خلال حوار تلفزيوني تناول أطراف عدة مسائل الزواج والطلاق في العالم العربي، واقترح من أدلوا بدلائهم حول هذين الموضوعين إدخال تعديلات على عقود الزواج بما يكفل حقوق الزوجة، وكنت قد سبقت الجميع عندما اقترحت قبل سنوات ان تتضمن عقود الزواج تحميل اهل الزوجة تكاليف الصيانة التي تخضع لها الزوجة في هيكلها العظمي وجهازي الهضم والتنفس وذلك طوال السنوات السبع عشرة الأولى من الزواج، وتحميل الزوج نفقات علاج الزوجة فقط فيما يصيب قلبها وكبدها ومرارتها من أمراض، من منطلق ان أوجاع الكبد والقلب عند النساء يتسبب فيها الرجال. وكصاحب خبرة زوجية عالية لست بحاجة إلى نصيحة من عالم سوسيولوجي او سايكولوجي (استخدام المصطلح الإفرنجي ضروري للهيبة والوقار اللازمين لاكتساب لقب «مفكر»)، كي أفتي في مسائل الزواج والطلاق، أو الدفاع عن حقوق الرجال الذين اصبحوا مجرد شوارب لا تهش ولا تنش ولا تعرف الفرق بين الفياغرا والمش (بكسر الميم)، وسبق ذلك الحوار تقرير يصور الرجل العربي كوحش كاسر مع انه في حقيقة الأمر غلبان مثل سرحان عبد البصير، والملاحظ ان جميع الكتاب يعمدون إلى تداول عبارات تمجد المرأة على حساب الرجل ومن ذلك ترديد: وراء كل رجل عظيم امرأة، هذا كلام فارغ، وإذا تبجحت امرأة بأنها جعلت من زوجها مليونيرا فتأكد من انه كان مليارديرا قبل الزواج، ولا يستطيع رجل عربي ان يعرف على وجه التحديد كم كلفه الزواج لأن الحبل على الجرار ويظل المسكين يدفع تكاليف الزواج إلى اقرب الأجلين: الموت او الطلاق، وتردد النساء مقولات كثيرة للحط من قدر الرجال، منها ان العقاب الرادع لمن تخطف زوج امرأة أخرى هو السماح لها بالاحتفاظ به، او ما تناقلته الصحف البريطانية مؤخرا من ان امرأة نشرت إعلانا مبوبا قالت فيه: «مطلوب زوج»، فجاءتها مئات الرسائل المتشابهة النصوص: خذي زوجي! ولعل المرأة الوحيدة التي أنصفت الرجل بشكل غير مباشر هي الممثلة الراحلة جاجا (وليس زازا) غابور التي لم تستطع حصر الرجال الذين تزوجت بهم واعترفت بأنها «ربة بيت» ممتازة لأنها كلما طلقت رجلا استولت على بيته وأصبحت هي «ربّته»، أي مالكته، فالزواج عندها يتعلق بالحب في حين أن الطلاق يتعلق بالمال. ولا يعني دفاعي المستميت عن الرجل العربي انه بلا عيوب ولكن عيوبه بسيطة، ومنها زوغان العين، فهو كمن يذهب إلى مطعم ويطلب الطبق الذي تشتهيه نفسه ولكن ما ان يرى ما أمام الآخرين من طعام حتى يتمناه لنفسه ويعاف ما طلبه، ويعاب على الرجل العربي انه دكتاتور في بيته، ولكن لا ذنب له في ذلك، لأن ذلك حق مكتسب فالدكتاتورية وقف على الرجال: يتدكتر عليهم أولياء الأمور فيتدكترون على نسائهم وذريتهم، أي ان الأمر مجرد فشة خلق كما تقول المفكرة الفضائية ليليان اندراوس لا أعادها الله إلى الشاشات. ولأن ما كتبته اليوم سيثير غيظ النساء، وهو ما هدفت إليه، فإنني اختتم خواطري المبعثرة هذه بحكاية طريفة لزوج أمريكي، كان «يذاكر» من وراء زوجته، واستيقظ ضميره فقرر ان يصطحبها إلى حيث الدفء في فلوريدا علّ ذلك يؤدي إلى تدفئة العواطف بينهما، وسبق زوجته بيومين إلى المصيف لاستئجار وإعداد مسكن، وبعد إكمال المهمة، جلس ليكتب لها رسالة الكترونية، ولأنه لم يكن من قبل من النوع الحريص على التواصل والتراسل مع زوجته فقد اكتشف انه لا يحتفظ بعنوانها وأجهد ذاكرته ووضع العنوان الذي أسعفته به الذاكرة، ولكنه كان العنوان الخطأ، ووصلت الرسالة إلى امراة عجوز كانت قد فقدت زوجها في اليوم السابق، وما ان قرأتها حتى أطلقت صرخة مدوية وسقطت جثة هامدة، واندفع ذووها إلى حيث سقطت ليجدوا على شاشة الكمبيوتر رسالة نصها: زوجتي العزيزة، وصلت قبل قليل وأعددت المكان لاستقبالك غدا - التوقيع (زوجك العزيز)، وملاحظة اسفل التوقيع: الحرارة هنا فوق ما تصورت!!!!! جعفر عباس [email protected]