر وجوائز من مطارحات شعرية في الدوحة القطرية بدعم من الجمعية القومية لرعاية الصم ، ولم تجد هذه الانجازات اية جهات ترعاها او حتى ظهور في الاعلام مع تميز في مجال كتابة القصة والرواية، وقالت ان الصم شاركوا اخيرا في دورة ومسابقة لصيانة اجهزة الهاتف السيار مع عدد من المتسابقين غير الصم واحرزوا مراكز متقدمة وحصدوا الجوائز الاولى وان الصم متميزون في صيانة الاجهزة الكهربائية والتكيف والتبريد وبرمجة الكمبي?تر وميكانيكا السيارات والمحاسبة المالية، وان شركة الكوكا كولا استعانت بعدد كبير من الصم لمراقبة الشوائب في الزجاجات نسبة لقوة ملاحظتهم، وحققت التجربة نتائج ايجابية جدا وزادت ان الصم في السودان لديهم فرق لكرة القدم والرياضات المختلفة مثل رفع الاثقال وحصدوا ميداليات ذهبية لم تجد حظها في الاعلام، ولم تلتفت لها الجهات الحكومية المختصة. وقالت عفاف سرو ان هناك تجارب سودانية لزيجات ناجحة جدا بين اصم وصماء عاش بعدها الزوجان حياة زوجية سعيدة، جمعت بين المال والبنين .