من الدروس الجيدة التي استقاها العرب من الثورة المصرية الظافرة انها بدأت بنشاط متواضع لشباب مصري بسيط وجد في موقع الفيس بوك ضالته لممارسة النضال ضد طغمة الحزب الوطني بزعامة الرئيس المخلوع حسني مبارك ، نعم كانت البداية عبر الفضاء الاسفيري غير المقدور عليه واستمرت المسألة تتعاظم حتي تحرك الشباب من غرف الدردشة الي ميدان التحرير وكانوا في قمة الوعي بحيث لم يستعدوا الشرطة المصرية أصلاً وانما اجتهدوا في إمالتها لصالحهم باعتبار ان افراد الشرطة هم جزء من الشعب المصري يعانون كما يعاني وبالتالي هم يتفهمون لماذا خرجت ?لجماهير الي ميدان التحرير ، ان الدرس المستفاد من ثورة المصريين ان الثوار يجب ان يكسبوا الشرطة اولاً حتي لا يتم استخدامها بواسطة السياسيين ومنسوبي الحزب الحاكم ضدهم وهذا بالضبط ما حصل ايضاً بالنسبة للجيش المصري الذي انحاز الي الشعب ولم يتدخل لاسكات ثورة الشعب، ولعل الفساد الذي انتشر في ارض الكنانة بواسطة حزب مبارك جعل ابناء المصريين في كافة المؤسسات النظامية يمتنعون عن التدخل لصالح استمرار الوضع ، وهكذا شهدت الثورة اخلاء مراكز الشرطة تدعيماً لحركة الشعب وامتنع الجيش عن القيام بدور البلطجية ولم تكن هنالك شار?ت لا صفراء ولا بيجية ولا حمراء . ان الثورة المصرية الفتية ارسلت اشارات قوية لكافة دول المنطقة العربية بانه اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولابد ان تنطفئ كافة شارات التهديد وادوات القمع فلا يعلو سوي صوت الشعب وما لم تسع الشعوب لتغيير واقعها نحو الافضل فانه لن يأتي شعب آخر من وراء البحار لعمل التغيير بل علي العكس تماماً اذا ساءت الامور ولم يستطع الشعب تغيير النظام فإن القوي الامبريالية ستجد المبررات الكافية للتدخل في شئون البلاد كما حدث في العراق سابقاً وكما يحدث الان في ليبيا وحينها ستقع البلاد تحت رحمة التدخلات الخارجي? ولذلك من الأسلم التغيير من الداخل كما فعل المصريون والتوانسة وكما يجتهد اليمنيون اليوم والسوريون ، ان الدرس الثاني المستفاد من الثورة المصرية ان التغيير بسواعد ابناء مصر كانت له هيبته واستطاع المصريون خلع الطغمة الفاسدة وتقديم رموزها للمحاكمات العلنية بل استطاعوا ارسال رسائل واضحة للامبريالية العالمية حينما هاجم الثوار مبني السفارة الاسرائيلية في القاهرة واجبروا طاقمها علي الفرار . ان العالم اليوم ينظر الي الشعوب المضهدة في اشفاق كبير في وقت تضرب فيه رياح ربيع الثورات العربية مختلف دول المنطقة الباحثة عن الانعتاق من ربقة الذل والهوان والانحطاط غير المسبوق وتنشد مستقبلها الضائع تحت ضغط الانظمة الديكتاتورية التي لا تسمح حتي بحق التظاهر وتهدد باستخدام السلاح ضد الجماهير اذا حاولت الخروج، ومع ذلك فإن الجماهير اذا خرجت سرعان ما تتساقط انظمة الطغاة كما اوراق الاشجار اليابسة امام انواء الشتاء العاتية فتتعافي البلاد وينبلج الفجر الجديد الذي طال انتظاره ، نعم ان الدروس المستفادة من ثورة اشقاء?النيل العظيم جد كبيرة وهي بحجم وعظمة شعبي وادي النيل ومن المهم الاستفادة منها باعجل ما يتيسر حتي لا يتركنا التاريخ وراءه في محطات التردد الموحشة في اوقات تسعي فيها جميع الشعوب الحرة الي الانعتاق وحماية المستقبل من الخراب الكبير الذي بينه القرآن الكريم منذ قرون عديدة حينما أبلغ في الوصف بالقول ( وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً ) صدق الله العظيم .