(لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال) الإمام المهدي عليه السلام (1) الإنقاذ والجمهورية الجديدة ٭ بعد أن عجزت الإنقاذ في (مناداتها) لجمهوريتها الجديدة في دعوة مشاركة حزب الامة القومي والحزب الاتحادي الاصل، ما كان أمامها إلا اللجوء الى خطاب الاستعلاء الذي اعتادت عليه بعد ( هزيمتها الحوارية) لكل جولة مع (الأحزاب الكبرى)- لتراهن أخيراً على جملة المتخاذلين من (الاعراب) وسط الاحزاب في مسيرة حكمها منذ بداية شموليتها القابضة (بالمراسيم الدستورية) في العشرية الاولى والتي أعقبتها انفراجة قسرية بعد مطالبات دول العالم ومنظماته بحقوق الإنسان في السودان لتأتي فيما بعد اتفاقية نيفاشا وقوانينها في 5002م وما سبقتها?من زنقات شبيهة بالاخيرة والتي ادت الى حدوث ما سمى بثورات الربيع العربي، والتي جعلت من الانقاذ مركب (بلا مقداف) إلا باستجداء الاحزاب وشراعات الآخرين. وتلك هى الاجندة الغالية والتي لربما قادت الى وقوع وهبة الصيف السوداني!! طالما أن تيم الانقاذ ما زال مصراص على الكنكشة على مفاصل السلطة والثروة ومتدثراً بدواء يقول لا منجى من الظلم في ظل الجمهورية الثانية إلا بتجديد الثقة في كادر الانقاذ!! وهنا تكمن الازمة، التي لا فكاك منها إلا بالفكاك ايضاً من مراسم الانقاذ ودستورها المتجدد والمؤقت والذي برعت في صياغته بأشكال?متباينة فاقت به في انتهاك حرية الانسان السوداني كل اللوائح والقوانين في مجال الدساتير الدولية، حتى قدت غير آبهة بأى قانون دولي أو دستور وطني مجمع عليه- ولو كان عبارة عن (عرف أهلي)!! ومن هنا يصبح مشروع المعارضة السودانية وحديثها عن دستور السودان القادم عبارة عن حوار الطرشان أو نوع من الحرث في بحر الضياع، وتجميد لكل الجهود المطلبية من التي كان لها حق السبق في نجاح ثورة اكتوبر 4691 وانتفاضة ابريل 5891. ٭ وهذا هو الكسب المجاني والدعم السياسي الذي ظلت تراهن عليه الانقاذ بعد كل زنقة قذافية منذ ايام مؤتمراتها وخاصة في رهانها على البديل الجاهز. ٭ فاذا لم يأتِ الامام وهم يدركون كم هو عصي فهناك ابن شهيد وكله يحمل اسم ابن الامام وهذه هى قمة الانتهازية وعدم الالتزام بالمواثيق والعهود!! (2) دكتور إبراهيم والخطاب الجديد ٭ جميل أن تغيرت لغة استاذ الفلسفة واحد منظري الانقاذ (قبال الباقين) من لغة الاحتكار الى الحديث عن (الحوار) وحتى على مستوى مجموعة السلطة الحاكمة بعد ان سمعنا وسمع العالم معنا بأن (السلطة ما هى ملك للحزب الحاكم)!! واين ما كان الدافع لمثل هذا القول، إلا فإنه يمثل قدراً من التنازل الضمني واحترام لحق (الآخر الديمقراطي) بل يجب ان نعتبره فتحاً جديداً لباب الحوار دونما وصايا مسبقة ودعوة لتشكيل المستقبل دونما استصحاب لما حدث في الماضي من قهر لفظي بل هى عبارة عن دعوة رئاسية للتداول المرحلي لسياسة الامر الواقع قومياً. ٭ طالما ان كل المؤشرات تدلل على ان البلد على حافة الانهيار وفي جميع النواحي- وأزمات اجتماعية واقتصادية.. الخ ولربما قادت الى وقوع كارثة وأزمة دستورية شمولية جديدة لم تشهدها ساحة الصراع الحزبي في السودان من قبل. بعد ان سمعنا عن الاقليات الاسلامية في السودان والحديث عن الاعتراف بفشل المشروع الحضاري في عدم توفير حقوق غير المسلمين هكذا!! وعليه لابد من الالتفات الى إغلاق أبواب التطرف سواء ان كان من قبائل اليسار أو اليمين بتوفير منابر التفكير بديلاً (لمنابر الدعوة