تنعقد اليوم وغدا اجتماعات الجامعة العربية على مستوى الرؤساء بمدينة سرت الليبية وسط أجواء غائمة وخلافات عاتية بين الاعضاء وتشكيك مستمر في دور الجامعة العربية. وأولى المؤشرات على تأزم الأوضاع العربية غياب أكثر من نصف الملوك والرؤساء العرب عن القمة رقم 22 ، مثل ملك العربية السعودية ورئيس الإمارات تشارك بحاكم امارة أم القوين - ورؤساء العراق انسحب وزير خارجيتها وتشارك بمندوبها في الجامعة – ومصر بسبب المرض ، ولبنان تشارك بمندوبها ايضا وقطعا فهؤلاء هم اهل الشأن والسلطان في العروبة .. والثاني بروز الخلافات العربية الداخلية حتى قبل انعقاد القمة العربية ويتجلى ذلك بجلاء في رفض سوريا النص على تثمين الجهود المصرية في القضية الفلسطينية، واتهام العراق للزعيم الليبي معمر القذافي بأنه غير متزن، اذ قال علي الدباغ، الناطق باسم الحكومة العراقية، إن الرئاسة العراقية ستقاطع القمة لأنها «لن تقدم أي شيء للعراق، لاسيما وأنها ستكون برئاسة شخص غير متزن مثل القذافي.» واصرار لبنان على عدم المشاركة في قمة بليبيا على خلفية اختفاء الامام موسى الصدر بالاراضي الليبية في السبعينيات، ومن الخلافات التي ظهرت في الاجتماع الوزاري العربي الذي انعقد بسرت في الأول من أمس حدوث سجال عنيف حول ما تردد عن عزم الرئيس الليبي ازاحة الستار عن تمثال للرئيس العراقي السابق صدام حسين في مدينة بنغازي، بالتزامن مع افتتاح القمة العربية حيث رفضته الكويت والعراق على لسان وزيري خارجيتهما محمد الصباح وهوشيار زيباري وكذلك ثورة الاخير عندما ضمن وزير الخارجية الليبي في كلمته (العراق المحتل)، وقال ان من حق الشعب العراقي ان يدافع عن نفسه ويسعى الى تحرير ارضه.. ولا ينسى الناس الملاسنات الجارحة التي جرت بين الملك عبد الله (ولي العهد وقتها) والعقيد القذافي بقمة شرم الشيخ 2001م، فضلا عن وجود شبه مقاطعة بين سوريا من جهة وبين مصر والسعودية والاردن من جهة ثانية بالاضافة الى التوتر بين سوريا ولبنان. وبنظر مراقبين فان الشعوب العربية لم تعد تتوقع من القمم العربية أي شيء يمكن أن يخدم بلدانها التي تعيش في أزمات متتالية منذ عقود، (لأن القمم لا تعدو أن تكون بهرجة إعلامية وموكب احتفالي لا يقدم شيئاً يمكن أن ينفع الشعوب)، ويقول البعض ان الجامعة العربية تحولت الى محنة وانها عديمة الجدوى والفائدة بل اكثر من ذلك اصبحت تجذّر لمزيد من الشقاق بين الاشقاء الممحونين بها، ولعل مطالبة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بمراجعة جادة لكل ما تم القيام به لازمنة طويلة في الجامعة العربية من أمور مسلم بها وسياسات تم اعتمادها، لعلها تكون فاتحة ل فك المِحنة.