من دون حجاج دول العالم القريب منها والبعيد، ظل الحجاج السودانيون يواجهون متاعب متكررة سواء في سفرهم عبر البحر أو جوا رغم أنهم يدفعون أحيانا أكثر من سعر بطاقة السفر عبر الطائرات التي تحتكر نقلهم وتتفنن في تعذيبهم،وكذا نقلهم وسكنهم في الأراضي المقدسة بسبب فشل هيئة الحج والعمرة ..هذا صار عادياً ولا يستوجب التوقف عنده كثيرا لأنه لا بواكي عليهم ووزارة الإرشاد لا يهمها ما يتعرض له الحجاج وإلا لما ظل العجز والفشل المتكرر هو عنوان الحج في كل عام. هذا الموسم كان الأفضل في الالتزام بنقل الحجاج عبر البحر بعد ما استجلبت هيئة الحج بواخر مصرية بغض النظر عن كيفية التعاقد،وإجراء المناقصات والفصل بين المتنافسين،وكذلك يبدو أن التزام "سودانير" ببرنامج نقل نحو 20 ألفاً يجري بلا عثرات وهذا ما يحمد لها ونرجو أن تكتمل عافيتها بانتهاء التحقيق في شأن بيعها وتدهورها ومسؤولية البعض في شبهات قوية فيما آلت إليه من وضع مزر وإهدار أموال ضلت طريقها. لكن الحجاج الذين اختاروا شركة "صن اير" عضوا بنان الندم بعد ما واجهوا صعوبات أبقت بعضهم يوما ويومين بصالة الحجاج في مطار الخرطوم واضطروا إلى التظاهر وإغلاق طريق المطار ساعات للفت الانتباه إلى وضعهم، والشركة رغم فشلها في الالتزام بنقل الحجيج تهربت منهم ولم تجب على تساؤلاتهم وكان ينبغي أن تخطرهم هاتفيا أو عبر إعلانات في الصحف ووسائل الإعلام قبل وقت كافٍ عن تأجيل رحلاتها حتى لا يتكبدوا مشاق الوصول إلى المطار وانتظار المجهول،خاصة وان كثيرا منهم كبار سن ونساء وقادمون من الولايات،وقد تكرر عدم التزام الشركة بموا?يد إقلاع رحلاتها غير ما مرة. إخفاق شركة "صن اير" لا تتحمله الشركة وحدها وإنما هيئة الحج والعمرة ومستشارها من الطيران المدني، فالشركة وقعت في موسم الحج الماضي في فشل مماثل عندما تأخرت في إعادة الحجاج من المدينةالمنورة إلي الخرطوم ومن ثم الولايات ،وهي شركة متواضعة الإمكانات لديها أسطول صغير لا يتجاوز ثلاث طائرات ذات سعات محدودة « 168 و148 راكباً » ،رغم أن هناك شركات طيران إقليمية تتمتع بإمكانيات أفضل من "صن اير" ،وكان يمكن أن تمنح فرصة ترحيل الحجاج. مبررات "صن اير" لتعثرها في نقل الحجاج حسب البرنامج الذي حددته مضحكة وتدعو للسخرية، فقد ذكرت إدارتها أنها لم تحصل على إذن هبوط في المطارات السعودية .. طيب هل ذلك كان مفاجئاً، ولماذا لم تستأجر طائرات بديلة تملك إذناً بالهبوط إن كانت حريصة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الحجاج السودانيين أم أنهم لا يستحقون ذلك،ولكنها تعرف انه لا توجد جهة تحاسبها ومن يتجرأ على مساءلة شركة تملك الحظوة عند أهل الحظوة ، وإلا لما حصلت على امتياز ليست مؤهلة له. ينبغي أن تكون مؤسسات الدولة المعنية بالمراقبة والتصدي لقضايا الناس يقظة وفاعلة وعدم المجاملة في أي تقصير مع جهات تمنح امتيازاً بلا تأهيل ،والتحقيق في أي إخفاق وتحديد المسؤولية والمحاسبة حتى لا يصبح الحديث عن هموم الناس والشفافية شعارات بلا مضمون،وهل من يخفق مرة يكلف مرة أخرى لتكرار فشله،ننتظر تحركاً من وزير شؤون مجلس الوزراء بالإنابة الذي تدخل في صالة الحجاج فهذا وحده لا يكفي،وكيف تمنح هيئة الحج امتيازاً لمن لا يستحقه؟ ...سيل من الأسئلة ينتظر الإجابة، ونأمل أن لا يتكرر الفشل في إعادة الحجاج ..ولنا عودة.