يقول جلاسو «التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع ان نقاطع بها اي متحدث دون ان نثير غضبه»، هل يمكن استخدام عبارة « طلقني» لقطع الطريق امام الازواج مع اثارة غضبهم طبعا- لا على طريقة جلاسو . قديما كانت هذه عبارة طلقني كافية لحسم اي نقاش لصالح الزوجة تلجأ اليها عندما تشعر بأنها الطرف الخاسر في الحوار فتسعى مباشرة لاستخدام كرت الضغط الاخير والرابح «طلقني»..!!عندها ينسحب الزوج من النقاش تلافيا للدخول في مطبات اخرى تنتهي بانهيار عش الزوجية لو انصاع لذلك الاستفزاز. اليوم وبعد المتغيرات التي طرأت على حياة الناس والتي ادت الي ارتفاع نسبة العنوسة وعزوف الرجال عن الزواج للظروف الاقتصادية القاسية وزيادة معدلات الطلاق..هل ظل لعبارة «طلقني» ذات مفعولها القديم وهل ما زالت كرتا رابحا يمكن للزوجة ان تكسب به الجولات علي النهج القديم . تقول السيدة نعمات زكريا «الرجال بقوا قاعدين على الهبشة ومابصدقوا تقولي ليهم كده والبعض بعتبرها فرصة العمر للتحرر من قيود الزوجية ،بل اصبحوا يلوحون لنا بهذا الكرت واصبحت الكرة في ملعبهم واصبحت الزوجات خانعات لسلطتهم خوفا من شبح الطلاق». اما سارة اسماعيل وهي حديثة عهد بالزواج تقول بثقة ملموسة بان الكرت الرابح مازال في يدها وانها الزوجة المدللة الا انها - والحديث لسارة - على يقين تام بأن الحال سيتبدل سريعا بعد شهور العسل الاولى ماضية للقول بان الزوجة الشاطرة هي التي تظل قابضة بزمام زوجها حتى النهاية . غير ان آمال عبدالله تقول بان الزوجة ما عادت تلوح بتلك المفردة «طلقني» في ظل الظروف التي نعيشها اذ ان الانفصال كارثة حقيقية ما يحتم علي الزوجات التحلي بالحكمة وان يقبلن بالحياة الزوجية على علاتها كما اوصتهن الفنانة ندى القلعة في اغ?يتها «راجل السترة لوكي القرضة وامسكي فيه..» سمية عبدالرحمن تروي لنا تجربتها قائلة بانها حاولت استخدام هذا الكرت عملا بوصية صديقتها التي سبق ان استخدمته مع زوجها وحققت من خلاله نتائج جيدة،تروي لنا سمية ردة فعل زوجها وتقول « ده ماصدق وقال لي خلاص امشي بيت ناس امك» واردفت «كدت اخرب بيتي بهذه العبارة الاستفزازية ولم اكررها ثانية!» اما زينب عبد الغنى فتقول : «نحن في عصر استقلت فيه المرأة عن الرجل اقتصاديا وباتت تحقق دخلا اكبر من الرجل في بعض الاحوال وماعادت في خانة الضعيف الذي لا تقوم له قائمة الا بالرجل» ، وتساءلت لماذا لايكون الرجل هو الاحرص على الحياة الزوجية ؟ وطالبت بالتأسيس لفهم الشراكة الزوجية فكلا الطرفين مسؤول عن نجاح هذا المشروع بل القوامة للرجل لو حاولنا تأصيل القضية! وتابعت زينب بأنفاس حرى ولكن الرجل السوداني اصبح «متحججا» لايكاد يصدق ان تطلب منه الزوجة فض الشراكة فيعمد الي التنفيذ بلا تردد. للازواج وجهة نظر مغايرة يقول أحمد زين العابدين..انه متزوج منذ عشر سنوات ويفهم كثيرا كيف تفكر المرأة التي دائما ماتمنح اذنها لوصايا الصديقات دون ان تعي ان لكل واحدة منهن تجربة منفصلة عن الاخريات ،اضاف زين العابدين ان ذلك ماحدث معه حيث فوجئ في احدى المرات وخلال نقاشه مع الزوجة في احدي قضايا الاولاد بزوجته تستفزه بعبارة طلقني الا انه تمكن من احتواء الموقف لعلمه بان هذا ليس قرارها ولكنها تتأثر بحديث صديقاتها! ومن جانبه اكد بدرالدين الفاضل بأنه يرفض هذا الاستفزاز من زوجته واصفا هذه الوسيلة بالضعيفة وان ?لزوجة سوف تخسر كل شئ لو حاولت استخدامها معه. تباينت الاراء حول هذه القضية الا ان الثابت الوحيد هو قداسة الحياة الزوجية والميثاق الغليظ الذي لابد من وضعه في الاعتبار ونحن نصدر قراراتنا المصيرية.