الى التكفير). (3) التغيير بالصيف السوداني وليس بالربيع العربي ٭ ينتاب العديد من السودانيين الاصلاء إحساس بالدونية وبحث عن الهوية كلما تحدث الناس في السودان أو البعض باعجاب عن ما يسمى بثورة الربيع العربي، وخاصة عندما يتذكر المرء أن هذا الربيع الفعلي نحن في السودان لا ينبغي أن نتحدث عنه لأننا أصلاً ليس لنا فصل طقسي يسمى بالربيع- بل يجب علينا أن نتحدث وبكل الفخر عن الصيف السوداني دونما إحالة سلبية لذهنية الاستلاب الثقافي، والتي ظلت تسربلنا بالعقد وخاصة اذا ما اردنا الحديث عن دستور جامع شامل او عقد اجتماعي قانوني يحول دون احساسنا بالتشكيك في جذورنا العرقية عربية كانت او ?غريقية. ولا حتى في معتقداتنا الدينية، طالما انه حتى على مستوى الكيزان باستثناء مجموعة المنبر أصبحنا نتحدث عن وجود وبعث الدولة المدنية وكيف ان دستور المدينة وفر الحق الدستوري لكل الاقليات الدينية من سكان المدينة يومها دونما إنتقاص لحق أقلية باسم (حاخاماتها) اليهودية أو (نصرانياتها) المسيحية ولا حتى (شريعتها) الاسلامية!! بل الكل عندو رأى والكل عندو دين) بل ما توفر من عدل ومساواة في الاحكام في عهد الخلفاء الراشدين ولو جدّ الحكام في تطبيقه اليوم لاول من حاربه الداعون ووصفوهم بالشيوعية كما قال الشاعر مظفر النوا? في وصفه مرحلة الامام على كرم الله وجهه، وتبقى مدرسة التكفير الديني لعنة يطارد بها الغلاة سماحة الاديان وخاصة دين الاسلام، حجة غير مبررة لالغاء العقل والتفكير، بل عبارة عن (شهادة مجروحة) من متطرف ظل يستند عليها كل الطغاة باسم شريعة الاسلام لتصفية الخصوم على مر التاريخ، وتظل المتاجرة باسم ثورة المصاحف حجة تهدم الدين من الداخل وباسم الدين وتلك هى الماسونية العالمية منذ ايام الفتنة الكبرى حينما لجأ عمر بن العاص الى خدعة الاحتكام الى القرآن برفع المصاحف على أسنة الرماح وكيف كانت بداية الدولة الاموية ولحظتها قا? الامام علي كرم الله وجهه قولته المشهورة (أواه من رفع المصاحف على أسنة الرماح) ومن وقتها خطف الغلاة والمتشددون قفاز (التكفير) ليحاربوا به (التفكير). ونسمع وقتها عن من هم الخوارج والذين انتهى بهم المشروع الحضاري في عالم اليوم الى تقسيمات متعددة وطني حاكم وشعبي معارض تكفير وهجرة.. الخ وكلهم يجمعون على امتلاكهم للحق الالهي، علما بأن الله سبحانه وتعالى قد ترك لنا الخيار والاشادة الفردية في ان نؤمن أو نكفر أو كما قال سبحانه وتعالى وما يؤكد هذا خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم (لست عليهم بمسيطر....). ٭ نخلص من كل هذا ونعود لنقول الى المعارضة والحكومة حتى يتم الحديث عن الصيف السوداني نعم الصيف السوداني وليس الربيع العربي!! لأننا ومنذ دستور 65 المعدل 4691 ومروراً بدستور 3791 (لم ينجح أحد) في وضع دستور دائم- ولا حتى انتقالي وكل ذلك عبر فورمنات الكيزان واطروحات عرابها (الخبير في الدساتير كما يدعي) والتي ظلوا يرفعونها باسم الشريعة كلما فقدوا الحجة والحوار عن شعارات رددوها هم أنفسهم حتى ملوا منها بالتريد (القرآن دستور الامة) (شريعة شريعة ولا نموت الاسلام قبل القوت)... الخ علماً بأن هذه الشعارات البراقة هى من?