هل سيأتي على تاكسي الخرطوم حين من الدهر ليتصدر قائمة هذه الإمبراطورية على مستوى الإقليم ؟ ام انها ستنتهي الى التلاشي لتغدو مجرد ذكرى يجترها نفر قلائل من الذين ارتبطوا بها في معاشهم عندما كانت سيدة الموقف ووسيلة شريحة معتبرة من اهل اليسر في المجتمع ؟ هيئة الاعمال الحرفية بولاية الخرطوم وهي الهيئة المسئولة عن تحديث التاكسي لديها تصور متكامل عن تطوير التاكسي وقد شرعت الهيئة في وضعه موضع التنفيذ ولا تقف استراتيجية التحديث على خطط الاحلال التي شرعت الهيئة في وضعها موضع التنفيذ من خلال طرح اعداد من عربات?التاكسي الجديدة بانواع من السيارات المتفاوتة الحجم التي تتضمن ماركات يابانية وصينية الصنع. ويرى الدكتور عبدالسميع بدر انهم في الهيئة يعملون على العودة بالتاكسي حتى يغدو جاذبا وقادرا على جذب المواطن من خلال تعريفة متواضعة خاصة ان عربات التاكسي الجديدة من الماركات الاقتصادية ذات تكلفة تشغيل متواضعة، فالعربات من ماركة الماروتي الصغيرة والتي تعمل الهيئة على ادخالها في منطقة وسط الخرطوم لا تتجاوز تكاليف تشغيلها الركشات وبذلك تكون في متناول جميع الشرائح الاجتماعية كما تتضمن استراتيجية الهيئة تنظيم العاملين في?عالم التاكسي بتوحيد زيهم وتوفير كافة مراكز للصيانة ويرى عبدالسميع بان تاكسي الخرطوم سيعود منافسا لعالم التاكسي في الدول المحيطة بما في ذلك تاكسي دبي الذي نال شهرة عالمية . يقول محمد ابراهيم الجاك والذي يعمل سائق تاكسي منذ منتصف ستينيات القرن الماضي انه يؤيد بقوة خطوات الاحلال التي تتبناها الولاية مطالبا التعجيل بتوفير الموديلات الجديدة لان عالم التاكسي اليوم فقد القدرة على جذب شعبيته المفقودة بسبب تهالك العربات ما ادى الى انتشار حالة الفقر بين منسوبي التاكسي الذين باتوا عاجزين حتى عن ترخيص العربات وبات اغلبهم يعتمدون على تعاون شرطة المرورالتي تجاهلت في كثير من الاحيان عجزهم عن تجديد الترخيص ويرى الجاك انه في حال تعامل شرطة المرور مع نصوص القانون لاختفت تماما عربات التاك?ي من وسط الخرطوم . ويقول عمر طه بانه توقف تماما عن قيادة عربته التاكسي لعدم قدرته في توفير مقومات الاسرة ولولا وجود ابنيه بالسعودية لتسول لقمة العيش وطالب طه هيئة الاعمال الحرفية والاعمال الصغيرة المناط بها تحديث التاكسي التعجيل بتوفير كميات من العربات الجديدة وان يكون القسط معقولا حتى يتمكن اصحاب التاكسي من توفير مسلتزمات اسرهم والايفاء بالاقساط في مواعيدها. وعن استراتيجية الهيئة في توفير موديلات اقتصادية يرى طه بان ذلك التوجه يجد التأييد الواسع من كافة منسوبي الامبراطورية العجوز خاصة ان هنالك موديلات جيدة لا تستهلك كميات?كبيرة من الوقود مثل عربات الماروتي الصغيرة ،كما ان العربات الصينية اثبتت نجاحا مشيرا الى ان سيارة الشيري الصينية التي لم يكن سعرها يتجاوز العشرين الفا قد تصاعد سعرها الى الضعف بعد النجاح منقطع النظير الذي حققته في السودان . محمد ابراهيم وداعة موظف قال انه لم يعد يستقل عربات التاكسي نظرا الى ارتفاع الاجرة وتهالك العربات التي باتت في كثير من الاحيان تتوقف في منتصف الطريق ، ويرى محمد بان التاكسي لا زال من اهم وسائل النقل في كثير من الدول وهو ماعون النقل الوحيد المسموح له بالعمل في مراكز المدن في وقت حظرت فيه مواعين النقل الصغيرة . ومن جانبه يرى محمد ابوالقاسم المتخصص في اقتصاديات النقل بان لعربات التاكسي مسئولية اجتماعية لا تقل عن اهميتها في تلبية متطلبات الشارع خاصة ان هنالك عدة آلاف من عربات التاكسي توفر العمل لسائقيها كم? تضمن دخلا جيدا وان تراجع كثيرا في العقود الاخيرة ما يتطلب تنفيذ البرنامج الاسعافي للاحلال على وجه السرعة. وطالب ابوالقاسم الدولة بدعم التاكسي من خلال استيراد موديلات ذات تكلفة تشغيل اقل وتوفير كافة متطلبات الصيانة والتشغيل.