رأي:صلاح الدين داؤود محمد داؤود في يوم الثلاثاء الموافق 21/12/2010م شهدت قاعة وزارة التربية والتعليم الولائية عقد ندوة مشاكل تعليم المعاقين في السودان التي دعا اليها اتحاد الصم أمانة التعليم الخاص ومنظمةADD بالتعاون مع اتحادات المعاقين بولاية الخرطوم ووزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم. وفي مستهل الندوة خاطبها ممثل اتحادات المعاقين بولاية الخرطوم، ومندوب وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم، ومديرة الرعاية الاجتماعية، وممثل وزارة التربية والتعليم الاتحادية، وعقب ذلك تم تقديم أوراق.. حيث قدمت الورقة الأولى الأستاذة منى بله النور، وكانت فذلكة تاريخية لنشأة الجمعية القومية السودانية لرعاية الصم منذ أن كانت فكرة في عام 1968م وحتى تسجيل الجمعية رسمياً في مارس 1970م، وإنشاء معهد الأمل وفروعه في الأقاليم المختلفة، ووضع قاموس لغة الإشارة الأول ثم الجزء الثاني، وذكرت أن الجزء الثالث قيد الإعداد، وتعرضت الورقة لاعداد المعلمين وتدريبهم داخلياً وخارجياً، وأن هناك دورة تدريبية قومية كل سنتين، وخلصت الورقة الى توصيات مهمة، منها التوسع في التعليم الفني والمهني ووضع منهج يتناسب مع قدرات الصم، والسعي لإدخال الحاسوب والعمل لوجود مترجمين في الجامعات والمعاهد والمدارس التي يلتحق بها الصم، وإتاحة فرص لتعيين بعض الصم كمعلمين، وعقب على الورقة دكتور طه طلعت ذاكراً بأنه لا يوجد تناقض بين الجمعية واتحاد الصم وكلاهما يسعيان لخدمة الصم. ثم قدمت الأستاذة نازك حيدر محمد صالح ورقة بعنوان: تعليم الصم المشاكل والحلول، وحصرت المشاكل في المعلم- البيئة الدراسية- المنهج المناسب- دور الأسرة والمجتمع، وعن المعلم شددت على ضرورة استمرارية تدريبه ليواكب المستجدات في أساليب تعليم الصم، ولا يترك ذلك للاجتهاد الشخصي حتى لا يحدث تضارب في طرق التدريس، وتدريبهم تدريباً عالياً على لغة الإشارة لتوصيل المنهج كاملاً دون حذف، بحجة صعوبة توصيله للتلاميذ، وذكرت أن لغة الإشارة لها قواعد نحو وصرف كغيرها من اللغات، ولها فصيحها وعاميها، وأبانت ضرورة استعمال المعلم للمعينات الممكنة من لغة الجسد، والتمثيل الصامت، وتعبيرات الوجه، وقراءة الشفاه، وأن لا يقف المعلم جامداً لاضفاء الحيوية والتشويق للمادة الدراسية ويجعلها جاذبة، وأن يستعمل أدوات توضيحية بألوان زاهية مع استعمال أدوات فك وربط حتى ترسخ المادة في أذهان التلاميذ. وعن البيئة الدراسية ذكرت ضرورة وضع ملفات لكل تلميذ حتى يسهل التعامل مع كل حالة حسب القدرات الذاتية، مع جود ملاعب ومسارح وورش وزيارات ميدانية.. وعن إدارة الصفوف أبانت ضرورة إجلاس التلاميذ نصف دائرة شكل حدوة الفرس، وأن يكون المعلم أمامهم والإضاءة من خلفهم، لأنهم يعتمدون على الرؤية في تعليمهم حتى لا يحدث تشويش، وأن تستعمل الإشارات الضوئية بدلاً عن الجرس، لأنهم صم، وعن المعينات السمعية تطرقت الورقة لضرورة إدخال مادة التنطيق والمخاطبة والذخيرة اللغوية كمادة أساسية في التعليم قبل المدرسي والأساس باستخدام المعينات السمعية الفردية والجماعية. وتدريب المعلمين على استخدامها والمحافظة عليها ودعت لإعادة النظر في المنهج والكتب لتلائم الصم، مع الإكثار من الصور التوضيحية وإشارات الحروف والأعداد والكلمات، وعن الأسرة والمجتمع دعت إلى تعديل الاتجاهات الخاطئة لأسر الصم، والمجتمع عن طريق التوعية والتوجيه والارشاد وإيجاد صلة بين المدرسة والأسرة، والعمل على دمج الصم بالمجتمع عن طريق ترجمة ما يبث من برامج وأخبار بالتلفزيون بواسطة مترجمين أكفاء.. وخلصت الورقة لتوصيات منها ضرورة التدريب المستمر للمعلمين، وتصنيف التلاميذ حسب الفروق الفردية، والاهتمام بالمعينات السمعية، والتنطيق والمخاطبة والذخيرة اللغوية، والتوازن بين التعليم العام وتعليم الصم، والارشاد والتوجيه للمجتمع والأسر عن طريق الإعلام، وتخصيص موجهين لتقييم أداء المعلمين مع إدخال منهج التربية الخاصة في كليات التربية لتخريج معلمين أكفاء. وبعد ذلك شارك ممثل وزارة التربية والتعليم الاتحادي والولائي ومديرة الرعاية الاجتماعية معضدين على ما جاء بالورقتين ومؤمنين عليه، وواعدين بوضع التوصيات نصب أعينهم، خاصة مداخلة الدكتورة رضا سعيد مديرة الرعاية الاجتماعية التي تحدثت حديث العارفين بأبعاد القضية، ومدركين لأهميتها مما أشاع جواً من الأمل والطمأنينة، لأجل الحل الناجع، وشارك عدد من الحضور في مداخلات على رأسهم الأستاذ محمد سومي كافي الأمين العام للاتحاد السوداني القومي للمعوقين حركياً بولاية الخرطوم، لافتاً النظر لعدم وجود أوراق أو ممثلين لذوي الإعاقة الذهنية، وعن المعوقين حركياً ذكر بأنه ليست لديهم مشاكل في التعليم من ناحية المنهج وطرق التلقي العادية، وأن مشكلتهم تكمن في صعوبة وصولهم لأماكن التحصيل مرسلاً عتاباً للمكان، لأنه غير معد لذوي الإعاقة الحركية، بدليل أنه تحدث من تحت المنصة بسبب صعوبة صعوده اليها. وبعد ذلك قدم الأستاذ عمر بابكر أحمد ورقة اتحاد المكفوفين، وكانت ورقة رائعة وشاملة، ولم يحصر بحثه في مشاكل المكفوفين فقط بل كانت شاملة لكل ذوي الإعاقة من بصرية وسمعة وحركية وذهنية، وقسم الورقة إلى سبعة أجزاء 1/ إدماج كل ذوي الإعاقة في مختلف مجالات التعليم والتأهيل 2/ الاكتشاف المبكر بالإعاقة 3/ التقبل الذاتي للاعاقة وتقبل المجتمع للمعاق 4/ تنمية الحواس لدى المعاقين 5/ تنمية القدرات لديهم 6/ وسائط ووسائل تعليم ذوي الإعاقة 7/ تعليم وتأهيل المعاقين كبار السن.. ونسبة لأهمية الورقة ولأنها جاءت شاملة لها.. ما هو جديد وأحسبه يطرح لأول مرة سنحاول أن نسلط عليها الضوء باسهاب في موضوع منفصل إن شاء الله. الاتحاد السوداني القومي للمعوقين حركياً محلية كرري