كشفت زيفهم الفكري ومتاجرتهم باسم الدين الاسلامي حينما توفر لهم وحدهم الحكم واصبحت السلطة في ايديهم منذ بيعتهم لنميري في سبتمبر 3891 واليوم اذا عاد لهم الزمن لتبرأوا من تجربته المنسوبة زوراً الى الاسلام، وما يؤكد هذا الحديث- قول الاستاذة بدرية سليمان في منتدى الامام الصادق بالملازمين عن الدستور عالماً بأنه هى ثالث ثلاثة هندست على ايديهم تلك القوانين الجائرة في سبتمبر 3891 ومن المفارقة أيضاً - هى اليوم حامي حمى الدستور والمشرع الاول للمؤتمر الوطني الحزب الحاكم، ونحن حينما نمزج بين ماهو دستوري وماهو غير دستور? نؤكد شكل التخبط في ظل وجود الفراغ الدستوري لدستور السودان الدائم، والذي يحيلنا للحديث عن ما يسمى بالربيع العربي دونما اشارة الى كيفية حدوث الصيف السوداني المرتقب!! وهنا تتجلى عقدنا واعجابنا بالآخر- فاليوم نسمع ان المخلوع معمر القذافي الليبي وعلي سالم البيض اليمني- هما من كانا يمثلان الدعم اللوجستي والسياسي لمشروع السودان الجديد وقائده الراحل العقيد جون قرنق- (طيب اين نحن من اتفاقية نيفاشا) للسلام في 5002م- تلك الاتفاقية التي تحولت الى دستور وقرآن نيلي في عرق (الاخوان)- ترى ماهو رد الراحل قرنق على هذا الحديث لو أمد الله في أيامه؟!! ألا يؤكد هذا بأننا ما زلنا نتودد الى مشروع عروبي لا ناقة لنا فيه ولا جمل؟! وحتى ولو أطاح لنا بالعدو الاستراتيجي العقيد القذافي أو على سالم?البيض الحلف الشيوعي لليمن الجنوبي؟! (مالكم كيف تحكمون)؟! (4) لالوبنا ولا تفاح لبنان ٭ دستور السودان القادم أو الدائم والذي أجمع الطرفان في البحث والحديث عنه- ممثلاً ورقة الحبيب الامام الصادق المهدي الضافية ومداخلة الاستاذة بدرية سليمان هى الخطوة السليمة بجانب مداخلات كبج (الاقلية المسلمة) والطيب زين العابدين (إسلامي راشد او رشيد) وحتى الناطق باسم حزب التحرير (خليل)!! وكل هذا مستصحباً وبعيداً عن ما سمى بثورات الربيع العربي- يعتبر هو المدخل السليم للجلوس في (الواطة) للخروج دستورياً بالسودان من أزماته وورطاته (القانونية) والتي ظلت تمثل المسوغ الموضوعي لكل المغامرين من الشموليين عساكر ومدنيين?وحتى في حراك الحركات المطلبية المسلحة في بحثها عن كيفية الوصول الى كراسي السلطة، وأيضاً كانت وما زالت هى الحجة التي ظل يستند عليها الانقلابيون- علماً بأنه اذا كان هناك مشروع دستوري سوداني اصيل ومحاط بسياج قانوني ولوائح تحول دون وقوع الفساد والمفسدين ادارياً وفنياً واخلاقياً- لاستطعنا اقامة نظام سياسي حر دونما إهدار للمال أو تفريط في حكم- بل ستكون هناك بيوت للخبرة ودراسات الجودة ترسم الخطط وتضع السياسات الاقتصادية الحقيقية وليس التحررية الحمدية وعبر مدارس اجتماعية وخبرة سودانية ملمة بالقوانين دون حاجة لاصدا? المراسيم بهدف التمكين- وبذاك نكون قد أقمنا المؤتمر الدستوري الجامع لنتناول به كل القضايا العالقة في الشمال والجنوب في الشرق والغرب والذي لو كان عقد لما احتاج الشعب السوداني الى دفع ضريبة الانفصال باهدار الموارد المالية في الشمال ووقوع المجاعة في الجنوب- وقيام دولة خالية من كل مقومات الحياة إلا من مجموعة اولاد أبيي الحاكمين، ومن هنا تأتي الاشادة بالزيارة الشمالية لرئيس حكومة الجنوب السوداني الفريق سلفا كير واركان حربه الى السودان الكبير رغم تداعيات مابعد الانفصال القاسي ودعونا نقول الجنوب للشمال والشمال لل?نوب الى ان يعود السودان كما كان وتتحقق الوحدة الجاذبة الحقيقية، وأيضاً نقول مرحباً بثورات الربيع العربي ولكن قبلها لابد أن نرحب بتغيير الصيف السوداني ثم من بعد يجوز لنا البحث عن دستور السودان الدائم أقصد (القادم).